- هذا سؤال من د. غازي الزين عوض الله، أستاذ الإعلام بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، يقول: في تقدم علوم الدراسات النقدية للأدب خرج من رحمها تعددية المناهج النقدية التي تحكم على النصوص الأدبية شعراً أو نثراً عن طريق إستقرائها وفق نظرية النقد الأدبي الحديث الذي يستخدم في بعض مناهجه أدوات علمية كالتفكيكية والتشريحية والأسلوبية والتكعيبية وهلم جرا، سؤالي هل تعتقدون أن مثل هذه المناهج المعاصرة وإن اختلفت في أسلوب قراءتها للنصوص تخدم النص الأدبي وصاحبه أم أنها تأتي بشكل مغاير فتحبط العمل الأدبي وإبداعاته؟ |
أولاً أشكر السائل الكريم، ولعله أحسن الظن كثيراً عندما تحدث الإخوة عن الجانب الأدبي الذي قد أتطفل عليه أو انخرط مع مجموعة من يهتم في هذه المجالات، الواقع أن الدراسة النقدية والدراسة الأدبية المتخصصة ليست عندي فعلاً، ليس تواضعاً ولكن هذه هي الحقيقة ولهذا فلن أتكلم في هذا المجال وبجانبي العمالقة أمثال أستاذنا الشامي، والأستاذ عبد الله العسيلان، وصلاح الدين المنجد، بل صاحب الأمسية والاثنينية وهو أيضاً الناقد والمفكر والمتابع، والواقع ليس لي من إجابة حول هذا الموضوع وأرجو أن يعذرني السائل لأنه (رحم الله امرءاً عرف قدر نفسه)، واحترم كلمته فيما يقول أمام العلماء وأمام المتخصصين في هذا المجال. |
|
- يسأل الأستاذ عدنان محمد حسن فقي، محامي ومستشار قانوني ونجل شاعرنا الكبير، ومن محبي الاثنينية، لقد خرج من الملاحق الأدبية والصفحات الثقافية في صحفنا المحلية أدباء الصحافة، منهم الناثرون ومنهم النقاد، وانحسر إلى حد كبير إنتاج الأدباء المبدعين الحقيقيين، ألا ترون أن مثل هذه الظاهرة تؤثر إلى حد كبير على نهضة الحركة الأدبية والثقافية في بلادنا وتعرضها إلى التراجع والتردي؟ |
الواقع هذه المساحات في صحافتنا المحلية وجدت فعلاً كميدان للتعبير والإبداع وطرح ما يمكن طرحه من معالجات أو من قضايا أدبية، وغير ذلك من أنواع العلوم والمعرفة ورافد الفكر والمعرفة، وينبغي أن تكون معلومة للجميع ومطروحة وإذا وجدت بعض السلبيات فيما ينشر أو يزاحم الأدب الذي يتسم بالإبداعية فأنا في الواقع أقول ولا أتهم المبدعين بإحسارهم أو بتخليهم عن ذلك، لأنه وجد أدب مقابل أو أدب لا يرقى إلى الإبداع أحياناً، وليس اتهاماً لما يذكر أو يوجد ولكن إن وجد فإنني أعتقد أن المبدعين ومن لهم قدم راسخ في هذا المجال ينبغي أن يزاحموا، وينبغي أن يطرحوا، فالبقاء للأصلاح. |
على كل حال هذه مسؤولية الصحافة، ومسؤولية رؤساء التحرير، ومسؤولية من يقوم على هذه الأجهزة سواء مقروءة أو مسموعة أو مرئية ينبغي ألا يطرح على الجمهور إلا ما يفيد وما يكون له أثره الفعال في توجيه المجتمع وإسعاده والرقي بمستواه الفكري والثقافي والأدبي، وشكراً. |
|
- الأستاذ أمين عبد السلام والوصابي رئيس تحرير مجلة بلقيس يقول: لا يزال الجدل الأدبي قائماً بين إشكالية الشعر القديم والجديد، فلا زال هناك فريق يهاجم التوجه إلى التجديد الشعري في الوقت الذي نرى فيه تطور الحياة بكل اتجاهاتها الفكرية والثقافية، لماذا هذا الرفض الذي يعتبر في حد ذاته ترجمة فعلية لإيقاع حياتنا التي تتناغم مع كل ما هو جديد؟ |
كأني به يتحدث عن المناهج الأدبية التي جدت، وأنا في الواقع أرى أن التجديد في المضامين وفي الرؤى أمراً طيباً، ولكن إن كان يُراد من التجديد ترك الماضي وإسدال الستار عليه بجوانبه الفنية والإبداعية، وإيجاد قوالب فنية جديدة تفصل بيننا وبين أدبنا الذي نعتز به فإن هذا أمر فيه نظر، فلو جاء شخص يقول نريد أن نطور اللغة العربية فمثلاً الفاعل لم يبق مرفوعاً؟ لم لا يكون قام زيداً؟ من باب التطوير والتقدم، أعتقد أننا جميعاً سنقول له ليس معك حق في هذا الاتجاه ومن هنا نقول الخليل بن أحمد وغيره ممن تقدم من رجالات العلم في مجال النقد والأدب وكأنه يشير إلى الشعر فإن الخليل بن أحمد اجتهد وحصر ما توفر لديه وما حفظه من الأقدمين في مجال الأوزان الشعرية حتى أوجد هذه البحور، فمن خرج عن ذلك فإنني أعتقد أنه قد خرج عن الجانب الإبداعي أو عن القواعد المألوفة. |
فأما أن نطور في أساليبنا وفي نظرتنا للكون والحياة وفي النمو مع حاجات أو تطور المجتمعات البشرية نمواً في الفكر ونمواً في التعبير وتجديداً في الأساليب والمضامين فأنا لا أعتقد أن في هذا بأساً، أما فيما يتصل بمسؤولية المجامع العلمية والجامعات ورجال التوجيه والقيادة في بلادنا فهذه مسؤوليتهم، أن تمتد إلى اللغة العربية أيادي التخريب أو يحل محل لغة القرآن ما لا ينبغي، أنا أعتقد هذا وإن جاز أن يتكلم به الناس وإن وجدت العامية أو ما يعرف باللهجات المحلية، لكنه لا ينبغي أن تكون لغة أدب وكتابة وتدوين في جامعاتنا، وفي مجالسنا الفكرية والأدبية، وشكراً. |
|
- الأستاذ ماهر سرميني يسأل: تراءت لي من خلال قصائدك تكرار لفظ اللامع الألمع، الألمعي، إلخ.. فما تفسير ذلك في نظرك؟ |
على كل حال الإخوة يقولون كما تفضل أستاذنا الكريم لكل مسمى من اسمه نصيب، وأنا أعتز بهذا الكلام ولمعلوميتكم إنها ليست خاصية في الألمعي وإنما هو منسوب إلى ديار "رجال ألمع" فهي بلدنا ولعل ما فينا من جوانب القصور والضعف تغطيها هذه التسمية التي نعتز بها أو ترونها فلعلها بمثابة التكميل أو التلميح، وشكراً. |
|
- الأستاذ عبد الحميد عبد المجيد يقول: بما أنكم عملتم عميداً لشؤون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وبما أننا في ندوة علمية أدبية ثقافية تهتم بالكلمة وتحترم الفكر، كيف ترون حال الكتاب وما هي سبل تشجيع الناس على القراءة باختصار؟ |
الواقع أننا في عصر المعلومات المتعددة، والكمبيوتر، وروافد المعلومات، ومع ذلك فسيبقى الكتاب كتاب علم وكتاب مرجع، ولن يستغني عنه المجتمع مهما وجدت الوسائل المتطورة، فيمكن في أمريكا مكتبة الكونجرس أو غيرها من المكتبات هم يسعون إلى إقتناء التراث والمخطوطات وغير ذلك من روافد المعرفة، فيبقى الكتاب في الواقع هو لجمع المعلومات ولتدوينها وإيجاد العلاقة بين الماضي والحاضر، والأساتذة الذين يهتمون بالتراث مثل الدكتور عبد الله عسيلان وبالمخطوطات وتحقيقها مثل د. صلاح الدين المجد، كثير من العمالقة في مجتمعنا يخدمون هذا الجانب وأنا لا أرى خطراً على الكتاب، وإن قل من يستخدمه لتعدد روافد المعرفة وقنواتها، فقد يستمع إلى التلفاز أو إلى غير ذلك من الوسائل مثل الكمبيوتر، فهو جالس في محله يستقبل المعلومة من أي مكان توفر له، هذه طبيعة الحياة وطبيعة التطور الذي وجد، ومع ذلك سيبقى الكتاب له مكانته وله معلوماته وله محبوه بين رجالات الفكر والعلم والأدب. |
|
- سؤال من الأستاذ محمد أنس الصابوني: كتاب الله تعالى نور لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ودور المستشرقين في التشكيك فيه معروف، وقد كان لكم السبق في مواجهة المستشرقين مع القرآن، فهل لكم معهم مواجهة أخرى حول تناولهم للسنة النبوية المطهرة لا سيما وأن البعض ممن ينتسب انتساباً إلى الإسلام قد تأثر بمنهجهم ما بين التشكيك والإنكار؟ |
الواقع ربما كتبت في هذا الجانب كتاباً متواضعاً (مع المفسرين والمستشرقين في زواج النبي صلى الله عليه وسلم من زينب)، والسبب في ذلك أن بعض المستشرقين انطلقوا من رواية غير صحيحة رويت حتى للأسف أنها في بعض التراث بأن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى زينب وأنه رآها وهي مبتذلة أو في ثياب غير ساترة فكأنه وقع حبها في قلبه فأنصرف النبي صلى الله عليه وسلم وهو يذكر الله ويسبح ويهلل، فذكرت ذلك لزيد فقال لعلكِ وقعت في نفسه، ثم عرض زيد طلاقها ليتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، من هنا أوجدوا منها قصة حب وغرام بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وهذه المرأة التي هي ابنة عمه أو عمته، وقد كان هو الذي أشرف على تربيتها وهو الذي أيضاً كانت موجودة وهو الذي زوجها لزيد، فإذن هذه القصة لو ثبتت، فالله سبحانه وتعالى هو مقلب القلوب، وليس عيباً أن يشرع الله أمراً من الأمور ولكن هذا بعد أن تثبت القصة أما أنها مكذوبة أو لم تثبت هذه القصة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يتهافت المستشرقون ويصوغون منها النبي العاشق وما إلى ذلك من الأمور التي تجرح كرامة النبي صلى الله عليه وسلم والله جل وعلا ذكر في قوله وتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ، الله أبدى العشق والغرام أم أبدى الزواج؟ |
عندما يأتي زيد بن حارثة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول يا رسول الله أريد أن أطلقها يقول النبي صلى الله عليه وسلم أمسك عليك زوجك، وقد جاء جبريل عليه السلام قبل ذلك يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأنها ستكون زوجة له للقضاء على ظاهرة التبني، والقضاء على الفوارق الطبقية التي وجدت في المجتمع، وديننا هو دين الحياة يلغي الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع ويريد أن يلغي ظاهرة التبني، (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين)، إذن كان زيد بن محمد فأراد الله جل وعلا أن يلغي هذا الأمر ولن تكون القدوة إلا في رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يتوفر هذا المظهر إلا في هذا الحدث، فالله جل وعلا لأمر ما جعل الكراهية بين زيد وبين زينب بعضهما لبعض، فقال زيد أريد أن أطلقها، وأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيتزوجها، وأن الله سيزوجك لأمر تشجيعي، فلشدة حياء رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبه لزيد كان يطمع من الله أن يعفيه من هذا التكليف، ومن هذا الأمر فكلما جاء زيد قال أمسك عليك زوجك، القرآن الكريم قال له وتخفي في نفسك ما الله مبديه، وهو الزواج، بعض المفسرين أو المستشرقين قال وتخفي في نفسك حبها الذي وقع في نفسك، لا.. هذا الكلام غير صحيح وما تحدث عنه القرآن، ثم أنه لو افترضنا فرضاً أن شخصاً ابتلي ابتلاء بمحبة رجل آخر، فتكتم وستر هذا الحب وكتمه أيلام على هذا الأمر؟ ما بال من قال في زوجة فلان قصائد وخرج يعلنها للناس أيكون ممدوحاً؟ إذاً الذي وجهه الله تعالى وعاتبه عليه، (وتخفي في نفسك ما الله مبديه)، هو الزواج الذي أخبرك الله به من قبل بواسطة جبريل، فلما قضى زيد منها وطراً زوجناكها. |
أنا آسف للإطالة لكن كان هذا البحث لأنني كنت في جهة ما وقال لي شخص إن نبيّكم هو النبي العاشق، ثم بدأ الحوار فبدأت أبحث في هذا الموضوع حتى خرج هذا الكتاب المتواضع وهو في قرابة 120 صفحة ليس لي جهد فيه، ولكني جمعت ما كتب حول هذا الموضوع إنما ليس جهداً ذاتياً إنما جمع ما كتبه العلماء، وما حلله المحللّون، وتتبعت الأسانيد في هذا الموضوع، وشكراً. |
|
- الأستاذ عبد المجيد الزهراء يقول: لقد كانت رسالتكم عن درجة الماجستير حول النسخ في القرآن الكريم، أطلب من سعادتكم بيان الحكمة في نسخ النص دون الحكم في بعض الآيات حسب ما ظهر لكم من بحثكم علماً بأن التعليلات المختلفة التي ذكرها الكثيرون غير مقنعة ولا قوية |
تعليق واعتذار:
|
شكراً.. أنا أعتذر للأخ الكريم السائل لأن الزملاء عندهم سفر بعد نصف ساعة من الآن، فالواقع تمر الأوراق من أمامي للتنبيه لهذا مع سعادتنا برؤيتكم وحب الاستماع إليكم، ليس لزيادتكم علماً ولكن أنا استفيد وسأدون هذه الأسئلة إذا تكرمتم وتبقى محفوظة لي وإذا صار هناك تبادل للمعلومات بيني وبين السائل هذا ما يسعدنا جميعاً. |
|
|