شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النساء (1)
أعرفه كثير المرح فياض البشاشة بسام العشيات، ضحاك البكرات، لو قذف في نار لاحترق وهو يقهقه.
أما اليوم فقد راعني منه أن الغم قد بسط سرادقه على وجهه، وقد بدا كما لو كان قائماً لتوه من القبر ينفض التراب عن حر وجهه.
وعجبت بل ذهلت، فإن صفحة وجه الإنسان لا يمكن أن تتبدل بهذه السرعة إلى النقيض، إلاّ إذا حدث خطب فظيع يؤز شعور الإنسان من أعماقه.
وكان واجماً ساهماً حينما قلت له في لهفة:
ماذا حدث ويحك؟
فاختلط شهيقه بزفيره، وقال:
لقد حدثت خصومة بيني وبين أخي فلان!
قالها، وكأنه يؤجج خلال هذه الكلمات المعدودات سعير نار!
وكنت أعرف أنه له إخوة أشقاء، فأما أخوه فلان هذا الذي اختصم معه فهو أخ له من أبيه فقط، ولكنه -وهذا عجيب- أحب إليه وآثر عنده وأقرب إلى نفسه من سائر أشقائه.
قلت له ولهفتي تزداد:
ولكن ما السبب؟
قال وكأن عبارته تغرورق بالدموع: النساء.. زوجي وزوجه!
اللعنة.. النساء أي والله النساء!
أحياناً يثرن متاعب التفكير، وأحياناً يصبحن كأي جنس واطئ لا يستحق حتى عناء التأمل.. وأحياناً.. ماذا أقول؟
وتذكرت قول الله سبحانه وتعالى فيهن، وخطر على بالي بعض الأحاديث النبوية الواردة بشأنهن، وتواردت على ذهني خلال لحظات صور من أقوال الشعراء والحكماء والفلاسفة فيهن.
إنهن النساء وكفى.
ولم يعلق بذهني بعد كل ذلك إلاّ بيت لأبي الطيب المتنبي يقول فيه:
ومن خبر الغواني.. فالغواني
ضياء في بواطنه ظلام (2)
 
طباعة

تعليق

 القراءات :459  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 112 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.