شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أفكار من الشعر النبطي (1) (1)
إني أفكر في النمط الشعري العام المفهوم هنا، وهناك في الجزيرة العربية لولا بعض المفردات اللغوية التي تتباين وتختلف بين الشمال والجنوب وبين شرق الجزيرة وغربها!
فهناك لهجات الشرق الأعلى ولهجات الغرب، والسواحل ولهجات الشمال والجنوب... يضاف إلى كل ذلك لهجات الخليج العربي المسمى -خطأ- بالفارسي.
وهناك مفردات في الأسماء والأعلام والأحاديث تختلف بمقدار ما بين قبيلة وقبيلة، وما بين موضع وآخر.. حتى وإن تجاور منهما المكانان.. والزمانان.
ذهبت إلى بلاد عسير في عام 1361هـ.. وفيها خليط من شهران وقحطان، وغامد وزهران، وبني مالك، وبني مفيد، وأشتات قليلة من عدنان أوشجت معهم بلحمة المخالطة أو الجوار.. أو المصاهرة.
ومع ذلك فلكل منهم لهجة تختلف في كثير أو قليل عن لهجات الآخرين..
وهم يسكنون في ناحية يتقارب بعضها من بعض، وحدودهم موصولة ببعض، وعلى جدد واحد، ويختلطون في ما بينهم بالرحم والصهر، والقرب والصداقة، مما يشبه كأس المزاج.
هذا في بلاد عسير وحدها، فما بالك بنجد والحجاز والشمال واليمن وما بين ذلك من أباطح وسروات؟!
حقاً لقد كانوا كذلك أيضاً في الجاهلية، بيد أن المجال هناك كان أضيق، وكان ميدان الاتفاق أوسع.. وإن كانت لغة "حمير" غير لغة أوساط الجزيرة وأعاليها في نجد والحجاز.. وغير لغة الشمال.
حتى تناسقت لغة "مضر" وتشعبت فروعها.. ثم جمعتها وأخلصت معدنها اللهجة القرشية التي صهرت بوتقتها كل خلاصات اللهجات العربية القديمة، والحديثة في إبانها.
هذا البحث أنا لست من أهله إلاّ في ما شدوت من قراءات استظهرتها منذ زمن طويل.
وكنت أريد أن أتحدث -شيئاً ما- عن الشعر النبطي، والذي يسمى عندنا أحياناً "الحميني" بالتصغير (بضم الحاء وفتح الميم).
فإلى أين نرجع بأصول هذين الاسمين الغريبين، وما معناهما وكيف يكون اشتقاقهما.. لنستدل، أو نعرف به عن الشعر الدارج العامي بلهجاتنا المحدثة.
وأين نحن من "النبط"، وهم قوم كانوا في العراق حتى إلى عهد ما قبل المسيح، وأي صلة بيننا -اليوم- وبينهم.. لولا أن ذكر الإِمام ابن عباس أن قريشاً يرجعون في أصولهم إلى النبط في ما قيل عنه من أحاديث.
"الحميني" مم اشتق؟
هذا ما سيكون عنه الحديث في مقال آت.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :304  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.