شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسحار من كل ليلة
رحلة أستاذنا الزيدان إلى تركيا (1)
إني أتابع مطاف أستاذنا الضليع محمد حسين زيدان في تركيا بشغف.. إنها رحلة لا تفقد فيها عمق الزيدان.. ولا استقصاءه التاريخي عبر القرون، ولكنك تفتقد نكتة الزيدان، وأريجه الشعري في أسلوبه المسترسل البليغ.. ولعل عذر أستاذنا الزيدان، أن الرحلات ووسائلها في هذا العصر الذري السريع، تكتب كذلك على نمط العصر.. ارتجالاً.. أو سحباً من الذاكرة، التي قد تعي، وقد تختلط فيها الصور بما يشابهها.. أو تختطف خطفاً فيه ما فيه من الابتسار.
قد يكون ذلك شأن الرحالين في ما مضى، وحتى في هذا العصر، وقد يقل لائمهم... إذا أسف حائمهم في هذا المضمار.. الذي لا يؤمن معه العثار!
على أنا لو عذرنا غيره من كتّاب الرحلات المتعجلين، فإننا لن نوسع في المعذرة لأستاذنا الزيدان بالذات!
نريد منه مع استعراضه لصور رحلاته أنه يعرض أيضاً على قرائه -وهم كثيرون- أحاسيسه، وعواطفه، وانطباعاته النفسية.. وأنه إذا أدى ذلك وفعل على حقيقته لصادق في كل ما يقول.
وكنت أنا قد طفت العالم وأنا في "عقر داري" بأسباب رحلات محمد ثابت المصري؛ فقد كتب عن رحلاته الشيء الكثير، كتب رحلاته في أوروبا وفي أمريكا اللاتينية.. وفي أفريقيا وفي كل البلدان التي تجول فيها..
وكانت رحلاته في غاية المتعة واللذاذة، وقد نشرها قبل سنين طويلة في عدة أجزاء متوالية.
ومن هنا كان يقول الأستاذ الكبير المرحوم عباس محمود العقاد: إنه يطوف العالم وهو في مكانه؛ لأنه ونحن معه يرحل مع ابن جبير وابن بطوطة وناصر خسرو، وماركو بولو.. وهو في مكانه بدون أي تكاليف.
نحن نريد كما قلنا من الأستاذ الزيدان.. أن يشرك إحساسنا مع إحساسه وأن يتلطف، فيصور كل الصور والقيم، ولا يكون تقليدياً... ويتبادل مع كل ما يراه.. العواطف، والأفكار، والتجارب؛ ذلك لأنه لا يكفي أن يكتب عن "ذي الفقار"، وهو سيف الإمام علي بن أبي طالب عندما رآه في المتحف.. ثم لا يقول عن ذلك إنه قتل به الفارس اليهودي "مرحب".
كذلك أريد من أستاذنا الزيدان، وهو الرحالة الجوابة.. أن لا يصف لنا الأشياء فحسب، ولكن ينبغي له أن يصف توافقها، أو تصادمها مع نفسه، وهذا هو الأجدر به.. وهو يطيق كل ذلك.
ولقد كان ابن جبير وابن بطوطة وغيرهما.. يبدعون في كل ما أشاروا إليه في كل رحلاتهم.
وقد رحل أستاذنا الزيدان، ثم لم يشفنا بوصف ما رأى.. إلا أنه قال: برأينا كذا.. وكذا.
وفي ما أعلم أنا أن الأستاذ زيدان له عواطفه الخاصة.. ولكنه لم يشركنا معه.. إلا إذا كان هناك بقية في رحلاته.. فعليه المسرة وتحياتي إليه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :255  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 95 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج