بلاد العرب
(1)
|
تأليف: الحسن بن عبد الله الأصفهاني |
- تحقيق الأستاذ حمد الجاسر والدكتور صالح العلي |
- منشورات دار اليمامة للبحث والترجمة والنشر -الرياض |
- صفحاته نحو 600 صفحة مع الفهارس والمقدمات |
تلطف أستاذنا العلامة حمد الجاسر فأهدى إلي هذا الكتاب، وهي هدية يعيا بها شكري، وطلب مني في رسالته الخاصة مع الكتاب، أن أبدي عليه ملاحظاتي.. إن كان لها موضع. |
وقال: "إنكم أدرى مني بها لصلتكم بسكانها خاصة في عالية نجد"، وقال حفظه الله: "إنه يعتزم إعادة طبعه بعد استدراك ما فيه من أخطاء". |
* * * |
في الصفحة 7 قال الراجز: |
تذكرت مَشْرَبها من تصلبا |
ومن بُرَيم قصباً مثقبا
(2)
|
|
والذي أعلمه، أن في نحو سنة 1350 سافرنا مع طويل العمر "فيصل"
(3)
وكنت أمامه مع بعض الحاشية، وقد وجدنا في "بريم" ابن مروان -على المطبخ.. فأما "بريم" فهو في هشاش من الأرض.. وأما "صُلُّبه" -وهذا اسمها المحدث- بضم الصاد واللام مع تشديدها وفتح الباء -فهي في حزم مرتفع من الأرض، فيه صلابة ووعورة، ومن هنا جاء اسمها.. ومن أعلاها ترى "الخرمة" أمامك، مشرق شمس إلى الجنوب. |
وفي الصفحة التي تليها، ذكر اسم "حراضة"، وبصرف النظر عما قيل في الكتاب عن حراضة التي يعنيها الأصفهاني.. فإني أذكر من محفوظاتي وأنا يافع، أن أحد عقداء الروقة أغار على البقوم في "تربة" ولعلّه بخيت بن ماعز.. فأنشأ قصيدة يذكر فيها الواقعة أولها: |
جونا مع الفاضه قبالة حراضه |
جوْنا وضرْمَتْنا غيابٍ عن البير
(4)
|
|
وهي طويلة.. والشاهد فيها اسم موقع "حراضة"، ويبدو لي أنها في منبسط من الأرض يحدها جبل العمود؛ لأنه قال في آخرها: |
وضلع العمود اللي قبالة حراضه |
اكسيه يا لبقما ثياب مشاهير |
|
أما حراضات الأخرى فلست أعلم عنها شيئاً. |
- وفي الصفحة 12 جاء ذكر "رهوة". |
وفي بلاد عسير، بلاد اسمها "الرهوة" فيها بضع عشرات من البيوت، وتحف بها غابة من السلم والطلح والسيال.. وقد وطأتها على الحمير في رحلتي من أبها إلى تمنّيَة. |
- وفي الصفحة التي تليها جاء ذكر "بنو سعد بن بكر" وقال عنهم: إنهم جيران هذيل، أو منهم فلعلّهم الذي قال شاعرهم بين يدي الشريف الحسين بن علي -رحمه الله: |
يا سيدي حنا عتيبة |
والناس سمونا بني سعد |
|
- وفي نفس الصفحة ذكرت "تبالة" وهو واد قبل بيشة عظيم ينيف عرضه عن ألفي متر، وقد افترعناه في طريقنا إلى عسير عام 1361هـ. |
- وأما "شامة وطفيل" فهما جبلان وراء الرُّصَيفة إلى الجنوب بغرب، ولهما ذكر في الأشعار العربية. |
- وبعده جاء ذكر [جبل]
(5)
يقال له "سروعة".. والذي أعرفه أن "صروعة" بالصاد، وهي بلدة تقع على يمين الذاهب إلى المدينة من مكة، وفيها يقول الشاعر "على طرق الحدري": |
يا صَرْوَعه يمِّ النخيل |
أمَّ العذوق المايلات |
|
- و "كبكب" جبل هذيل ينسب إليه "الكباكبة" بتكرير الكاف والباء.. لا "الكواكبة". |
وفي أعلى الرصيفة مما يلي اليمن أيضاً ضليعان صغيران أحدهما اسمه "لبن" بالتحريك مع فتح اللام والباء.. والثاني اسمه "لبين" بالتصغير. |
- وجبل "يعرج" ما يزال هذا اسمه إلى الآن، وقد كانوا يعرجون منه إلى الطائف، وقد قيل لي إنه يقع بين الزيمة، والشرائع. |
- ووادي رهجان -بجزم الهاء- ما يزال هذا اسمه إلى الآن، وهو معروف. |
- و "ملكان" على اسمه وموقعه. |
- والوادي الذي اسمه "أدام" اسمه اليوم "يدام"، تحاشياً لنطق الهمزة. |
- و "يلملم" -كما ذكر.. |
- و "يسوم" وهما الجبلان الكبيران اللذان يقعان وراء الزيمة على اليمين وعلى الشمال فيسميان اليوم يسومين، ومنهم من يبدل الياء نوناً فينطقها "نسومين". |
وعلى ذكر "عقبة الزلاَّلة" فإني أذكر أني كنت رديفاً لخال أمي المرحوم محمد بن سعد الشريهي بلا وقاء وكنا على ناقة عمانية.. وأفطرنا في السيل، وكان معنا خبزنا وماؤنا وتمرنا، فلما بلغنا "ريع الزلاَّلة" وهي إلى اليمين جنوباً عن "ريع المنحوت".. وجدنا الصخور قد أخذت أمثالها من الظل، فقلنا في إحداها، وعملت له القهوة والشاي، ثم اضطجع فذهبت أتخطى العقاب والصخور إلى الجنوب حتى بلغت أكثر من نصف كيل (كيلومتر)، فوجدت صخرة عظيمة منحوتة نحتاً كما لو كانت بمنشار، وجهها إلى الشمال ولونها أقرب إلى الاحمرار على سواد، وطولها مع عرضها يقارب مترين، ورأيت على هذه الصخرة صورة فارس على جواد كريم، وقد رفع ذيله ورأسه، والفارس معتقل سيفه، وهو في أفخم ما يكون من الرجال، وعلى رأسه عمامة ملوثة، وقد أنسيت ماذا كان يلبس على بقية جسمه.. وفي هذا الريع -ريع الزلاَّلة- أو حوله تقول بعض كتب التاريخ: إن بختنصر (2) ملك بابل أوقع بالعرب هزيمة عظيمة بين عامي 604-561 ق.م. |
والبيضاء -قرية في وادي محرم ومثلها في بعض نواحي عسير. |
- وفي صفحة 72 جاء ذكر "السليل"؛ ففي بلاد عسير أيضاً واد اسمه "السليل" وقد وطأته، وأنسيت موقعه. |
- وفي صفحة 92 جاء ذكر "عمود الكود"، وفي عسير أيضاً بلاد أو مكان اسمه "الكود" والمنسوب إليها اسمه "الكودي". |
- وفي صفحة 143 أعرف "رغبا" وهي اثنتان: |
الأولى: جملة "بُرْق" فيها رمال يحدها من الشمال الينوفي، والمشقوق -مشقوق الخلف- ويحدها من غرب "الحومية" -هضاب حمر- ومن الجنوب "العِقرَّ" -هضاب أيضاً- والبشارة -نفود البديعة- ومن الشرق: الرواهض، والنفود التي تعلو الخاصرة، وعِدُّها اسمه "المحدث". |
والثانية: هجرة قائمة على آبار سكانها -السهول، والدغالبة- جماعة المهري.. وغيرهم
(6)
، ويحدها من شمال "القصب" التي دائماً يذكرها الشاعر النبطي "حميدان الشويعر" في أكثر قصائده. |
وقد جاء اسم "رغبا" في معجم البلدان في مادتها.. قال كثيّر من قصيدة: |
إذا وردتْ رغباءَ في يوم وردها |
قلوصي، دعا إعطاشه وتبلَّدا
(7)
|
|
- وفي صفحة 153 -جاء في الهامش قصيدة "راكان بن حثلين" شيخ العجمان، وقد أتى أستاذنا ببيت خليط من بيتين -مع تبديل لألفاظهما- وصحتها هكذا: |
يا فاطري ذبيّ خرايم (طميّة) |
الْيَا زمهرَّت مثل خشم الحصان |
ذبي طميَّه والديار الخليَّة |
وتنحَّري "برْزان" زين المباني
(8)
|
|
وأنا أحفظ أكثرها.. |
وفي صفحة 163 ذكر جبل "صبح" وجبل صبح من ديار حرب اليوم، وهو يقع على طريق المدينة إلى اليمن للذاهب إليها في ما أذكر، وفيه يقول شاعرهم: |
يا جبل صبح من دونك عسام |
ليْت عيني تخيل اللي وراك |
|
وفي الصفحة 237 يقع في أقصى الرصيفة بين طريق جدة، وطريق اليمن، موضع اسمه "عمق"، ولست أدري، هل هو مورد ماء، أم جبل، أم أرض؟ |
وفي الصفحة 240 جاء ذكر "واسط" ولها حكاية غريبة جاءت في بعض ما كتب المرحوم "محمد بن بليهد". فقد ذكر في بعض كتبه أنها هي التي تقع جنوباً عن الدوادمي.. واستدل بذلك على أن الأصل في اسم "الدوادمي" هو "داورد" وقد أتى معتمداً عليها في بعض أشعاره العامية، فقال يداعب زميله "سلطان الجبر" وعرضها على طويل العمر من قصيدة: |
أيَّا الذي يستعمل الموترينِ |
ويّا الذي "بكسه" بداورد حرقان
(9)
|
|
وهي من قصيدة مطلعها في كتابه في "ابتسامات الأيام في انتصارات الإمام" ص300. |
البارحة ما ذاقت النوم عيني |
شي لجا بالقلب والبال مشتان
(10)
|
|
ومن قصيدة مطلعها: |
يبي يسند سيد كل الأعاريب |
له يم بيت اللَّه منادي وجذابْ |
|
يقول: |
لواهني "داورد" وأم المشاعيب |
إن مرها معطي طويلات الأرقابْ
(11)
|
|
وقد شرحها في ص280 في الكتاب نفسه، بأن "داورد" هي الدوادمي. |
وقد تردد ذكر "داورد" في أشعاره غير مرة. |
ومن جملة من أخطأ في اسم الدوادمي وسماها "داورد". |
الشاعر المعروف عبد الله لويحان حيث قال ضمن قصيدة: |
سقا "داورد" والشعرا، ومزعل والقويعية
(12)
|
|
وقال: داورد: مختصراً عن "داوردان"! |
قال ياقوت في معجم بلدانه في مادتها: إن الحجاج بنى واسطاً بين الكوفة والبصرة والمدائن، والأهواز.. قال: هذا موضع متوسط؛ ولهذا سمي واسطاً.. وكان موضع واسط لرجل من الدهاقين يقال له داوردان.. فانظر، ولا تعجب، فما بقي هناك مجال للعجب! |
- والقنفذة: أيضاً، في تهامة، وهي معروفة. |
- وفي صفحة 313 في الهامش: ذكر عن القيعان أنها عذبة المناقب، وصححها بأنها عذيَّة المنابت، وأقرب إلى الصواب كلمة عذبة المناقع، ويقصد بها مناقع الماء التي تنبت العشب. |
- وفي صفحة 410 ذكر "البرود".. والبرود في مكة يقع وراء خشم العدل الذي في أعلاها وطريقه بين ثبير وبين حراء ولا يبعد كثيراً، وكنت أعلم أن فيه خرزات تمشي إلى عين زبيدة من عيون المشاش، وقد أحكمت عليها من فوق، دوائر من الجبس، والحجر مرتفعة عن الأرض، وكنا نطل فيها من أعلاها فنرى الماء في أعماقها مثل ضوء الحباحب.. وهذا المكان هو الذي كان يذهب إليه الملك المرحوم عبد العزيز بن سعود بكامل حاشيته بعد كل عصر عندما يكون بمكة ووراءه أكثر من أربعين سيارة، فيتقهوى في هذا المكان ويصلي المغرب، ثم يقفل إلى القصر الملكي بالمعابدة. |
- وفي صفحة 413 قال: إن "حسمى" جبل في بلاد عُذرة.. |
وأزيد على ذلك بأن حسمى أشار إليها النابغة الذبياني في قصيدة ميمية قال: |
فأصبح عاقلاً بجبال حَسْمى |
دُقَّاق التُّرب محتزمُ القَتَامِ
(13)
|
|
وقال الراجز: |
جاوزن رمل أيلة الدَّهَّاسا |
وبطن حسمى بلداً هرماسا
(14)
|
|
وذكر ياقوت أن قوماً من "جذام" يسكنونها، ولا تزال معروفة. |
|