(( كلمة لسعادة الدكتور عبد الله عبد الرحيم عسيلان |
أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية |
فرع المدينة المنورة ))
|
- بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد: أيها الإخوة الكرام، في مستهل حديثي هذا لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر لأخي الفاضل والأديب الكريم الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لي هذه الفرصة لكي ألتقي بنخبة من رجالات العلم والأدب ولكي أجدد اللقاء أيضاً بهذه الاثنينية التي لا يمل المرء الحديث عن مزاياها، ويكفي أن أقول إنها تمثل مرحلة هامة جداً في تاريخ الأدب والفكر في بلادنا الحبيبة فعبر عمرها المديد تمت فيها لقاءات أدبية كثيرة مع عدد كبير من رجالات الأدب، ومن رجالات العلم والفكر، وأثمرت هذه اللقاءات عملاً يعد سجلاً حافلاً للآداب والعلم تمثل في تلك المجلدات العديدة التي صدرت عن هذه الاثنينة، والحقيقة أود أن أقول هنا إن هذه الاثنينية التي تسعى إلى تكريم أهل العلم والأدب كانت حافزاً للكثيرين منهم إلى مزيد من البحث ومزيد من التبحر ولا سيما في المجالات أو في الموضوعات التي تطرح في هذه الاثنينية. |
أقول بالنسبة لي لقد شرفت بتكريم سعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه لي في سنة من السنوات، وكان مدار الحديث حول المخطوطات، والحقيقة كانت فاتحة خير لي لأنني خرجت بأفكار عديدة طرحت في ذلك اليوم حول المخطوطات ونتج عن ذلك أن قمت بعد هذا اللقاء بإلقاء محاضرة في النادي الأدبي بجدة حول المخطوطات، ثم تطور الأمر بفضل الله إلى كتاب صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية بعنوان تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل أستطيع أن أقول إن الفضل في ذلك لله ثم لما تحصلت عليه في تلك الأمسية التي أقيمت في هذه الدار العامرة وكانت تعبق بأريج الحديث عن المخطوطات. |
أعود بعد هذه المقدمة إلى أخي العزيز سعادة الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، لقد سمعنا قبل قليل الشيء الكثير عما قيل عن سعادة د. زاهر بن عواض الألمعي، تفضل أخونا الفاضل الأستاذ عبد المقصود خوجه وألقى كلمة ضافية كشف فيها النقاب عن أوجه كثيرة مما يتجلى في أستاذنا الفاضل علماً وأدباً وخلقاً ودأباً في مجال العمل العلمي وفي مجال العمل الأدبي، وكذلك تفضل أخي د. صالح سعود العلي وألقى أيضاً كلمة ضافية، فأصبحت الكلمة تقريباً الأخيرة لي ولذلك أستطيع أن أقول على الرغم مما سمعته أن الشخصية التي يكرمها أخونا الفاضل لا يزال فيها مجال للحديث، ومجال كبير جداً ذلك لأن هذه الشخصية متعددة الجوانب، ولذلك لا أدري هل أتحدث الآن عن ما تتمتع به هذه الشخصية من مزايا في مجال العلم الشرعي، أو ما يتجلى في هذه الشخصية مما يتعلق بالجانب الأدبي؟ ولكن أستطيع أن أعطي لمحة موجزة أولاً عن نشأة هذه الشخصية، وعن تدرجها في مجال العلم، ولعلي أقصر حديثي بشكل مركز عن جانب الشعر عنده لأنني سمعت شيئاً كثيراً مما يتعلق ببعض الجوانب التي كنت قد أعددت شيئاً عنها. |
درج صاحبنا أول ما درج على روابي بلدة تعشق الجمال ويعشقها الجمال، بلدة تنام في حضن الطبيعة الخلابة فتغفو وديعة وتستيقظ فاتنة، لأهلها حظ من طبيعتها وحظ من أسمها حين ننسب أحدهم إليها أنها رجال ألمع بمنطقة عسير، وعلى ثراها استنشق أول نسمة حين ولد عام 1354هـ، وبروح عصامية اتجه بكليته إلى العلم منذ نعومة أظفاره ففي مسقط رأسه بعد أن فتح عينيه تطلع إلى الاغتراف من معين المعرفة، وكانت البداية مع أترابه الصبية يسعى إلى تعلم القراءة والكتابة على أيدي من نذروا أنفسهم لذلك في كُتّاب بلدته، ومع أن حاجته إلى العمل جعلته يلتحق بسلك الجندية في سن مبكرة إلا أن نفسه التواقة إلى العلم أبت عليه إلا أن يواصل بعزيمة وثابة مسيرته في دروب العلم والمعرفة، وأخذ يرتقي صعداً في هذا المضمار ابتداءً من المعهد العلمي بشقراء عام 1377هـ ثم كلية الشريعة بالرياض، وتخرج فيها عام 1386هـ ولم يقف طموحه العلمي عند هذا الحد، بل سعى إلى المزيد وصوب نظره إلى الأزهر في مصر حيث أتجه إلى علوم القرآن والتفسير وهناك حصل على درجة الماجسيتر عام 1389هـ ثم الدكتوراه عام 1393هـ وكان بذلك أول سعودي يحصل على درجة الدكتوراه من جامعة الأزهر وفي ظل الدرجتين العلميتين اللتين تحصل عليهما تقدم ببحثين قيمين يعكسان مقدرة الباحث على الغوص في خضم الموضوعات الدقيقة والهامة والتي لا يتيسر التصدي لها إلا لمن له اطلاع واسع، وقدم راسخة في علوم القرآن ودقائق ما يتصل به من معارف ومناهج ولا سيما موضوع الدكتوراه الذي كان بعنوان "مناهج الجدل في القرآن"، أما الماجستير فعنوان الرسالة هو النسخ في القرآن، ولا غرو في ذلك فصاحبنا يدرك تمام الإدراك قيمة العلم وأهميته في بناء شخصية الإنسان وفي رقي الأمم وتقدمها والنهوض بها أليس هو القائل: |
فارتقوا في معارج المجد وابنوا |
من صروح السلام نهج إخاء |
وابتنوا في ذرى المجد صرحاً |
تعتلي فيه دوحة السعداء |
|
إلى أن قال: |
إن للعلم دولة لا تسامى |
قد بناها فطاحل العلماء |
فانهلوا من معين عذب زلال |
تتنامى فيوضه بالعطاء |
منهل تنطوي الليالي ويبقى |
مورد النابهين والنبلاء |
|
أما حياته العملية فهي نموذج يحتذى في العمل الدؤوب والنشاط المتجدد، تقلب في مناشط علمية وإدارية عديدة جلها في مجال التدريس والتعليم ابتداء من المرحلة الإعدادية والثانوية وإنتهاء بالجامعة، فقد عمل مديراً لمعهد نجران العلمي لست سنوات ثم أنتقل للتدريس بكلية الشريعة بالرياض وعميداً لشؤون المكتبات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية إلى آخر مما عرفنا من مناصبه العلمية التي سمعناها. |
الحقيقة أن أنشطة أخينا الدكتور زاهر عديدة وعديدة جداً في المجال العلمي والمجال الفكري؛ فقد ساهم مساهمة فعالة بكثير من الأمسيات الشعرية في الجامعات وفي النوادي الأدبية، وكذلك أيضاً كان له نشاط ثر وواضح في المجال الإعلامي، فقد أسهم بكثير من البرامج، وشارك مشاركة فعالة في إعداد الكثير من البرامج سواء كان ذلك في التلفاز أو كان ذلك في الإذاعة، كما كانت له أيضاً مشاركة بالكتابة في الكثير من المجلات العلمية، وأيضاً في الصحف ولم يقتصر نشاطه فقط على الداخل فقد كان له أيضاً نشاط كبير في الخارج، وله أيضاً نشاط دعوي، والحقيقة قد لا يتسع المجال لعداد أنشطته الكثيرة، ولذلك اكتفيت بالإلماح إليها بشكل مجمل. |
أما ما يتعلق بالشعر وقد كان لضيفنا الفاضل د. زاهر قدم راسخة فيه وله كما عرفنا ثلاثة دواوين شعرية صدرت في أوقات متفاوتة وهي "الألمعيات" و "على دروب الجهاد" و "من نفحات الصبا"، بدأ شاعرنا أول محاولة لقرض الشعر عام 1378هـ وهو في السنة الثانية بمعهد شقراء حيث أخذت موهبته الشعرية تتفتح، وكانت البداية قصيدة ألقاها في الحفل الثقافي بمعهد شقراء عام 1378هـ ومطلعها: |
أيا طير حومي فـي السمـاء وغـردي |
وطوفـي علـى الميدان عـلك تشهدي |
|
وجاء فيها: |
وعند التحام الحرب يمتد زحفنا |
بغارة جيش قاده كل منجد |
لأنا بنو الإسلام قومٌ أعزه |
أتانا مطيعا خاضعاً كل سيد |
|
وبما أنها أول محاولة لا غرو أن يشوبها ما يشوبها، غير أنها تشي بموهبة شعرية وليدة كانت تحتاج إلى النماء والصقل ويبدو أن هذه الموهبة سرعان ما تنامت بشكل ملحوظ على مر الأيام، ويظهر ذلك لمن يتابع قصائد الشاعر في ديوانه الألمعيات حيث يجد قصيدة مؤرخة عام 1379هـ ألقيت في النادي الثقافي بمعهد شقراء، أي أنها جاءت بعد عام على أول محاولة شعرية له وفيها نجد الروح الشعرية تبدو أكثر تألقاً وفي هذا الوقت المبكر من قول الشعر نجد الشاعر يتفاعل مع هموم أمته فهو القائل: |
أدب عليلاً بلا علة |
وأسعى كليماً ولم أعتد |
ولكن قلبي شريك الغزاة |
يصول مع الجيش في المشهد |
|
ويقول: |
ألا يا فلسطين لا تيأسي |
فنحن جميعاً على موعد |
|
ونجد أيضاً روح الحكمة في قوله: |
إذا كنت لا تستذل الصعاب |
وتسعى إلى الغاية الأمجد |
فلا كنت يوماً حليف الحياة |
ولست وريث الهدى السرمد |
|
وشاعرنا يعايش أحداث عصره ويعبر تجاهها بكل صدق عما يعتمل في نفسه من أحاسيس ومشاعر فياضة تعكس دعوة الأمة الإسلامية والعربية إلى أن تعيش حياة الإباء والشمم وأن تحقق ذاتها من خلال شخصية فريدة لها استقلاليتها في ظل هدي الإسلام والإيمان الراسخ حيث العزة والقوة والفلاح وهنا النبع الثر الذي لا ينضب، وليس في مجلس الأمن ومؤتمرات العدل، وقد عبر شاعرنا عن ذلك في قصيدتين يقول في الأولى منهما مبيناً رأيه في مجلس الأمن. |
أمن الإسلام أن يلزمنا |
مجلس الأمن خضوعا وإنكسارا |
ليس للحق به معتصم |
كلما لذنا به لف ودارا |
كل يوم جلسة طارئة |
وقرار ساذج يتلو قرارا |
|
ولشاعرنا قصائد عديدة في مناسبات كثيرة، منها مناسبة الحج حيث درج الشاعر على التعبير عن أحاسيسه ومشاعره تجاه دينه وأمته في قصائد حولية يلقيها كل عام في الحفل السنوي الرسمي الذي يقام تكريماً لحجاج بيت الله الحرام، وهذه القصائد وإن رأى الأستاذ الفاضل الأستاذ عبد العزيز الرفاعي يرحمه الله أن منها ما هو ذو طابع خطابي إلا أن بعضها ينطوي على تجربة شعرية زاخرة بالحياة تتحدث عن هموم الأمة الإسلامية وتعبر عما تنطوي عليه نفس الشاعر من عاطفة تتسم بالروح الإسلامية ويتجلى ذلك في استنهاض همم المسلمين لاستنقاذ بيت المقدس من أيدي المغتصبين، وأترك لكم متابعة أحاسيس الشاعر وعواطفه في قوله ضمن قصيدة ألقاها في الحفل السنوي الذي أقامه جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله تكريماً لحجاج بيت الله الحرام بمنى في 11/12/1388هـ، يقول فيها: |
الله أكبر في المسالك والذرى |
الله أكبر من ربى أم القرى |
الله أكبر ما تلألأ مشرق |
أو لاح برق في الدجى أو أنورا |
الله أكبر إنها التقوى التي |
تبدو ملامحها كبدر أسفرا |
|
إلى أن قال: |
ضجت رحاب القدس وأنتفض الثرى |
وتفجر البركان من أم القرى |
ومضى ينادي أمة قوامة |
لتدك صرح البغي ثمة زمجرا |
يا ثالث الحرمين إن قلوبنا |
مكلومة حتى تعود ونثأرا |
يا ثالث الحرمين إن العهد في |
أعناقنا قد صار عهداً أكبرا |
|
كما تلاحظون الروح الإسلامية كما قلت بارزة وظاهرة في مثل هذه الأبيات التي تلوت بعضها. |
ومن ضروب الشعر التي كان لشاعرنا إسهام فيها ما يعرف بالمعارضات الشعرية، وهذا اللون من الشعر يحتاج إلى موهبة ومقدرة فنية تتسامى على النص الشعري السابق الذي تجري معارضته إن لم تدانيه روعة وإتقاناً وهو ما نراه ماثلاً في القصيدة النونية التي عارض فيها الشاعر قصيدة للشاعر أحمد البدري الذي زار منطقة أبها، وكأنه تأثر فيها بشدة البرد فحمل عليها حملة عنيفة وأنكر جمالها، بطبيعة الحال شاعرنا قرأ قول الشاعر أحمد البدري فعارضه بأبيات، هذه الأبيات في الحقيقة أردت أن أقف عليها لكي تتضح لنا مقدرة الشاعر في أن يتعارض القصائد الشعرية ويتسامى أيضاً في معارضته حتى على ما قيل من شعر يعارضه، وطبعاً القصيدة التي عارضها أنا لم أقف عليها وإنما وقفت على قصيدة الدكتور زاهر يقول فيها: |
لكل قول مدى الأزمان خذلان |
إن لم يقمه على الإخلاص ميزان |
وزلة القول يهوي في مداركها |
من خانه الفهم أو أغواه شيطان |
فمذ أن ردد البدري قولته |
في ذم أبها وللأطياف طوفان |
وجاء طيفي له في الأفق جلجلة |
تفور منها القوافي فهي بركان |
عجبت من شاعر ندت مشاعره |
فما رأى روضة بالزهر تزدان |
يطوي الحقائق في الأعماق يدفنها |
كأنه متعب الأفكار غلبان |
تلك المقالات قد غالى فسطرها |
وما إخال بأن يعلو له شأن |
فهاك نقضاً لها لا أبتغي جدلاً |
وإنما الحق في الميدان سلطان |
أما الغبار فلا يبدو له شبح |
في أفق أبها فذاك القول بهتان |
لأنها في الذرى باتت محصنة |
يحيطها من سياج الزهر ألوان |
وقولكم في عتاب إنها بلد |
لا يستريح به في الدهر إنسان |
فذلك القول لا يرقى لعزتها |
ولا يقول به يا صاح يقظان |
|
إلى آخر القصيدة.. |
|
وفي الجانب العاطفي للشاعر رصيد زاخر بالعواطف والمشاعر الرقيقة التي تعكس تجربته الغزلية من خلال ديوان كامل هو "نفحات الصبا" الذي يقول عنه الشاعر نفسه في المقدمة (هذا الديوان نبضات قلب يتألق به الوجد ولواعج أشواق تشعشع في حنايا الضلوع، وأطياف مجنحة بأمانيها العذاب في مرابع الصبا، ومواطن ذكريات الشباب) وتتجلى لنا ملامح هذه التجربة من خلال قصيدته فلسفة حب التي يقول فيها: |
قالوا عن الحب ما قالوا وما هرفوا |
وشوهوا وما ذاقوا وما عرفوا |
قد كدرت نبعه الصافي شوائبهم |
هم استباحوا رحاب الطهر وانحرفوا |
فالحب جوهر ما في الكون من مُثل |
عليا به يتجلى النبل والشرف |
والحب في الله أسمى ما تجيش به |
نفس الأبيِّ وما تصفو وتتصف |
الماجنون وشيطان وما نفثت |
وساوس السوء والأخلاق تختلفُ |
أغووا ولما استكانت قال قائلهم |
مالي بدار رخيص العرض مزدلفُ |
|
إلى آخر الأبيات.. |
ومن القصائد البارزة في ديوانه "نفحات الصبا" تلك القصيدة التي يتغنى فيها بجمال العسيرية، وهي تعكس تألق الشاعر في مجال الشعر العاطفي الغزلي ولا أود أن أطيل في تحليل هذه القصيدة واستجلاء مواطن الجمال فيها، فهي تتحدث عن نفسها إذ يقول فيها: |
جمالك فتان سما وتألق |
تغلغل في خفق القلوب وحلقا |
وثغرك بسام كومضة بارق |
تلألأ في جنح الظلام وأشرقا |
ولحاظ عينيك الحسان توهجت |
بسحر على الوجدان أفضى واطبقا |
وتمرح في أهداب عينيك خرد |
توالى صداها الثر غرباً ومشرقا |
عيون المها تبدو غيارى لأنها |
ترى الحسن في عينيك أزهى وأعرقا |
وخدك ورد ينتشي في عروقه |
رواء ثراء قد سرى وتدفقا |
ويممت وادي النيل في زهرة الصبا |
وقد كان لي في دار عقبة ملتقى |
وصنعاء.. وأوطان الخليج وإنها |
بلاد يصاد الدر فيها وينتقى |
ولي في ربا نجد توله شاعر |
وقد بات قلبي في الحجاز معلقا |
ومهما تراءت لي طيوف جميلة |
وطفت فجاج الأرض سهلا ومرتقى |
فما لحظت عيناي فرعاء مثلها |
رأيتك ملء القلب حسناً ومنطقا |
فأنت مثال الجاذبية والسنا |
أهيم به حقا وليس تملقا |
عسيرية، في لحظها ألمعية |
يزينها طهر ويسمو بها تُقى |
فلا بد من ناصح المعي |
فما الرأي يا شيخنا الألمعي |
وصلوا على الخاتم المصطفى |
فصلوا عليه أيا من معي |
|
الحقيقة هذه إلمامة سريعة حول ما لشاعرنا من تألقات شعرية وإبداع شعري، وطبعاً لا نتمكن من أن نلقي الضوء على ما هناك في دواوينه من إبداعات كثيرة وإنما تصيدت بعض الأبيات أو بعض القصائد. |
إن مآثر الأستاذ الدكتور زاهر عواض الألمعي الأدبية والعلمية كثيرة ولعل الجانب العلمي أيضاً أستطيع أن أقول إنه من الجوانب البارزة لدى الدكتور زاهر، فمثلاً نجد له عناية واضحة وعناية كبيرة في مجال الدراسات القرآنية وله أبحاث جادة وأعتقد أن رسالته التي تقدم بها لكي ينال درجة الدكتوراه كانت تمثل موضوعاً هاماً وموضوعاً جديراً بالدراسة وهو موضوع الجدل في القرآن، وأيضاً لا يستطيع أن يتصدى لمثل هذا الموضوع إلا من أوتي علماً جماً، وعلماً غزيراً بمنهج القرآن في الجدل، لأن الخوض في مثل هذا الموضوع يقتضي أن يكون الباحث على إلمام بكثير من الجوانب العقلية والجوانب المنطقية.. هذا في الحقيقة غيض من فيض مما بدا لي حول الدكتور زاهر، وأكرر شكري مرة أخرى لسعادة الأستاذ عبد المقصود خوجه الذي أتاح لي هذه الفرصة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. |
(( كلمة ضيف الاثنينية سعادة الأديب والكاتب والشاعر المعروف، |
عضو مجلس الشورى، الدكتور زاهر بن عواض الألمعي ))
|
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
الحمد لله العلي القدير والصلاة والسلام على عبده ورسوله النبي الأمين وعلى آله وأصحابه القادة الفاتحين والغر الميامين وسلّم تسليماً كثيراً. |
أما بعد: |
أصحاب المعالي والسعادة، أيها الإخوة الحضور: يطيب لي وأنا بينكم في هذه الأمسية الطيبة المباركة أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لصاحب القلب الكبير، والخلق الراقي الرفيع أخي وعزيزي الأستاذ عبد المقصود خوجه على دعوته الكريمة، واستضافته لنا في إثنينيته الرائدة، وإذا كان هناك من أو ما يستحق التكريم فإنما يعرف الفضل ذووه، ويزيد سعادتي الغامرة أن أرى وجوهاً كريمة من رجالات الفكر والأدب والعلم والإعلام في هذه الأمسية الطيبة، أرى إخوة لنا تربطنا بهم وحدة الوسيلة والغاية في هذا الوطن الغالي الذي منَّ الله عليه بنعم كثيرة، منَّ عليه بالأمن والإيمان وبنعم كثيرة في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين. وسمو ولي عهده الأمين، وإذا كان لي من كلمة شكر وعرفان للأستاذ الكبير عبد المقصود خوجه وللإخوة الحاضرين والمتحدثين في هذا المساء فإنني أستميحكم عذراً بأن أسجل شكري وامتناني شعراً فأقول: |
ولولا خلال الحر صبراً وعفة |
لكان كياني من هيامي تمزقا |
فأما الهوى العذري فهو جبلتي |
فسر حياتي أن أُحب وأعشقا |
فرفقا بحبات القلوب وأشرقي |
بحبي كما قلبي بحبك أشرقا |
|
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. |
|
|