شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأخرس شاعر العراق في القرن التاسع عشر (1)
-1-
في كلمة سلفت ذكرت الهدية التي تكرم بها عليّ الدكتور يوسف عز الدين سكرتير المجمع العلمي في العراق، ومن ضمنها مخطوطة شعر الأخرس.. وكانت الكلمة مزينة بالإسقاط والأغلاط المطبعية.. ولن أعود إلى تصحيح ما فات، فقد لقيت جهداً مبرحاً من ذلك (2) !
إن هذه المخطوطة لا تتجاوز 64 صفحة.. وقد حققها الدكتور يوسف عز الدين في طباعة صالحة وإخراج جيد.. وقد أشار الدكتور في مقدمته لتحقيق هذه المخطوطة [إلى] (3) أن القصائد التي نشرها.. لم تنشر من قبل في ديوان الأخرس الذي تولى جمعه من قبل أحمد عزت الفاروقي.
وهذه المخطوطة التي تولى طبعها والإشراف على تحقيقها الدكتور عز الدين تحتوي كما قال في مقدمته على ثماني عشرة بين قصيدة ومقطوعة.. مأخوذة كما قال عن "نسخة بخط معتاد مكتوبة في أوائل القرن الرابع عشر للهجرة". وقد قارن بينها وبين نسخ أخرى استعارها من أصدقاء له مثل يعقوب سركيس وعلي الخاقاني وغيرهم..
هذه "ترجمة حياة مختزلة" لهذه المخطوطة لا مناص من تقديمها للقرّاء.
وترك الدكتور في الهوامش القليلة بعض مقارنات بين شتى النسخ تصحيحاً لبعض الأبيات والشطرات دون أن يرجح ما بين نسخة وأخرى.
في صفحة (23) مثلاً ذكر الشطر الأخير من المتن للبيت الثالث، ثم قال في الهامش رقم (9).. وفي نسخة (ش): إن من يخدم علاه خدماً.. والأخير من الناحية اللغوية والنحوية أصح مما في المتن..
وفي صفحة (25) يذكر شطرة البيت السابع ويقول في المتن: من مشيح وسمهري، ثم يشير في الهامش رقم (20) إلى أنه في نسخة ش و ب: من نشيج، وكلاهما خطأ متناً وهامشاً.. والأصح والأقرب إلى المعنى وسياق العبارة أنها (وشيج)، وهو شجر الرماح، ويزيد في تفسيره كلمة "سمهري" التي تنتهي بها القافية.. ومعناها "الرمح الصلب".
وخطأ إملائي في صفحة (26) حيث كتب "قلامة أضفر" في نهاية القصيدة بالضاد، والمعروف أنها بالظاء!
وفي صفحة (29) أورد البيت الثالث على هذا النحو:
وما قد رأى الراؤون آل محمد
نظير لكم في عصرها المتقادمِ
ثم همش عليه برقم (6) قائلاً: كذا بالأصل، وتصحيحه لا يحتاج إلى كبير عناء؛ فالبيت صحيح، ومعناه واضح لو أضاف إلى كلمة "نظير" ألفاً منونة لتكون مفعولاً لجملة رأى الراؤون!
كذلك في صفحة (32) قال في هامشه رقم (9): كذا بالأصل.. على شطرة "أخذت من كل أب بزمام".. والأبي من الإباء بمعنى المتأبي، ومعنى البيت لا يفتقر إلى شرح أو توقف..
على أني عدت بعد أن فرغت مما سبق فوجدته قد استدرك في تصويباته على كلمتين هما: الأظفر، والنظير، فلا بأس إذاً!
وقد وعد الدكتور أنه سوف يعد دراسة، أو كتاباً عن هذا الشاعر العربي إلى آخر ما قال، وإنه زعيم بإنجاز وعده ما دام أن الشاعر الأخرس يهمه ويشغل باله إلى حد بعيد.
والأخرس في شعره يلتزم طريقة الشعر العمودية الصحيحة على جزالة في ديباجته وقوة في نسجه ودراية ضليعة بالمفردات اللغوية.
وغالب شعره في مديح أعيان عصره من عراقيين وترك ومشايخ قبائل على قليل من بعض شعره في الهجاء والمرائي والوصف وشكوى الزمان.
-2-
ومنذ نحو تسعة وسبعين عاماً للهجرة تصدى أحمد عزت الفارقي فجمع كمية ضخمة من شعر الأخرس.. وسماها "الطراز الأنفس في شعر الأخرس" حشد فيها ما يقارب (339) ما بين قصيدة ومقطوعة وتخميسة وموشح واحد، وطبعت هذه المجموعة في استانبول في مطبعة الشركة المرتبية الواقعة بجادة باب العالي.. نومرو 52-1304.. نقلتها هنا بأسلوب جامعها في نحو (500) صفحة بمقدمتها وفهرستها وجدول أخطائها.. بلا شروح..
أما الشاعر كما ترجمه الفاروقي فهو:
السيد عبد الغفار بن السيد عبد الواحد بن السيد وهب، ولد في الموصل بعد العشرين والمائتين والألف ونشأ في بغداد، وتجول في العراق والهند ثم توفي كما يبدو في أواخر عام التسعين بعد المائتين ودفن بمقبرة الإمام الحسن البصري خارج قصبة الزبير، وأعقب بعض الأولاد، وقال عنه: إنه كان حسن العقيدة سلفي الأثر، علوي النسب!
انتهينا من الأخرس ومترجميه وناشري شعره.. عسى أن نتكلم قليلاً!
فقد يعجب القارئ من اهتمامي بمثل هذا الموضوع إلى هذا الحد الغريب.
ولا غرابة في ذلك ولا عجب هناك، فإني بطبيعة مزاجي الأدبي لا أحب أن أتطرق إلى موضوع إلاّ إذا تقصيته وأوفيته حقه أو بعضه بقدر ما أعلم.
أما أن يكون البحث صالحاً أو غير صالح، وجديراً بالعناية أو غير جدير، فكل ذاك مرجعه إلى المزاج.. وقد يكذب المزاج صاحبه، وقد يقلل من قدرته فمن يدري؟!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :287  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 111 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج