أفكار! |
شعبية في أبياتها
(1)
|
هذلول سق مطيتك.. |
أرخ الرسن خلها بالراس تلعب به |
لعب الغنادير قدام العشاشيق |
|
وأرخى هذلول رسن مطيته (فرخة العمانية) فسدكت بالأرض تمس بها أحناكنا وتميل رأسها يمنة ويسرة، على بساط لين من الرمال اللينة! |
هذلول: قال يا عم تنيله.. قلت هاته لعنبوك.. ورفع عقيرته! |
من قعد يا شيخ ما هوب منا |
حسبته من لابسات الغدايف |
يوم شاف ركاب ربعه تدنى |
رفع الجنحان ريش خفايف |
ما درى أن العز باكوار هنا |
الموارك والسيوف الرهايف |
|
وأخذت الإبل على الحداء المشوق تتمايل، وكأنك على زئبقة رجراجة، تريح النفس والفؤاد. |
هاه.. يا هذلول، ويحك ماذا عندك بعد؟ |
وكان لصوته رنة جرس يستمر دقائق بعد حبسه، قال: |
تكفون يهل الحبيب لا تلومونه |
لا تلحقونه مناقيدٍ على شاني |
يا حس قلبي ليا قمتو تحسونه |
حس المناكيف هجنٍ حيلها وإني
(2)
|
|
ولكن سعيداً أبا محروس اعترضنا، وأخذ يلهج بالنبرة العسيرية من وراء تخوم بلاد رفيده: |
يوم الثنين ذاك الوعد الول |
حثحث البرق من جال المعينه |
|
ما قضى البن قاضي وجاءنا أشيب العثنون طويل أهداب الأكمام وفي فمه "سبيل" -غليون- قد حشاه بالتنباك.. |
يا صاحبي عمر سبيل |
القلب به شي حداه
(3)
|
|
ولكنه تذكر أمراً ذا بال، فأبدع في المقال: |
قبر الغضي بالحفر مرزوز |
يا طاه مداد ومعيّر |
يا حيسفا يا غصين الموز |
خلوه في حافة الديّر |
من شافني قال: ذا منحوز |
وأنا نحازي على نويّر
(4)
|
|
ثم كيف تحرم من وادي السيل (قرن المنازل)، وقد أحرم أحدهم بعد أن بنى بعذراء من "عفيف"؟ فقال سائق السيارة وكان لشعره جودة خاصة: |
يحسين خالك خذ النوماس |
حج وأخذ طرشهم كلّه |
شره على اللي يقض الرأس |
راعي جديل ليا هلّه
(5)
|
|
هاه يحسين، قلت له: إلى الأمام يا سافوي.. العربي، فقد كان هناك من قبل سافويا إيطاليا. |
وعندما انحدرنا من "البهيتاء" وقد أحرم من أحرم، وتمسك بثيابه من تمسك، وأنا من الآخرين، فسلام على الآخرين. |
أبا سالم، يا هذلول قلوب المحزونين.. أين صوتك من حلقك، وعلى أي مسافة يقع؟ |
قال: إن في حنجرتي لحمامة درقاء، لم تقع على أغصان البشام بعد، ما تزال طائرة في رفارف السماء، حتى إذا رأت غصناً مياساً لم تهبط عليه ذات جناح.. أوت إليه بين حماليق أزهاره. |
وكما تتكسر رقائق من الفضة على أطراف صخرة هشة، ثم انحدرت على أديم من الماء الرقراق، وتسمع له عندئذ، همساً يناجي الروح، بلا دليل. |
فيا أبا سالم على أي لحن من ألحان السيمفونية الثامنة "لبتهوفن" الأصم والتي ترجمت إلى كل اللغات، والنغمات فلتسمع: |
واللَّه محرم وأنا ما فدت لي فيد |
واللَّه عليم بحال المودماني |
أحد تملت لغابيبه من الصيد |
وأحد يعود وهو رخو البطان |
مشكاي للَّه بلا شرط ولا قيد |
أقبلت وأقفيت كني في مكاني
(6)
|
|
|