الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة لفضيلة الشيخ محمد نمر الخطيب ))

- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيد الأولين والآخرين مولانا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين، صلاة دائمة بدوام ملك الله العظيم.

أيها السادة: كم يسعدني في هذه الليلة المباركة أن أشارك ولو مشاركة طفيفة في إكرام رجل كما قال عنه السادة المتكلمون، رجل جعل حياته كلها في نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فأنا أهنئه من قلبي وأدعو الله تبارك وتعالى أن يطيل في حياته حتى ينفع به الأمة وينفع به العلم.

أيها السادة: عرفه الناس بالعلم، عرف الناس فضيلة الشيخ خليل بالحديث، ولكن أريد أن أعرفكم شيئاً ربما عرفه غيري من الناس، الشيخ خليل لكثرة ما ألف في الحديث، ولكثرة ما ألف خاصة في سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، اكتسب فضائل عظيمة، اكتسب فضائل كثيرة، تلك هي الأخلاق المحمدية التي وصف الله بها حبيبه صلى الله عليه وسلم حيث يقول: وأنك لعلى خلق عظيم.

ما فائدة العلم أيها الإخوان لو ألف إنسان مئات الآلاف من الصحف وألف عشرات القصائد في المدح، وألف... وألف... كل ذلك لا يغني عنه فتيلاً إذا لم يكن صاحب خلق عظيم، إذا لم يكن مقتدياً بسيدنا ومولانا محمد صلوات الله وسلامه عليه الذي كانت أكبر معجزاته الأخلاق، والذين آمنوا برسول الله صلى الله عليه وسلم، من الجماهير الكثيرة، والأمم الكثيرة وخاصة ممن لم يشهد معجزاته كشق القمر، ونبع الماء، وكذا وكذا كلهم آمنوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، ودخلوا الإسلام وآمنوا بالقرآن من أخلاقه صلوات الله وسلامه عليه، فإذا أردنا أن نتلمس عالماً من العلماء هل هو من أهل الأخلاق؟ هل هو من أهل الأسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم؟ هذا هو المطلوب، مطلوب من الناس جميعاً ولكن أكثر ما يكون مطلوباً من العلماء الذين وقفوا وأوقفوا حياتهم في العلم وتقديس العلم ونشر العلم... تحضرني أبيات للبحتري كم تنطبق على فضيلة الشيخ خليل:

من لي بإنسان إذا حدثته

وجهلت كان الحلم بعض جوابه

وإذا ظمئت إلى المدام

شربت من أخلاقه وطربت من آدابه

وتراه يصغي للحديث بقلبه

وبسمعه ولعله أدرى به

الشيخ خليل وما أدراكم ما الشيخ خليل، صاحب الصدر الواسع، جرت مناقشة في بيتي الصغير بينه وبين جماعة في مسألة تاريخية، وكان عدد من الناس يستمعون إلى الشيخ تارة وإلى ذلك الشاب تارة أخرى وكانت حجج الشيخ حجـج علمية مسنودة بأسانيد وكانت حجة ذلك الشاب هوائية عاطفية ولكن سبحان الله ارتفع صوته على الشيخ وتجاوز قدره على الشيخ حتى خجلت، كنت صاحب منزل خشيت وتألمت أن يعلو على الشيخ صوت من أصوات لا حق لها ولا نصيب لها في العلم، وأردت أن أتدخل وإذا الشيخ بحر هادئ، بحر لا ساحل له، تقبل كل كلام وعانق صاحبه وقال له السلام عليك، السلام عليك... أخلاق... هذه الأخلاق إذا وجدت عند إنسان كان إنساناً عظيماً.

الأخلاق أيها السادة هي التي ترفع الإنسان إلى أرفع درجات الملائكة، والأخلاق السافلة تلحق الإنسان بأقل درجات الشياطين، وكم من مجلس جلست فيه عند الشيخ أو مع الشيخ فلم أر لسانه يتكلم عن أحد، لا يستغيب أحداً، ولا يكون في مجلسه منكر، فأنا ولله الحمد معجب بهذا الأخ الكريم وأرجو الله تبارك وتعالى أن ينفع به الإسلام والمسلمين، وأن يجعلنا جميعاً من أصحاب الأخلاق الكريمة الفاضلة، وأن يجعل لنا أسوة بحبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.