شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أعمال كثيرة (1) ؟؟
قصة متخيلة والحوار منقول فيها من العامية إلى الفصحى
المكان: غرفة رئاسة دائرة من الدوائر. ثلاثة مكاتب أنيقة تتناثر حولها الكراسي للزوار والمراجعين، وهم كثيرون بين قائم وقاعد.
الزمان: الساعة الرابعة والنصف بالحساب العربي.
مدير المكتب رجل طويل أنيق الهندام، أبيض، استطاعت لحيته أن تحتفظ بفلول منها هنا وهناك بعد الحلاقة والمطاردة.. يدير التلفون ويتناوله: هالوا.. ها.. يا سنترال. هات عبد الحميد أحمد المقاول من فضلك، مسألة هامة.
يلتفت إلى المراسل: هاتوا قهوة أو شاياً.. شيئاً مما يشرب، إني منذ الصباح لم أتناول أي شيء.
المراسل يذهب عدواً في طلب الشاي أو القهوة.
المدير -والسماعة على أذنه-: كيف حالك يا أبا هلال لنا مدة لم نرك، لماذا؟
أهكذا يصنع الزواج؟
ويتحرك أحدهم أمامه، فيبادر المدير قائلاً: الله أأنت هنا؟ تعال يا شيخ، شد ما تتدلل. تفضل هنا.. الكرسي بجانبي.
هالو.. هالو.. لا يرد الخبيث. آه هذا صوته، يا أخي أين عبد الحميد أحمد المقاول؟ نصف ساعة، والسماعة في أذني، أين الشاي، أين القهوة؟ أتريدون أن نصوم اليوم؟
أحد المراجعين: يا سيدي أرجوكم إنهاء موضو..
المدير: اسمع يا سنترال، إذا كنت لا تريد أن تأتيني بعبد الحميد أحمد فدعني أضع السماعة! خذ الشاي يا صالح أفندي.. أبدأ.. لن آخذه قبلك. "للخادم" يا أخي صب الشاي للناس! أنعلمكم حتى عن كيفية صب الشاي للناس.. عجيب؟
هالو.. نعم.. عبد الحميد؟ أهلاً وسهلاً، يا أبا هلال أراك لا تشرب شاياً، ألا يعجبك؟
أبو هلال، عفواً يا سيدي، ولكني آ...
المدير: نعم يا عبد الحميد.. سامع نعم؟ يا ناس ما هذا الحر الشديد؟ هات مروحة يا ولد. أتقول لي يا صالح؟ تالله لقد أوحشتنا!
صالح: جمالكم يا سيد..
المدير: ماذا يا عبد الحميد؟ إني لا أسمعك.. ألو يا سنترال. لا تقطع المحادثة يا أخي أبا هلال إذاً دع مسألتك لا تفكر فيها.. اذهب لا تهتم.. ها يا عبد الحميد طيب.. يا ولد اسقني أكاد أموت من العطش والحر، لم تحدثنا يا صالح عن حكايتك يوم سافرت إلى مصر، وعلى ذكر مصر.. أين نزلت هناك؟
صالح: في لوكاندة.
المدير: عبد الحميد؛ أغرب ما في الأمر أني لا أفهم مما تقول شيئاً!
بعض الحاضرين: حقيقة، إن بعض التلفونات لا يكون الكلام فيها واضحاً!
المدير: بلا شك، وطالما لقيت العنت في ذلك وكيف تزوجت يا أبا هلال؟
أرجو أن تكون مسروراً.. يا ولد هات ماء.. أحس بالتهاب في أحشائي. كنت مرة مسافراً إلى الأحساء، وأدركنا الظمأ في النفود، وليس معنا إلاّ الماء الكافي للسيارة، وكنا.. (يضحك، فيضحك له الحاضرون).. أما أنك يا عبد الحميد مضحك! ماذا تقول؟ لا. لا أسمع سأ... (يلتفت إلى صالح الذي يجلس بجانبه) عفواً يا أخي نسيناك. عمل مربك، وأشغال لا آخر لها.. هكذا شأننا كل الأيام.
صالح: كان الله في عو...
المدير: يا ولد أين القهوة؟ إن جئتم بشاي، لم تأتوا بقهوة، وإن أتيتم بقهوة لم تأتوا بشاي ما أغرب هذا الأ...
آه افتكرت، يا ولد.. ألم يأت مصطفى عمر صباحاً يسأل عني؟
من يا سيدي؟
المدير: عمر مصطفى. آ.. مصطفى، مصطفى عمر.. يا عبد الحميد لقد أطلتها بلا جدوى. زننن.. زننن في أذني، وأنا لم أفهم شيئاً.. والسماعة أثقلتني، دعها في فرصة أخرى. إن لديَّ معاملات و [أعمالاً] (2) لا تدعني أفرغ لأحد.. آ..
عليكم السلام.
(الساعة السادسة). يضع المدير السماعة، فتعود إلى قواعدها، والآن يا صالح ويا أبا هلال تغديا معنا، يا ولد هات السيارة (ينهض متذمراً، وهو يقول):
أف ما أشد وطأة الأعمال! لا يستطيع أحدنا أن يحك أذنه.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :477  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 129 من 182
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج