شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مرة أخرى مع الأستاذ حسين سرحان:
الشاعر الذي يمتص أفكار الآخرين
لا يستحق أن نسميه شاعراً (1)
حوار: عبد الكريم نيازي
منذ فترة وعدت القراء بأن ألتقي مرة أخرى مع شاعرنا الكبير الأستاذ حسين سرحان.. شاعر المحبة.. والحكمة.. والغزل.. الشاعر الذي يعيش في صومعته مع الكتاب.. يقرأ.. ويتأمل.. يضحك.. ويتألم.. يحمل لكل الناس المحبة المكتفية بالمحبة.
وحسين سرحان.. مدرسة فنية وشعرية.. إنسان يتذوّق كل شيء بأذن مرهفة، وبحواس لا تعرف إلاّ السليم في كل شيء.. فهو يريد من وطنه أن يكون على مستوى المسؤولية.. فكراً وعملاً.. وتصرفاً، يريد أن يسمع الكلمة العربية كما هي واضحة سليمة.. لا غموض فيها ولا لحن.. يريد قوة الفكر كما كانت.. وخصوبة الخيال.. ولكثرة ما يقرأ حسين سرحان هذه الأيام كعادته.. نجده لا يجد في ما يقرأ ضالته.. فالكتابة في أغلب الأحيان استجداء، وكلمات لا معنى لها ولا هدف.. وشاعرنا الكبير يعيش مع النور أبداً.. إذا جلست معه وجدت فيه الأصالة الفكرية.. وجدت فيه كل الجوانب الإنسانية التي يتمثلها المفكر في حياته الأدبية..
إنه زهرة متفتحة.. تعيش جمال الحياة.. جمال الإنسانية، توحي إليك بكل معاني الأيام.. تستمد قوتها من معاني السعادة.. وتسير بك إلى عوالم الفكر المبدع.. والكلمة الهادفة.
في بداية لقائي معه سألته:
- هناك من يقول: إن شعر شوقي يميل إلى الحنين.. والتفاؤل، بينما حافظ يتميز شعره بالألم.. ما رأيكم في ذلك..؟ وهل تعتقدون أننا استطعنا أن نكسب شعراء معاصرين في مستوى شوقي.. وحافظ؟
- لقد كان شوقي رحمه الله يحيا حياة رخية، رضية، مترفة، وكان يعيش عيشة صافية وافية لا نكد فيها.. لإمكانياته المادية والمعنوية المتوفرة، ومع ذلك فلن تعدم في شعره.. بعض النبرات الحزينة.. كأي شاعر آخر. أما حافظ إبراهيم عفا الله عنه، فقد التحق بالجيش المصري، ولا تخلو حياة الجندية من الشظف، والخشونة، ثم أحيل على التقاعد، ولا أزال أذكر يوم كنا طلاباً بمدرسة الفلاح بمكة.. أن من بين محفوظاتنا المدرسية، قصيدته الميمية التي يقول في مطلعها:
سعيتُ إلى أن كدت أنتعل الدما
وعدتُ وما أعقبتُ إلاّ التندما (2)
وفي شعراء العرب المعاصرين من يرتفعون إلى مستوى شوقي وحافظ ومطران، من أمثال بشارة الخوري وبدوي الجبل.. وأبي ريشة، وحمزة شحاته وحسين عرب وغيرهم.
- مي زيادة، وجبران، ونعيمة، وغيرهم من الأدباء الذين يمتازون بأسلوب خاص في كتاباتهم، أو ممن يسمون بأدباء المهجر، هل تعتقدون أنهم زودوا المكتبة العربية بتراث فكري جديد؟
- لا ريب في ذلك، فقد أعطوا لوناً جديداً.. طريفاً، وكل ما كان يعاب عليهم يومئذ ضعفهم في قواعد اللغة، وركاكة أساليبهم.
- ما رأيك في مارون عبود، كناقد؟
- إنه ناقد جيد.. يمزج النقد بالفكاهة، والسخرية، وذو ثقافة راسخة.
- أدباء الغرب ومفكروهم قطعوا مراحل في ميدان القصة.. والتأليف، والأدب الاجتماعي.. ما هي في رأيكم، أهم العوامل التي أدت إلى هذا المستوى وما رأيكم في فن الترجمة؟
- إن رقي الأدب العربي -في سائر فنونه- لا غرابة فيه، إنه ليس وليد ربع قرن، أو نصف قرن.. لكنه تركّز واستعلى عبر مئات السنين.. والترجمة من سائر اللغات الحية إلى لغتنا ضرورة لا مناص من إعطائها الأهمية اللازمة.
- هناك فلاسفة يحاولون دوماً البحث عن أسرار الغموض في الفكر الإنساني.. والأسرار كما يقولون هي مفتاح البحث عن الحقيقة.. الفلسفة.. كفن، وعلم ودراسة.. هل لكم أن تحددوا لنا جوانب الفلسفة في معناها وأهدافها ومراميها؟
- إن تعريف الفلسفة عند بعضهم بأنها البحث عن حقائق الأشياء قد يكون صالحاً.. ولكن تعاريف الفلسفة تختلف بين قوم وقوم.. وبين منهج ومنهج.. وتتبين النظرات إليها كتباين أصحابها.. ورأيي الخاص فيها أنها لم تنجح منذ أيام الإغريق إلى اليوم.. فهي في كل اتجاهاتها لم تزودنا إلى اليوم برأي متفق عليه.. وحكم صحيح.. ولو قياسياً في كل ما تطرقت إليه.. ولعلّ العلم أصدق حدساً منها في كثير من الأمور..
- هناك من يقول: إن من واجب صحافتنا تلميع الأسماء الأدبية الناجحة.. ودفعها في ميدان الإنتاج.. وتشجيعها.. هل تؤيدون ذلك..؟ وما هو دور الصحافة في رأيكم في خدمة الأدب؟
- إن الأسماء.. الأسماء الأدبية الناجحة لا تحتاج إلى تلميع.. فليست هي أحذية.. حتى تفتقر إلى أصباغ بين حين وآخر؛ بل إن الصحافة نفسها هي التي تحتاج إلى الدعم بأسماء الأدباء الناجحين..
- هناك من يقول إن الشاعر حينما يكتب وينظم قصائده، يعيش بفكر غير فكره.. وقلب غير قلبه.. وأحاسيس يكتسبها من الجمال. هل هذا صحيح؟
- هراء!! إن الشاعر الذي يمتص أفكار الآخرين.. ويستعير قلوبهم لا يستحق أن نسميه شاعراً مطبوعاً.
- ما رأيك في الخيال في حياة الإنسان والأمل كدافع له نحو الحياة السعيدة؟
- لا حياة بلا خيال.. فلو عاش الإنسان على الحقيقة وحدها لدمر نفسه ولمات في جسده غير مأسوف عليه..
- المتنبي.. البارودي.. بدوي الجبل.. شعراء ثلاثة عاشوا في عصور مختلفة، ما رأيك في مدرسة كل شاعر منهم؟
- إن كلاً منهم ملأ وقته.. وشغل الناس.
- في حياة الإنسان.. نوازع متباينة.. الخير والشر.. الفضيلة والرذيلة.. المحبة والكراهية.. السعادة والكآبة.. والإنسان بفطرته يميل إلى الجوانب الخيرة أبداً.. هل لكم أن تخطوا لنا أسطراً عن نوازع الإنسان في الحياة؟
- شرح مثل هذا السؤال طويل ممل، وهناك مئات الكتب التي تتحدث عن هذه الأسماء.. وتتفاوت بين الإيجاز والإطناب.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :262  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 148 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج