شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
رسالة من الأدب "الصيني" الذي لا ينكسر (2) (1)
من كتاب منشبسوس.. بقلم: توفو
مولاي "تشو -شاي":
بالأمس، وقد كنتم في حديقة "شان -واي" قعدت أتأمل تلكم الجلالة.. ونظري في غاية الخشوع.. وأنا في منتهى الخشوع.. ووجدت نفسي -يا مولاي- ذرة من الرمل في صحاري دهنائك، أو غباراً قد يطير أو لا يطير من مؤخر حذائك!
إن الحديقة التي جمعت بين أرضي المتهالكة، وبين سمائك العالية.. هذه الحديقة، لقد تولدت فيها بذرة صغيرة متفائلة.. تقول: متى أرقى إلى سمائك يا مولاي تشو -شاي؟
قلت في نفسي.. وهل لي نفس تتروح إلاّ بمولاي.. قلت يجوز أن مولاي رأى أن ينظر إلى عقب حذائه، وإنه لنظر كريم.
عقب هذا الحذاء الذي يتمرغ في أوحال الأرض.. ينظر إلى مولاي وهو يتبختر بين الكواكب العظام في السماء.
الشمس.. القمر.. الجوزاء بنات نعش وأبوها، كل ذلك إنه يلهث حتى يصل إلى أسماعكم شيء من ابتهالاته.
كانت الحديقة ممطرة وكان الجو بديعاً، وهذه الخنفساء التي تدب على الأرض متى يقدر لها أن تنظر إلى آفاق السماء؟
"تشو -شاي" هل تبصر وأنت في عليائك حشرة ضئيلة تزحف على أرضك الفيحاء.. وهي تتطلع إلى سماواتك العليا بأحداق ضفدع صغير يتمرغ في حمأة حقيرة؟
إني ألهج باسمكم العظيم حرفاً حرفاً مع التوقير والإجلال، ولا يمكن أن أنطق به كاملاً فإني أختلج من دون ذلك.
من يستطيع أن يلفظ اسمكم العالي المتسامي بكماله، إلاّ إذا كان في غيبوبة عن نفسه الوضيعة.
يا-بو
6-ق.م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :512  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 124 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ خالد حمـد البسّـام

الكاتب والصحافي والأديب، له أكثر من 20 مؤلفاً.