فهارس الكتب عناوين الكتب محتويات الكتب أسماء المؤلفين الكل          البحث   

مكتبة الاثنينية
الكسل وحلاوته! (1) جماعة الكسلاء في التاريخ لهم حدودهم ولهم مقاييسهم في الأخلاق والمعاملة المتبادلة، ولولا اعتراض على كل ذلك -وأنا منهم- على شرط ألا تفرض على الآخرين بطرق عشوائية! والكسل ليس لذيذاً فقط، ولكنه يعتبر نعمة آتية من الجنة منذ آدم وحواء، ومن براعة لذته أنه يشعرك بأنك محروم ممهد في كل حالاتك، وأنه ينسيك همومك مهما كانت غلابة وأنه -ولو في الخيال- يذلل كل العقبات، بل يجعلك إذا رأيت كرم الطريق، ولو من بعيد، أصبحت وقد مادت بك الأرض من النشوة، فقد تخاذلت قدماك، وامتدت يداك إلى أقرب حائط تستند إليه! أليس هذا الكسل حلواً أكثر من السكر، وأبلغ من العسل؟ ومن جمال الكسل، وهو بارع الجمال، أن اللغة الذهنية، والخطرة الفكرية تمر ببالك تخطف البرق، فلا تعنى.. بتنفيذ شاردها وضبط واردها.. فتذهب عنك شعاعاً حتى لو أردت تذكرها لفاتت عليك تتوارد عليّ من كل الجهات كخلية النحل، فلو جعلتها رؤوس أقلام، لكان أمراً مفلحاً، ولكن الكسل أصبح غولاً، حتى لقد شل يدي عن تناول القلم.. هذا كل ما يحدث لي، وهو تلخيص قاصر عن كل ما أرويه.. أنيس منصور: عندما طويت آخر صفحة في كتابه "أعجب الرحلات في التاريخ" تذكرت كتباً أخرى ندت عن ذاكرته منها مثلاً.. (1) صفوة الاعتبار بمستودع الأمصار والأقطار لمؤلفه محمد بريه الخامس التونسي، طبع بالمطبعة الإعلامية بمصر سنة 1302 هجرية. (2) الطواف حول الأرض ثمانين يوماً، تعريب يوسف أصاف -طبعة ثانية- في أول مايو عام 1889 ميلادية بالمطبعة العمومية بمصر ليوسف أصاف. (3) رحلة الصيف إلى بلاد البوسنة والهرسك لمحمد علي باشا شقيق الخديوي عباس الثاني سنة 1907 ميلادية -طبعة ثانية. وأنيس منصور في رحلاته كاتب صحفي سطحي لا يتعمق أفكار الشعوب، ولا ينفذ إلى دخائل نفوسها، وليس في أسلوبه شية من البيان ولاسيما من البلاغة. والتنافر بين مفرداته، والتفكك في عباراته "ظاهرة" لا يخطئها العيان. ولم أجد قط في كل ما قرأت له لفتة ذهنية أو بادرة فكرية تهز القارئ وتستلفت اهتمامه أو تجعله يجيل النظر فيها.   [1] المصدر:مجلة اقرأ، ع6، 4/1/1395هـ، ص62.
طباعة تعليق  القراءات :255  التعليقات :0
صفحة 94 من 182

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان

هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع
	تسجيلات كاملة
	مقتطفات لتسجيلات مختارة
	لا أؤيد
النتائج