شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كان هذا التراب
ثَنَائي لِتِرْبٍ طابَ مِنْهُ جَنَابُ
ثَنَاءٌ بِمَنْزُورِ العِتَابِ يُشَابُ
فما بَالُهُ يُكْنَى بِرَمْزٍ مِنِ اسْمِهِ؟
وَمَا ضَرَّ؟ لَوْ يَنْجابُ عَنْهُ حِجَابُ
أذاكَ لأنَّ (الصِّدْقَ) في النَّاسِ كُلِّهِمْ
لَهُ عَجَبٌ -أنَّى يُقَالُ- عُجَابُ؟
فإنْ قالَهُ ذُو هِمَّةٍ، فكأنَّهُ
على خَطَلٍ في القَوْلِ -وهْوَ صَوَابُ
ومُتَّهَمٍ بالحِقْدِ، كُنْتُ عَذِيرَهُ
لِشَيْخُوخَتي في العُمْرِ وَهْوَ شَبَابُ
خَلاَ مِنْ لُبَانَاتِ التَّجَاوُبِ والهَوَى
إهَابي، إذا ما اكْتَظَّ مِنْهُ إهَابُ
ألَحَّ فَمَا أنْفِي، ولَجَّ فَما أَعِي
فإنِّيَ مِنْ فَوْقِ التُّرابِ تُرَابُ
يَعِيشُ بِلاَ رُوحٍ، وَيَسْري بِلاَ سَنَى
فَسِيَّانِ مَدْحٌ عِنْدهُ، وَسِبَابُ
قَدِ اسْتَوَتِ الأضْدادُ في كُلِّ مَا يَرَى
فَلاَ فَرْقَ، ماءٌ دافِقٌ، وَسَرابُ
* * *
وَمَا الشِّعْرُ شِعْرِي، إنَّهُ شِعْرُ حِينهِ
خَوَاطِرُ شَتَّى، خَيْبَةٌ وَرِغَابُ
وآلامُ نَفْسٍ شَقْوُهَا مُتَرَادِفٌ
أجَدَّ عَلَيْها الشَّيْبُ وَهْي كَعَابُ
تَغَنَّى بِهِ الحَمْقَى، وظَنُّوا بأنَّني
مُجِيدٌ، لَهُ فيما أجَادَ ثَوَابُ
فَيَا قَارِئي شِعْري، وهَلْ ثَمَّ قَارِىءٌ؟!
تَخَلَّفَ مِنْ بَعْدِ الحُسامِ قِرَابُ!
* * *
وَهَى مَتْنُهُ وانْدَقَّ مِنْهُ غِرَارُهُ
وَثَلَّمَهُ بَعْدَ الضِّرابِ ضِرَابُ
وأصْبَحَ لا تَشْقَى برُؤْيَتِهِ طُلىً
لِخَوْفٍ، ولا يَرْتَاعُ مِنْهُ ذُبَابُ
وَدَدْتُ لَوَ أنِّي بِعْتُ جُلَّ قَصَائِدي
بِصَفْوِ اللَّيالي، والحَيَاةُ نِهَابُ
فَمَا سَرَّني بالشِّعْرِ فيهِ حُشَاشَةٌ
تَجُودُ، وَقَلْبٌ في العَنَاءِ يُذابُ
لِيَهْنَ بهِ اللاَّهُونَ قالُوا، وقَلْقَلُوا
وماتُوا.. وهَلْ بَعْدَ الذَّهابِ إيَابُ؟
سيُرثَوْنَ، أوْ تُتْلَى لَهُمْ كُلُّ صَفْحَةٍ
فَمَا ذاكَ؟ إنَّ الذِّكْرَيَاتِ تَبَابُ
خُلُودُ مَدَاهُم أوْ دَوَامَ ادِّكَارِهِمْ
مَدَى الدَّهْرِ، وَهْمٌ بَاطِلٌ وَكِذَابُ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :369  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج