فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
مع الأستاذ حسين سرحان من لا يعرف الشك يوماً لا يعرف الإيمان مطلقاً (1) حوار: محمد جميل فضل من أنا.. من أنت.. من نحن.. من نكون..؟ لماذا كنا.. ولماذا نكون، هل أنا موجود.. وهل أنت موجود، من يشعر بوجودي ووجودك؟ هل أنا إنسان.. وهل أنت إنسان.. ومن هو الإنسان.. هل هو أنا وأنت؟ تساؤلات كثيرة تسللت إلى رأسي أثارتها موجة من الشك العارم التي اصطبغ بها حديثه لي. وبدأت أسأل نفسي.. ولا أجد جواباً.. وكدت أضحك في وجهه.. وكدت أبكي أيضاً.. كان يتحدث في توثب وانفعال.. ويستعمل يديه.. ووجهه.. وعينيه.. وابتسامته في شرح فلسفة الشك التي يؤمن بها وقد قادني إلى الإيمان معه. قلت للأستاذ حسين "بدون شك": - هل الشك ضروري للإنسان؟ فقال: من لا يعرف الشك يوماً.. لا يعرف الإيمان مطلقاً.. انظر إلى هذه النافذة مثلاً.. فأنت تعرف ما وراءها ولا تشك فيه، ولكن هل سألت نفسك يوماً عن حقيقة ما وراء النافذة.. إنك لو فعلت ستصل إلى إيمان كبير.. بحقيقة مذهلة.. افعل ذلك. قلت له وأنا أبدو أكثر خوفاً وشكاً: - متى بدأت تشك؟ قال: غير الإنسان لا يشك مطلقاً، ولقد بدأت أشك منذ كنت إنساناً.. قلت له: - هل أنت تعيش على الشك؟ قال: أنا أملك الكثير من الإيمان المطلق.. ولكنني أحياناً أشك.. وأسأل نفسي تساؤلات كثيرة.. إنني أشك.. في أن الخشب الذي صنع منه هذا الباب.. حقيقة خشب.. لم لا يكون ورقاً.. لم لا يكون أي شيء غير الخشب. قلت له: - ما رأيك في الدنيا؟ قال: هناك أسطورة هندية كانت تروي أن أربعة من العميان اجتمعوا حول فيل وتحسس كل منهم منطقة معينة منه، ثم أطلق عليه الاسم المناسب. قال أولهم وهو يتحسس خرطوم الفيل: هذا خرطوم. وقال الثاني وهو يتحسس ذيل الفيل: هذه منشة. وتوالت أقوالهم على هذا النحو من اللفظ. نحن هكذا، الدنيا هي الفيل وكلنا العميان.. هل فهمت؟! قلت له وأنا أبعده عن ثورة الشك: هذا سؤال بعيد عن فلسفة الشك: ما رأيك في القومية العربية؟ قال: القومية العربية وجود.. يشتمل على كل عناصر الوجود. قلت: هل سمعت بالآراء المختلفة حول القومية؟ قال: ما هي هذه الآراء؟ قلت: أولها: الرأي حول الأقليات التي تدين بغير الإسلام وعلاقتها بالقومية العربية. قال: الموضوع في غاية البساطة. إن العرب والمسلمين يكونون 95% على التقريب من مجموع سكان المنطقة، والعرب غير المسلمين بنسبة 5% على التقريب أيضاً.. وبالتالي فإن الإسلام يكون دين الأغلبية من السكان.. وستعيش الأديان الأخرى في كنف الحرية التي يمنحها الإسلام لها.. فللمسيحي دينه.. ولليهودي دينه. قلت له: - هل لك فلسفة معينة في فهمك للقومية؟ قال: لا.. قلت له: سؤال عن نفسك: هل لا تزال مصراً على الانطوائية؟ قال: لقد قلت لك رأيي من زمان.   [1] المصدر:مجلة قريش، ع34، 10/1/1380هـ، ص8.
طباعة تعليق  القراءات :423  التعليقات :0
صفحة 139 من 182

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج