شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لسعادة الأستاذ أمين عبد الله القرقوري
مدير عام مؤسسة البلاد للصحافة والنشر ))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته... أحمد الله تبارك وتعالى حمد الشاكرين، وأصلِّي وأسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صلاة المتبعين المحبين وبعد:
حينما نكرّم العلماء في أي عصر وفي أي وقت وفي أي مكان فإنما نكرّم أجدر الناس بالتكريم، يكفي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العلماء ورثة الأنبياء، ومهما قال البشر في تكريم العلماء فلن يصلوا إلى شيء من هذا المستوى الذي حدده رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلماء هذه الأمة، وحين نرجع إلى تاريخنا وإلى المراحل الحاسمة في هذا التاريخ الزاخر بالتحديات، والزاخر بالجهاد، نجد أن العلماء كانوا هم القادة في المعارك الحاسمة في تاريخنا الطويل ونجد أن العلماء هم الذين حفظوا لنا هذا الدين بروايتهم وباستنباطاتهم وباجتهادهم، ولولا العلماء لما حفظ هذا الدين ولما فسر القرآن ولما رويت الأحاديث ولما وضعت القواعد والأصول ولكن العلماء بتوفيق الله لهم قاموا بهذه المهمة الجليلة العظيمة.
حين أفكر في العلماء وأسمع التقدير والتكريم للعلماء أتذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال لصحابته (وددت لو رأيت إخواني، قال الصحابة ألسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال أنتم أصحابي ولكن إخواني أقوام يأتون بعدي لم يروني يود أحدهم لو يراني في أهله وماله) أو كما قال صلى الله عليه وسلم، إنني أعتقد أن العلماء هم الذين ينطبق عليهم هذا الحديث وقد ينطبق على غيرهم من المجاهدين ومن المخلصين لهذه العقيدة، ولكن العلماء يظلون هم الأجدر بهذا الوصف وإنـي لأرى دائماً في العالم العامل أخاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
لعلي أسجل هنا ملاحظة لاحظتها أكثر من مرة في تكريم العلماء، في تكريم الشيخ عبد الفتاح أبي غدة والشيخ الزرقاء، ومجموعة من العلماء فإنني ما لاحظت إقبالاً في تكريم شخصيات أخرى يشبه الإقبال العظيم على تكريم العلماء، وهذا التكريم يدل على ارتباط الفرد المسلم بالقائد المسلم في مجال العقيدة والفكر والثقافة، ولقد كان سلفنا يقولون عن أهل البدع، بيننا وبينهم الجنائز، لأن الشعب يخرج في جنازة العالم العامل كما خرج في جنازة أحمد بن حنبل ومع غيره ونحن الآن نقول للمبتدعة المتأخرين، للعلمانيين والاشتراكيين والقوميين والمرتدين على اختلاف ألوانهم وعقائدهم نقول لهم بيننا وبينكم الجماهير، في كل المناسبات التي ارتفعت فيها رايـة الإسلام بيد أحد العلماء أو أحد المخلصين للإسلام وجد التأييد التام والمطلق حتى في الدول التي سيطرت عليها العلمانية والاشتراكية نجد أن الإسلاميين ينتصرون في الانتخابات وهي أداة هؤلاء العلمانيين، نجد أنهم ينتصرون في نقابات المهندسين والمحاميين والأطباء، لا ينتصرون بتأييد العامة والعاطفيين، ولكنهم ينتصرون بتأييد المثقفين لأنهم يدركون أن تاريخ هذه الأمة ومصيرها يرتبط بالإسلام وحده وليس بأي عقيدة أخرى.
من حسن حظ هذه الأجيال أنها شهدت ارتفاع راية الاشتراكية، وارتفاع راية القومية، وقد ظن الاشتراكيون في مرحلة من المراحل أن الاشتراكية هي الحل وأن الاشتراكية ستكتسح العالم الإسلامي كله وأنها هي البديل عن الإسلام، ظنوا هذا، ولكن الفرد المسلم في كل مكان ظل وفياً لعقيدته حين يجد مجالاً للتعبير عن هذا الوفاء، ثم جاء التعبير العالمي حين سقط الاتحاد السوفياتي.
إننا نكرّم العلماء لأنهم ورثة الأنبياء ولأنهم قادة تاريخنا كله، ولأنهم من أسباب النصر في هذه الأمة، ونرجو أن يستمر هذا الدور العظيم في تاريخنا المقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :571  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج