شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
دقائق (6) (1)
أصبح رأسي اليوم فارغاً فراغاً تاماً، لا تومض فيه أية فكرة، ولا يأتلق فيه أي معنى..
أصبح اليوم رأسي وهو خواء قواء تصفر فيه الرياح.
إنه اليوم يشبه أنبوبة أفرغ منها الهواء.
كنت أحمل رأساً فيما مضى يعج بالأفكار ويزخر باللفتات الذهنية ويموج بالمعاني الرقاق.
أما اليوم فقد تأكدت أني لا أحمل فوق كتفي إلاّ صحراء جديبة مترامية الأطراف تعول فيها الريح أيما إعوال، ثم تعود فتسكن مثل سكون القبور.
إن في رأسي اليوم جسداً مسجى بارداً يروع من يراه.
إني أخاف أن يتعفن.
أخشى أن يتوالد فيه الدود، وأنا بعد لم أحفر له قبراً.
لا أعرف كيف تذكرت شيئاً في الشعر قاله (أبو تمام) في هجاء (أبي المغيث) وهو أحد معاصريه: إنه يقول فيما أذكر ما معناه:
هب من له شيء أراد حجابه
ما بال (لا شيء) عليه حجابُ؟
ما إنْ سمعت ولا أراني سامعاً
أبداً بصحراءٍ عليها بابُ (2)
إنه يعنيني أنا بالتأكيد، إن أبا المغيث مظلوم.. أنا المقصود بهذا الوصف ما في ذلك ريب.
كان ديك الجن الحمصي عبد السلام [بن] رغبان شاعر الشام في زمانه قد قتل مملوكاً له من فرط غيرته عليه في قصة أدبية مشهورة في كتب الأدب، واتخذ من جمجمته أي (قحف رأسه) كأساً يتناول فيه الشراب (3) .
إن جمجمتي اليوم -واليوم بالذات- لا تصلح أن تكون وعاء حتى للماء البارد.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :255  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 31 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج