الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

رمضان.. واشتقاقاته!؟ ⁽¹⁾

كلما أزف شهر رمضان من كل عام هجري طرأ على بالي تلك الكلمات التي يشتق من اسمه مثل: الرمض والأرماض والرمضاء والترميض إلى آخر ما يتق من اسمه أو من مصدره.. ثم تذكرت أولئك المترفين المنعمين الذين يشبهون من ينشأ في الحلية وهو في الخصام غير مبين، وكيف يقاسمون من صيامه -إن صاموا- وماذا يعانون من قيامه -لو قاموا؟

هؤلاء الذين يغادرون الموائد الدسمة الفخمة، ويراوحونها، ولا يرفع أحدهم برجله إلا على سيارة، ولا يضعها إلا على أخرى، ولا "يعسل" عينيه إلا بمناظر النعيم، ولا يتقلب إلا على البذخ المقيم.. هؤلاء الذين تنغرز مخالبهم في جسم الشعب كما تمتص الحلمة دماء الإبل، أو كما تنغمس خراطيم البعوض في أجسام الآدميين فتستاف رمامها، وتسلبها منامها..

هؤلاء القنافذ الكبيرة الورمة الممسوخة، هل يستشعرون مشاعر بني جنسهم؟

هل يحسون بالجوع والعطش؟

هل خطر عليهم شيء اسمه "العري" في صبارَّة الشتاء المستكلب؟

هل أرمضهم في يوم من الأيام وقع الفقر وإلحاح العوز وذل الحاجة، وثقل الدين، ومرارة الإملاق؟

هؤلاء الرأسماليون المنتفخون هل أحسوا بلذعة اسمها "إنسانية"، وهل شعروا بوخز اسمه "ضمير" في هذا الشهر المرمض الممض لأمثالهم.. والحسن المحسن لمن عاف مواردهم وتنكب مقاصدهم؟!

أين زكاة المال؟؟

وأين زكاة الفطر؟ إنهم ليخرجون التافه المبتذل، ثم يقولون: إنهم قد أدوا الزكاة بكامل موجباتها، وإنهم ليزيفون، ويضللون، ولكن إن زيفوا على الإنسان، فهل يجوز ذلك على الإله الديان؟

فيا رمضان أرمض قلوبهم!

ويا رمضان شق جيوبهم!

ويا رمضان إنك لشهر كريم في ظل الله العظيم.