شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيرة الذاتية
حسين سرحان (1332-1413هـ/1914-1993م)
شاعر وناثر، واسمه كاملاً "حسين بن علي بن سرحان". ولد في مكة المكرمة وبها توفي. تلقى تعليمه في الكتاتيب، وفي المسجد الحرام، وفي مدرسة الفلاح بمكة، غير أنه لم يواصل تعليمه النظامي، وأكب على القراءة في مختلف العلوم. وقد زاول الأعمال الحرة، ثم التحق بالوظائف الحكومية، فعمل محرراً في وزارة المالية، ثم سكرتيراً، فرئيساً لمكتب القرارات لتوسعة الحرم، ثم انتقل إلى مطابع الحكومة بوظيفة رئيس قسم التحرير لمدة عشر سنوات إلى أن أُحيل على التقاعد عام 1393هـ/1973م.
وخلال المدة من 1349-1413هـ (1930-1993م) اتصل السرحان اتصالاً وثيقاً بالصحافة: شاعراً، وكاتب مقالة، وقاصاً، فنشر إنتاجه في معظم الصحف والمجلات السعودية مثل: أم القرى، وصوت الحجاز، والبلاد السعودية، والمنهل، وعكاظ، والرياض. وقد عُرف في الأوساط الأدبية في السعودية شاعراً في المقام الأول، على أن ذلك لا ينفي شهرته في النثر، وبخاصة في لون المقالة؛ ولذلك يمكن وصفه بأنه من رجال الصناعتين.
جمع معظم إنتاجه الشعري في ثلاثة دواوين، وهي: أجنحة بلا ريش (1388هـ)، والطائر الغريب (1397هـ)، والصوت والصدى (1409هـ)، وتولى الباحث أحمد المحسن جمع بعض قصائده المتناثرة وجعلها ملحقة بدراسته "شعر حسين سرحان: دراسة نقدية"، (1411هـ).
وأشعار حسين سرحان من حيث الإجادة الفنية تمثل مرحلة متقدمة في إبداعه، ولكنها من حيث الاتجاه الفني تمثل المنزع الرومانسي، ويذهب أكثرها في الغزل الرومانسي الشفيف المجلل بالأحزان والكآبة، المتشح بالرموز، كما تتجه في جملتها إلى التراث الإغريقي تستدعيه وتسترفده، أو إلى التراث الأوربي الحديث. على أن لغته -وإن استرفدت المعجم الرومانسي- قد استرفدت أيضاً المعجم التراثي.
وشعره في "أجنحة بلا ريش" ليس قصيداً غنائياً محضاً، بل منه شعر قصصي يحمل مضامين إنسانية ذات طابع فلسفي تأملي، وهو وإن التزم عمود الشعر التقليدي: وزناً وقافية، فإنه في إطار هذا الالتزام يميل إلى استخدام القافية المنوعة، هذا إلى أن الصورة العامة للمضمون الشعري يغلب عليها الحزن والقتامة، حتى في قصائده الساخرة الضاحكة.
أما ديوانه الثاني "الطائر الغريب" فقصائده تتنوع بين الرثاء والسخرية، والتفلسف، والشكوى، والمديح الإخواني، ووصف الطبيعة، ولكن الصورة العامة الغالبة على الديوان هي النزوع الواضح إلى التفلسف والتأمل المجلل بالمرارة والحزن.
وفي ديوانه الثالث "الصوت والصدى" تبرز رؤيته وفلسفته، وتتجلى رغبته في الكشف عن مكنونات ذاته، وفي حين يقترب في منهجه من الرومانسيين، يفارقهم في كونه أكثر صرامة في رؤيته ذات البعد الفكري وليس الوجداني، فليس ثمة انفعالات صاخبة؛ ولهذا يظل في إطار الفلسفة الكلاسيكية التي ترتكز على العقل.
وبشكل عام، فحسين سرحان شاعر محافظ، لكن هذه المحافظة لم تمنعه من التحليق إلى آفاق النفس، ونوابض الحس، فمضمونه ليس محافظاً، وهو من أصدق الشعراء تعبيراً عن نفسه وإحساسه، ويُعد من أوائل المجددين في الشعر السعودي، وله صوته الخاص الذي يجمع بين قوة الشعر القديم وجزالته، ورقة المدارس الحديثة وسهولتها.
وفي مجال النثر أصدر السرحان عام 1398هـ رسالة في إحدى وعشرين صفحة سماها "في الأدب والحرب"، ثم قام يحيى ساعاتي (يحيى محمود بن جنيد) بجمع أربع وخمسين مقالة ونشرها عام 1400هـ في كتاب سماه "من مقالات حسين سرحان".
وفي عام 1426هـ قام نادي الرياض الأدبي بنشر كتاب في ثلاثة مجلدات عنوانه "آثار حسين سرحان النثرية: جمعاً وتصنيفاً ودراسة" للباحث عبد الله الحيدري تضمن مقالاته وقصصه ومقابلاته الصحفية، وبلغت ثلاثمئة مقالة، وثلاث عشرة قصة، وإحدى وثلاثين مقابلة صحفية، وبذلك دخلت مادة الكتابين السابقين في هذا الكتاب.
وقد طرق السرحان ألواناً عدة من المقالة، وفي المقدمة من ذلك: المقالة الاجتماعية، وعبرها ألح على نقد الظواهر الاجتماعية، وأولاها عناية خاصة. وللمقالة الذاتية حضور في أدبه، ولها قيمتها التي لا تنكر في الكشف عن حياته ومؤثراتها. وتشكل المقالة الأدبية حيزاً مهماً في إنتاجه. ويكاد ينفرد السرحان من بين الكتاب السعوديين في مزجه بين المقالة والقصة في كثير من نصوصه؛ ولذلك يمكن تصنيف عدد من مقالاته بأنها "مقالات قصصية"، وبتأثير من قراءاته الفلسفية وفي كتب المنطق والجدل، أسهم السرحان في كتابة المقالة التأملية، وتتكشف من خلالها نزعته الواضحة نحو التفكر في شؤون الحياة ومنطق الأشياء وسنن الكون.
وللمقالة في نثر السرحان خصائصها، فهي من حيث البناء تميل إلى مقدمة تطول أحياناً، ثم تنتقل إلى الموضوع الأساس، ومن حيث الشكل الفني يميل في مقالته إلى تصوير المواقف والأماكن والشخصيات، مع نزوع واضح إلى الفكاهة والسخرية اللاذعة، ومع ميل إلى التأمل والتفلسف، ومع التزام بمستوى رصين من الفصحى.
ومن الملاحظ إصرار السرحان في مقالاته النقدية على وجود "اللفتة الذهنية" في الأثر الأدبي، فالنص -في نظره- يجب أن يتضمن "لمحة من الفلسفة، أو قبسة من السخر، أو لمعة من الألمعية، أو نفحة من العلم، أو استشهاد بالطب، أو اعتماد على الجغرافيا في مناسباتها". وهذا المفهوم تكاد ترتكز عليه مقالات السرحان، فهي تمتاز بالسخرية، وتنزع إلى القص، وتحفل بالاقتباس والتضمين، وتميل إلى الاستطراد. وربما كانت ظاهرة السخرية أبرز خصيصة أسلوبية لديه.
وأما إسهام السرحان في القصة فمحدود، فله ثلاث عشرة قصة فقط، ويغلب عليها المضمون الاجتماعي إذْ تناول مشكلة الانحراف، وظاهرة الإسراف، والصراع الطبقي، ومشكلات الزواج، وسوى ذلك من ظواهر اجتماعية. وقد ظهرت هذه القصص باتجاهات لغوية متباينة، ففي القصص المبكرة نزوع إلى الألفاظ الفخمة والتراكيب التراثية، وفي قصصه التمثيلية اعتماد على الألفاظ السهلة والدارجة، وفي بقية القصص ميل إلى اللغة الفصحى السهلة.
آثاره: أجنحة بلا ريش (1388هـ)، والطائر الغريب (1397هـ)، والصوت والصدى (1409هـ)، وكلها دواوين شعرية، وفي الأدب والحرب (1398هـ)، ومن مقالات حسين سرحان (1400هـ).
وقد ترجمت له عدد من المراجع والموسوعات العربية، ومنها: قاموس الأدب العربي الحديث للدكتور حمدي السكّوت (القاهرة: دار الشروق)، وموسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين الصادرة عن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم بتونس.
مراجع:
1- آثار حسين سرحان النثرية: جمعاً وتصنيفاً ودراسة، عبد الله الحيدري، ط1، الرياض: النادي الأدبي، 1426هـ/2005م.
2- أدباء سعوديون، مصطفى إبراهيم حسين، ط1، الرياض: دار الرفاعي، 1994م.
3- حسين سرحان قاصاً: دراسة في نصوصه القصصية مع الجمع والتوثيق، عبد الله الحيدري، ط1، الرياض: مؤسسة اليمامة الصحفية، 2005م.
4- شعر حسين سرحان: دراسة نقدية، أحمد بن عبد الله المحسن، ط1، جدة: النادي الأدبي، 1411هـ/1991م.
5- ظاهرة السخرية في نثر حسين سرحان مع موازنة بينه وبين المازني، عبد الله الحيدري، ط1، الرياض: المؤلف، 1427هـ/2006م.
6- معجم المطبوعات العربية: المملكة العربية السعودية، علي جواد الطاهر، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 1985م.
7- المقالة في الأدب السعودي الحديث، محمد بن عبد الله العوين، ط2، الرياض: دار الصميعي للنشر والتوزيع، 1426هـ/2005م.
8- موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين، ط1، تونس: المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، 1427هـ/2007م (الجزء الثاني عشر).
9- الموسوعة العربية العالمية، ط2، الرياض: مؤسسة أعمال الموسوعة، 1419هـ/1999م.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1727  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 3 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالعزيز الرفاعي - صور ومواقف

[الجزء الثاني: أديباً شاعراً وناثراً: 1997]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج