الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

أحلام في النهار ⁽¹⁾

أ- لقد أصبحت أنام بلا نوم، وأصحو بلا صحو.. وذلك لأني عدت أتماوج بين حالتين لا خيار لي فيهما، ولا "قثا".

حياتي آضت اختلاطاً غير مبحبح.. كل القيود انقلبت.. وكل الحواجز تكسرت ولا في السماء ولا في الأرض موقع يمكن أن أثق به!

أنا شاذ كل الشذوذ في كل المقاييس القديمة والمبتدعة.

* * *

ب- لقد أصبحت فضولياً في هذه الحياة، بل إني أعتقد أني لا أزال طفيلياً على هامشها المرزوء.

لقد تجاوزت الكثير من العمر المرذول، في حين أن أحد أساتذتي في مادة الخط بمدرسة الفلاح بمكة المكرمة، يدعي أنه في عمر ينقصني بعشر سنوات، وقد كان خريجاً لعامها فجعلوه معاوناً لأستاذنا في مادة الخط سليمان فرج غزاوي.

- إن عمري أصبح مثل ليل امرئ القيس الطويل.. الثقيل، تمطى بصلبه وأردف أعجازاً ووناء بكلكل ⁽²⁾ .

* * *

ج- هكذا ليل ونهار يمران على أعمار طوال وقصار ولا وسط بينهما ليس هنا "سجسج" فهذا "زمن" لا يوجد إلا في الجنة لعباد الله المؤمنين، وهو -كما وصفوه- وردياً متلألئاً يتراوح في لونيه بين الشفق ومطالع الأصباح!

ليل أسود ونهار أبيض.. وقد تختلف الألوان باختلاف النفوس والأشجان.

كلمة الحق في سطور

كان الإنسان الأول يقول كلمة الحق ليرضي بها والديه.

ثم أصبح يقولها لترضى عنه القبيلة والشيوخ.

ثم لا بأس أن يقولها لترضى عنه زوجته أو خليلته.

وأصبحت تقال ليرضى عنه الأصدقاء أو يغيظ بها الأعداء.

وامتلأت الأرض بالأجناس، فقيلت ليكسب به رضى هؤلاء.

قالتها الكتب السماوية -فقط- على ألسنة الأنبياء.

لهج بها المفكرون والفلاسفة.. ولو كانوا يقولونها في سبيل رأي خاطىء أو مذهب زائغ.

قالها أحرار الكُتّاب في عصر النهضة الأوروبية فهدموا بها اليهودية والنصرانية.

هرف بها أشياع الماركسية ليسحقوا بها الرأسمالية.

دعاة الديمقراطية يرددونها ليغلوا بها الشيوعية.