شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بذور فلسفية (1) (1)
بذور فلسفية، هذا هو العنوان الذي سأكتب به في جريدة البلاد، بين حين وآخر وفي غير التزام لا في المكان ولا في الزمان.. ولا بد -أولاً- من المرور على التعاريف على (البذرة) و (الفلسفة) لغة واصطلاحاً ولو مروراً سريعاً.. وكريماً..
بذر.. بذراً.. كل ما ألقي في الأرض من (حب) بفتح الحاء، ومن العلم ما ينبعث ويشيع، وأخرجت الأرض أفواف نباتها.. والبذر ما يودع في الأرض من أي زرع..
فأما (الفلسفة) فقد قيل عنها: إنها علم الأشياء بمبادئها وعللها، وإنها الحكمة -ربما- وربما مرة ثانية أنها تفيد معنى التفنن في المسائل العلمية، والتوغل في استقصائها، والحذق في أن يصل إلى نتيجة الاستقراء بعدما يسعى بالمقدمة أولاً.. ثم البحث والنتيجة آخراً.. فمقدمة في موضوع ما.. ثم بحث.. ثم نتيجة.. تعني أن الذهن قد فرغ من البحث الذي استمر في معالجته، وقد استراح إلى النتيجة المستخلصة من ذلك البحث، واعتبر أنها أمست في حكم الحقيقة التي -ربما- لا يمترى فيها.
أقول هذا القول القاموسي، وأستغفر الله.. فإن هذا الحكم المطلق في الحقيقة نفسها مجلبة للريب فيها، وداعية لليقين أن يتبلبل من أجلها..
ذلك لأن كل حقيقة في الدنيا مهما كانت متعددة الزوايا، ومتباينة الخفايا.. وما دام ذلك كذلك، فلنتحاشَ الخطأ، يجب أن ننظر إلى كل حقيقة من كل زواياها حتى نحكم عليها حكماً صادقاً، ومجرداً من كل غرض.. وهذه القاعدة لها مثال في غاية البساطة والوضوح.. إنك ترى الإنسان أمامك مواجهة، ثم تراه من أحد جانبيه، ثم تراه من قفاه، بل لعلّك أن تراه وقد اعتملت انفعالات الغضب والرضا، والفرح والترح.. والحب والكره.. وغيرها من المسائل العاطفية والإنسانية، ما لعلّه أن يجعل من وجه واحد وجوهاً عديدة في مختلف ما تؤديه من تعبير وتأثر وانفعال..
إذاً، فقد يجب إذا أردت التحرج والتجرد أن تنظر إلى الأمر من كل زواياه وأن تستبطن كل خفاياه، وأن تدرسه من كل وجوهه دراسة بالغة، وحينئذ يمكنك أن تبدي في الموضوع المدروس رأياً.. إن لم يكن في حكم الصحة فلقد يكون في حكم مقارب على الأقل، ثم إنك كما قال (عروة بن الورد):
ومبلغ نفس عذرها مثل منجح (2)
وبعد.. فقد اتسع الموضوع، فإن يكن هذا البحث غير مفهوم لدى القراء، فحسبهم بذلك أنه غير مفهوم لدي أيضاً.. أليس في ذلك مقنع؟.. وإلى اللقاء في عدد تال..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :261  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 20 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.