شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة
00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشعر (1)
ما هو الشعر؟
إن تعاريف الشعر أكثر من أن تُحصَى بكل لغة:
هل هو تواجدٌ انفعالي يحدث في النفس، فيهزها ويقلقها، حتى يلفظه التعبير متنفساً به أو عنه؟!
هل الشعر محبوس كلُّه في عاطفةٍ قلبية؟!
هل الشعر حركةٌ عقليةٌ تحلل معضلات الموت والحياة، والأشواق والآلام، وحالات التسامي الروحية وحتى دركات الانحطاط البشرية؟!
هل الشعر شيء من هذا، أو هو كل ذلك؟!
معنى واحدٌ خطر في ذهن أبي العلاء المعري كطيف سار لاح لنائم فأطلقه، في هذا البيت:
تقِفُونَ والفَلَكُ المُسَخَّرُ دائِبٌ
وتُقدِّرون فتضحك الأقدارُ (2)
ثم يأتي بعد ذلك ابن هانئ الأندلسي فيفصل ما أجمله المعريُّ (3) مع شيء من التفويف والتفريع ويقول:
إنّا -وفي آمالِ أنفُسِنا
طولٌ وفي أعمارنا قِصَرُ
لنَرى بأعيننا مصارِعَنا
لو كانت الألبابُ تَعْتَبِرُ
خَرَستْ -لعَمْرُ اللَّه- ألسنُنا
لمَّا تكلَّم فوقها القَدَرُ (4)
وقد يُقال: إن أمثال هذه المعاني ليست من مقاصد الشعر الأساسية.
أما أنا فأقول: إن هذا هو لبُّ اللُّبابِ من الشِّعر.. فالشعر مُشْتَق من الشعور بكل ما يقع في أغوار النفوس وأواجها، أو كل ما يتغلغل إلى الأرواح والأذهان، فيتسامى بها أو يُسِفُّ.. ويُسْعِدُها أو يُشقِيها.
وإلاّ فما هو الشعر إذن؟!
هذا ما آثرت أن أقدم به اللون الضئيل من شعري، مجموعاً في هذه الباكورة للقرّاء، راجياً أن لا تُعقم بإذن الله.
 
[1] المصدر: ديوانه "أجنحة بلا ريش"، ط1، الرياض: دار اليمامة، 1389هـ، ص13، وانظر كذلك الطبعة الثانية، الطائف: النادي الأدبي، 1397هـ، ص13، وكذلك ديوانه "الطائر الغريب"، الطائف: النادي الأدبي، 1397هـ، ص7.
[2] انظر: لزوم ما لا يلزم، 1/454.
[3] الاستنتاج غير صحيح؛ لأن ابن هانئ (ت 362هـ) متقدم على المعري (ت 449هـ).
[4] انظر ديوانه، ص166.
طباعة

تعليق
 القراءات :452  التعليقات :0
 
الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 101 من 144
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.