شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة لمعالي د. محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق ))
- بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله الذي علّم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد خير من تعلم، وأصدق من أعلم لله عز وجل، الحمد لله الذي أكرمنا بهذا الرسول الكريم والنبي العظيم، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، هذا النبي الذي يعلمنا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، واليوم نكرم رجلاً من أهل الله، لأنه من الذين خدموا كتاب الله ومن الذين حفظوا القرآن، ومن الذين علّموا القرآن فهو من أهل الله إن شاء الله وخاصته، ثم أن الله أكرمه فخدم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفرغ لهذا الأمر وبرع في هذا الأمر وجاهد في هذا الاتجاه، وأنا من المولعين برجال القرآن وبرجال الحديث، وبآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا رجل جمع المجد من أطرافه... فهو من رجال القرآن، ومن رجال الحديث، وسيد من آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاحبت هذا الرجل الإنسان، هذا العالم الفاضل، فوجدت فيه وداعة وخلقاً نبيلاً وهدوءاً وقدرة على الحوار، وقدرة على الاستيعاب، وحفظ، لا يدانيه فيه إلا شيخنا الأستاذ أبو تراب الظاهري حفظه الله، في أي لحظة تسأله عن حديث يخبرك في أي كتاب وفي أي صفحة، تتحاور معه فتتحاور مع رجل هادئ، عليه سمة من سمات أهل الحديث ومن الذين ينتسبون إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكني شاهدت هذا الرجل يتحول إلى كتلة من الغضب وإلى أسد هصور إذا ما انتهك جانب من جوانب الحديث أو استهزئ به، أو حدث أي شيء لا يليق بهذا الحديث، يتحول هذا الرجل الوديع إلى رجل آخر، تراه يثور ويغضب لأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كم له من صولات وجولات أجملها ما كنت أشاهده وهو يكتب كتابه (عظيم قدره صلى الله عليه وسلم، و رفعة مكانته صلى الله عليه وسلم) هذا الكتاب الذي أتمنى أن يدخل كل بيت، لأن فيه من الأحاديث الصحيحة ما يستطيع الإنسان أن يعتمد عليه ليعرف مكانة وعظيم قدر هذا الرسول الكريم والنبي العظيم، صلى الله عليه وسلم، وأجمل ما في هذه الكتب أن فضيلة الشيخ خليل ممن يعتد به في هذا الفن وهذا المضمار، يحقق ويسهر ويدقق، يعرف الرجال، ويعرف علم الجرح والتعديل، هذه الجوانب التي أكرمه الله سبحانه وتعالى بها، هيأته لمثل هذا المجال، وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعلِّمنا أن من ينقل هذا الحديث يسأل الله أن ينضِّر وجهه، [نضر الله وجه امرءاً سمع حديثي - أو سمع - مقالتي - فوعاها فبلغها كما وعاها فرب مبلغ أوعى من سامع]... هكذا يعلِّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، يسأل الله أن ينضر الرجال الذين يتصدون لهذا الحديث النبوي الشريف، فكيف بأولئك الذين وقفوا أنفسهم على هذا الفن يتعلمونه ويعلمونه الناس ويحرصون عليه ويتأدبون بآداب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين وعوا هذا الحديث وصدقوا وحرصوا ودققوا وائتموا به فكانوا خير من بلغ هذا الأمر حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم، يحذرنا يقول: (الله الله في أصحابي لو أنفق أحدكم مثل أُحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصفه).
هذه قضايا جوهرية تدلنا على عظيم العمل والتصدي لخدمة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا ونحن نجتمع الليلة لنكرم رجلاً من رجال الحديث ثم كيف نحن وهذه الصفوة الكوكبة كما قال أخي الأستاذ عبد المقصود تجتمع من حولنا كلها جاءت لتكرم هذا الأمر ولتعنى بهذا الأمر ولتكرم رجلاً من رجال هذا الفن، هذه والله نعمة من نعم الله عز وجل أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين تحفهم الملائكة في هذا المجلس المبارك الذي نجتمع فيه لله وفي الله وفي سبيل سماع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي سبيل تكريم الرجال الذين عنوا بهذا الفن وحرصوا عليه.
إنني - والله - أشعر بأن الاثنينية تزهو وتزدهر وترتفع هامتها وهي تكرم بين كل يوم وآخر رجالاً مثل هذا الرجل الفاضل الذي نعتز اليوم باستقباله وتكريمه مع هذه الصفوة الطيبة الطاهرة ونسأل الله أن يجعل ليلتنا هذه ليلة مباركة، ويكرمنا جميعاً بحبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا النبي الكريم، هذا الرسول العظيم الذي ترجى شفاعته لكل هول من الأهوال مقتحم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :837  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 74 من 146
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج