شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حسين سرحان:
أيام المازني والرافعي والعقاد والزيات
هي الفترة الذهبية في الأدب العربي (1)
حسين سرحان.. شاعر الجمال، والحكمة.. الشاعر الذي يعيش في صومعته، ومع الحياة بكل ما تحمل من معنى، يبحث ويطلع.. وينتقد.. ويوجه..
وحسين سرحان.. مدرسة شعرية في بلادنا.. فهو من الشعراء الأوائل، ويمتاز شعره بالأصالة والقوة والجديد من المعاني والصور.
بلغ الآن الستين من عمره.. تجده في أغلب الأحيان ينتقد أدب الشباب.. وهو غير راضٍ عن كل ما يقدمه شباب اليوم.. لأنه يريد من شباب وطنه، أن يكون مستواه الفكري أفضل مما هو عليه الآن.. يريد منه أن يكون على مستوى مسؤولية الكلمة: فكراً وأسلوباً، ولغة وتصويراً.
يسرنا أن نقدم اليوم للقرّاء هذا اللقاء مع سيادته.. حيث يحدثنا عن الأدب وعن مختلف فنون الحياة.
- أرجو أن تحدثونا عن واقع الفكر العربي.. وهل ترون أن هناك تقدماً فكرياً ملموساً بدا في النتاج الجديد لأدبائنا العرب؟
- ما أزال أعتقد أن ألمع فترة ذهبية مرت بفكر الأدب العربي، هي تلك الفترة التي كانت تأتلق بعمالقة الأدب العربي قبل نحو أربعين سنة.. وكان يثور الجدل والنقاش بعمق ورصانة وجدية، بين أمثال العقاد والمازني وشكري وأمين وزكي مبارك.. والرافعي، وهيكل.. وشكيب أرسلان.. ومحمد كرد علي وأحمد الزيات وسلامة موسى وغيرهم من أندادهم.
لقد كانت تثار معارك ضارية، وتشتد خصومات ويحتد النقاش، وقد يتجاوز طوره أحياناً.. ولكن الأدب العربي كسب من وراء كل ذلك مادة غزيرة لا تقدر بثمن.. ولم يخلفهم بعد ذلك ولم يسد مكانهم أي كان ممن جاء على آثارهم.
- وقلت للأستاذ حسين سرحان: ما هي الأسباب التي أدت إلى ركود الأدب في العالم العربي؟
- فأجاب: إن الأدب في حد ذاته لا يشبع من جوع ولا يكسو من عري.. والحكومات العربية لا تشجعه، ولا تنظر إليه إلاّ نظرة ثانوية، باعتبار أنه ترف ذهني أو روحي، وأنه لا يؤلف مادة الحياة ولا متنها، ولا يكون دائماً إلاّ في الحواشي والهوامش.. وهذا سبب واحد من أسباب كثيرة أدت إلى ركود الأدب.
- هل ترون أن في شعر الشعراء المحدثين نواحي تدل على الجديد في فن الشعر؟
- إذا كنت تقصد بالجديد الاهتداء إلى المعاني المبتكرة التي لم يسبق إليها، ولم يفض عنها ختام، فليس هناك من جديد..
أما توليد المعاني من بعضها، وإلحاق معنى بآخر من جنسه، والبراعة في التصوير، والرونقة في الأسلوب، فهذا يوجد في الشعر المعاصر كما وجد من قبل في الشعرين العباسي والأندلسي.. ولكن بمقادير ضئيلة.
- هناك رأي يقول: إن أدباء الرعيل الأول في بلادنا كان لهم في البداية نتاج أدبي ملموس.. ولكن في الوقت الحالي قل هذا النتاج، فبماذا تعلل ذلك؟
- سأتكلم عن نفسي من باب التحدث بالنعمة فأقول: إني حملت القلم وأنا في الثالثة عشرة من عمري، واليوم أنا في وجه الستين.. وكنت أنشر نثراً وشعراً في جريدة "أم القرى" التي كانت هي الجريدة الوحيدة في المملكة.. معنى ذلك أني ظللت أنتج أكثر من أربعين عاماً أي نحو ثلثي عمري.. ولو جمع إنتاجي ما بين أقاصيص ومقالات أدبية ونقدية ورحلات لملأت أكثر من ستة أو سبعة مجلدات.. ولو جمع شعري الذي نشر في الفترة نفسها لتجاوز أكثر من سبعة أو ثمانية دواوين.
والباقون ممن هم في مثل سني أو أكبر قليلاً، لا يقصرون عن مداي، بل لعلهم يزيدون على ذلك.. وأنا إذا ذكر الشيء بالشيء أسائل أغيلمة الجيل الأدبي الحديث عندنا: ماذا أنتجوا خلال العشر السنوات الأخيرة وهي فرصتهم الذهبية..؟ وهل إنتاجهم على كافة مستوياته يبلغ عشر معشار ما بلغ إليه جيلنا، سواء من جهة التمكن من اللغة، أو من جهة إصابة الهدف أو العمق في الأداء والفكرة؟
إن كثيرين منهم لا يعرفون عن ابن قدامة، وأبي هلال العسكري، والصاحب بن عباد، والمهلبي، والخوارزمي، والصابي، والحريري، وبديع الزمان الهمذاني، وغيرهم من أعلام الأدب العربي القديم ونقاده، إلاّ بمقدار ما يزن جناح بعوضة..
أما المبهورون بأسماء الأعلام الإفرنجية، فمنهم المدهشون الخطافون.. أليس أحدهم قد قال: إن "أنشتاين" هو صاحب نظرية الجاذبية، وقال.. إن "ت إي لورانس" صاحب كتاب أعمدة الحكمة السبعة، و "دي إتش لورنس" صاحب رواية عشيق الليدي تشاترلي ولم يفرق بين اللورنسين.. ولا بين "أنشتاين" وإسحاق نيوتن؟
مثل هؤلاء "الأقيزمة" هل يستحقون أن يقرأوا..؟ بل هل يجوز أن يمد لهم في حبل جهلهم، وضحولتهم، وهرائهم إلى أطول آماده؟
- وقلت للأستاذ حسين سرحان: ما هي الأسس التي يجب أن يسير عليها الشباب لبناء حياته الأدبية؟
- أن يتمكنوا من لغتهم أولاً، فإني أرى اللحن في أكثر مقالاتهم فاشياً.. والركاكة والضعف في أساليبهم لا يحتاجان إلى برهان..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :270  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 149 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج