عرب.. ويهود
(1)
|
عرض وتحليل قصير.. |
قرأت أن هذا الكتاب ألفه سامي الجندي
(2)
، وكان سفيراً لحكومة سوريا في إحدى الدول. |
اطلعت على الشيء الكثير مما كتب عن الكارثة، وليست النكسة كما أرادوا أن يهونوها.. فقد كان هناك من زعماء العرب من توخوا تهوينها؛ لأنهم كانوا هم السبب المباشر فيها! |
والذين صرحوا بتحمل المسؤولية في خطابات عامة، ثم عادوا إلى مراكزهم -بعد الهزيمة- خوفاً من فوات تلك المراكز العالية الغالية التي يحتلونها رغماً عن أنوف شعوبهم، الذين أعلنوا أنهم سيحققون في أسباب الهزيمة الشنعاء، حتى إذا همت الحقائق بالانكشاف والفضيحة عادوا فسدُّوا عليها منافذها، ولجأوا إلى كراسي الحكم، وحمَّلوا المسؤولية سواهم.. |
إن التاريخ الحقيقي الصادق لهذه الفترة العربية المنحوسة يكتب، ويوضع في الأدراج، وسيأتي زمن بعيد أو قريب تتكشف فيه الحقائق على أبشع وجوهها، ثم يبصق التاريخ على وجوه تمجد اليوم، وتنتحل لها المعاذير في صحافات وإذاعات ذات اتجاه معين! |
هذا الكتاب يوحي إلينا بالمنطق مع "الأنولوطيقا" بمعنى تحليل القياس، ثم يعالج البحث بكل هدوء واتزان، وبعد ذلك يضاعف الأدلة -مع فائق البراعة- على نيات اليهود مأخوذة من أقوال زعمائهم المسؤولين، ويقارن بين تصريحاتهم في طلب السلام والصلح، وهم في نفس الوقت يبيتون الخيانة والغدر.. وحسبك أن تقرأ من صفحة 135 إلى صفحة 144، وتوازن عندئذ بين أقوالهم وأفعالهم! |
أنا شخصياً قرأت التوراة "العهد القديم"، وهو كتابهم الذي يعتزون به، وتحت رايته يأملون أنهم سيحكمون العالم. |
كتابهم هذا نفسه، يلعنهم ويسوء وجوههم، أكثر مما يفعله أي كتاب آخر.. |
هذه التوراة المكذوبة المحرفة، لم يتركوا فيها نبياً من أنبيائهم إلاّ وقد وصموه بعيب أو بإثم أو بإفك، ومن شاء فليستعرضها، فإنها أكثر من أن تستقصى! |
في هذه الثنايا طلع علينا سامي الجندي، فلم يزيف الحقائق، ولم يمتهن كرامته، ولم يكتب "بصراحة أسبوعية" ما تلبث أن تتجلى عن سراب كاذب. |
إن سامياً الجندي يغني عن التوجيه.. ليست عنده جهة عليا تدفعه، وتقول له.. امدح اليوم من كنت تذمه بالأمس، ولا بالعكس، ولا فوقه مطرقة تضرب على سندانه وتقول له: لا ترن إلاّ عند الطلب! |
لقد شبع العرب لا من هياكل الطائرات، ولكن من هياكل أشخاص يقال إنهم أحرار، وهم مصبوبون في بوتقات العبيد! |
يبكي في الليل على "كليب وائل"، وفي النهار ينظم قصائد المدح في "جساس بن مرة"، ويقول له: لا شلّت يداك! |
وتضحك "البسوس" جولدا مائير! وتقعد "جليلة العربية بنت مرة" تذرف دموعها! |
اليهود.. دخلوا القدس، وكانوا يرقصون محمومين.. ويقولون: "محمد مات.. خلف بنات". |
ومن المعلوم في كل كتب التاريخ أن العرب وعمر بن الخطاب، أخذوا القدس من الرومان، فقد كان يهود أذلة.. أقلة.. |
ولكن ما أحلم الله سبحانه وتعالى، ولو لم يتغير المسلمون لما غير الله ما بأنفسهم.. |
وبعد، فهذا هو كتاب "عرب ويهود" لسامي الجندي، وقد كتب مقدمته الملك البطل الحسين ملك الأردن
(3)
، وقد كانت خير مقدمة لأصدق كتاب واعٍ نبيل.. |
وقد يكون لنا عليه تعليق آخر! |
|