شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
.. وكتابان.. مرة ثانية (1)
أنا أعرف الأستاذ الصديق عبد الكريم الجهيمان.. إنه يحيط إحاطة تامة بالأدب العربي من كل نواحيه.. ويحيط أكثر فأكثر بالأدب النبطي.. وقد اشتريت نسخة من كتابه الأخير "الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب" المطبوع في بيروت، وهذا الكتاب المؤلف من ثلاثة أجزاء ضخمة وعلى ما فيه من أناقة وإخراج أعتقد أنه كتاب السنة، لا لما فيه من إلمام شامل بموضوعه، ولكن لخبرة المؤلف بالشعر النبطي واطلاعه على الكثير من أرقى مستوياته (2) .
ولقد راعني في الأستاذ الكريم أنه يحفظ الشيء الكثير من عيون الشعر النبطي.. ويتمثله تمثيلاً سهلاً ويأتي بمقطوعاته الجميلة منه مدللاً عليها في الأمثال التي يستعرضها في كتابه وتدل فوق ذلك على وفرة آدابه..
إن الأدب النبطي والشعر على الأخص قل أن يجوده أحد أو يفهمه، ولا أعرف من بين أدبائنا المعاصرين إلاّ أمثال أستاذنا الكبير حمد الجاسر والأساتذة الأصدقاء: عبد الله بن خميس، وعبد الكريم الجهيمان، وعبد الله بن إدريس، وسعد البواردي.. إن هؤلاء الأشخاص جمعوا إلى ثقافتهم العربية الفصحى الثقافة العامية النبطية.. وحتى في لهجاتهم لا يفوتهم أن يجمعوا بين النقيضين، وكل ذلك مع بلاغة أسلوب وحسن أداء..
وأنا شخصياً لا أعرف مثيلاً لهم في هذه الموهبة الذكية التي قلما أن تتأتى لكل واحد، وأعتقد أن السبب في ذلك أنهم نشأوا بدواً كما نشأت أنا بدوياً فجمعنا بين هذا وذاك.. إن الأصل يعلّم والمخالطة تعلّم على أن يكون عند المتعلم الكفايات اللازمة لتقبل التعليم..
ذكرني كل ذلك عندما قرأت الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب وقرأت ما فيه من مقطوعات شعرية نبطية يسردها المؤلف تدليلاً على الأمثال ويختارها لأمثال ابن سبيل وتركي بن حميد وغيرهما من شعراء النبط المشهورين.
ولقد عجبت أن غاب عنه أمثال الشاعر دغيّم الظلماوي الشمري، فلم يأت له بذكر.. وعلى أن الكتاب ليس استعراضاً لأسماء الشعراء النبطيين، ولكني كنت أود أن يأتي اسمه ولو عرضاً في بعض التمثلات الشعرية التي يستشهد بها المؤلف على حقائق أمثاله.. ذلك لأن دغيم الظلماوي شاعر نبطي مشهور كبير..
هذه الخواطر سنحت لي بعد أن استعرضت الكتاب كله بثلاثة أجزائه كلها.. ولا يفوتني بعد ذلك أن أقدم جزيل شكري وامتناني للمؤلف الكريم على أنه سد بهذا الكتاب ثغرة كانت لولاه غير مسدودة، وعلى كل أتمنى لكتابه الرواج وله الهمة والنجاح.
* * *
 
طباعة

تعليق

 القراءات :347  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 118 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج