شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سلام وكلام (9) (1)
أما المسألة الثانية (2) بين الأخ العريف وبيني، فهي ملخصة في أنه أصبح لا يكتب أدباً خالصاً مع أنه من أبرع وأحصف كتابنا في كتابة الأدب الخالص، بل إنه -أحياناً- يعمق أو يتعمق -أو كلاهما- ويشتد في الأدب، ويتلطف ويسهب ويفيض.. إنه يصبح -مرة- مثل طه حسين، ومرة أخرى مثل العقاد، والمرة الأخيرة مزيجاً من كليهما!
أنا لا أنافق، ولا أداهن، إني أكفر بالشيء أو بالشخص صراحة، وأؤمن كذلك بهما صراحة، ولا توسط عندي بين الحالتين! أما رزقي فهو عند الله خير الرازقين.
فإذا قلت: إن أخي العريف يجيد كتابة الأدب الخالص ويتذوقه ويمعن نفاذاً فيه، فما الذي -لعمري- يمنعه أن يكتب في الأدب الخالص؟
إنه غزير الاطلاع في الأدب القديم.
وهو إلى ذلك وافر المعلومات في الأدب الحديث؛ ثم إنه على ضلاعة في اللغة، ويمت إلى الأساليب بخير ما فيها، وبعد هذا وقبل هذا وخلاله مدمن على الاطلاع في كل ما يختص بهذا العصر الحاضر!
هل يفهم من هذا كله أني أطريه أو أريد ثناءً عليه؟!
يعلم الله... لا!
الذي أود أن أقوله: إنه من الممكن أن يكتب في أكثر (موضوعية) من الجمارك والمرور والبنوك والأخطاء المطبعية، إن أبا عدنان يقدر أن يكتب في مواضيع أكثر أهمية من ناحية الأدب الخالص؛ ويستطيع أن يكتب أكثر من (رجل وعمل) بل أكثر من رجال وأعمال.. ثم إن أسلوبه مستقيم خير استقامة، ومعتدل أتم اعتدال.
إن المواضيع السهلة التي يكتب فيها لن تخلد، إنها تقرأ ثم تنسى مثل مقالات بعض كتّاب الصحف، باعتبار أنها كلام وقتي يعبر عن حالة وقتية تنتهي بانتهاء حالتها!
ولذلك فإني لا أريد لأخي العريف أن يكون صحفياً فقط يكتب عن الحالات العامة التي يحسن أن يكتب فيها كل قارئ.
القراء يكتبون!
حقيبة البريد!
شكاوى وطلبات.. إلى آخر ما يحتمله هذا الموضوع!
الذي أريده من أخي العريف، ولو حتى في همسة اليوم، أن يعقب على مقال أدبي فيحلله، أو ينقده، أو يثني عليه، أو يفصِّل منه ما كان مجملاً، أو يوضح منه ما كان مشكلاً..
ذلك لأني أعرف كل المعرفة أن أخي العريف أديب كل التأديب، يضاف إلى ذلك كمال الأداء، كالماء المترقرق في الأسلوب، والتضلع التام في الأدب العربي القديم، وهو تضلع تفتقده بحالة مضحكة مبكية في أمثال إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي وأمثالهما من الكتّاب المشهورين بحق أو بدون حق!
كل طلبي من أخي العريف أن يولي الأدب شيئاً من عنايته، أو قليلاً من رعايته، فأما الكتابة في العاميات وأحوال المجتمع فإنها بسيطة.. ويستطيع أي قارئ عادي أن يكتب فيها بكل استقصاء!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :256  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 19 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.