حفل التكريم |
كلمة الإفتتاح |
افتتح الشيخ عبد المقصود خوجه الأمسية بالكلمة التالية: |
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، وخاتم رسلك وأنبيائك، سيدنا محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه الكرام الطاهرين. |
الأحبة الأفاضل: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: |
يُشرف أمسيتنا هذه الليلة ضيف كبير عزيز، تجشم مشقة السفر من أرض الكنانة، ليفيض علينا من غزير علمه، وصافي بيانه.. وباسمكم جميعاً أرحب أجمل ترحيب بضيفنا الكبير، سعادة الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، وبرفيق دربه وصنو روحه، سعادة الأستاذ الدكتور عبد العزيز شرف، أستاذ الإعلام، ورئيس القسم الأدبي بجريدة الأهرام.. وأهلاً وسهلاً بهما في بلدهما الثاني، وبين محبيهما وتلاميذهما الكثر. |
وإذا حاولت أن أزيدكم تعريفاً بضيفنا الكبير، أكون كمن يحرث في البحر، أو كَبَاسِطِ كَفَّيهِ إلَى المَاءِ لِيَبلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ، ذلك أن العَلَم الذي نحتفي به الليلة، أكبر من أن تستوعبه كلمات، أو صفحات، وسأكتفي هنا بذكر ما كتبه عنه أحد علمائنا وأساتذتنا الأفاضل الذين رحلوا إلى دار البقاء، وسأبقي اسمه حتى نهاية مقاله، لتتضح لكم مكانة ضيفنا، ووزنه بين عمالقة الفكر والأدب في العالم العربي، حيث قال علامتنا الفقيد، عليه رحمة الله: |
"هو أعرف من أن يُعرَّف".. إذ يعتبر علماً بارزاً من أعلام الفكر المعاصر، بل هو من أعلامه في المقدمة، بل لا أعتقد أن هناك مؤلفاً معاصراً، بلغت مؤلفاته في الأدب والتاريخ من الوفرة والغزارة، ما بلغت مؤلفات الأستاذ الجليل الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي.. مع إتسامه بإطلاع واسع، وتحريه الدقة والشمول، والاستيعاب، والاستقصاء، ما وسعه إلى ذلك سبيل. |
وفي حسباني، أنه لو كان لغزارة الفرد في الإنتاج الأدبي جائزة معينة، لفاز الدكتور خفاجي بلا شك بهذه الجائزة دون منازع! |
وما دامت مؤلفات الدكتور خفاجي، حيث هي من الوفرة والجودة والشهرة، في هذا المكان المرموق المعروف جداً،"فهو كما قلت أعرف من أن يعرف". |
إن شهادةٌ مثل هذه الشهادة القيمة يعتز بها بالتأكيد كل أديب، سواء حصل عليها من صديق، أو من كاتب عادي، أو من تعليق عابر.. ولكن عندما تأتي هذه الشهادة بحذافيرها من معالي أستاذنا الفقيد (عبد العزيز الرفاعي - رحمه الله)، يكون صداها مختلفاً، ووقعها في النفس كبيراً، ورنينها في الأذن متصلاً.. فهذان علمان عرف أحدهما الآخر، وكلاهما أَعْرَفْ من أن يُعَرَّف، وبالتالي ينطبق علي المثل القائل: "قطعت جهيزة قول كل خطيب".. فما للحديث طائل بعدما استمعتم إليه.. غير إضاءات تتضاءل - رغم عظم محتواها - أمام ضيفنا العملاق، وشهادة أستاذنا الرفاعي [رحمه الله]، الذي لم يجامل أحداً طوال حياته على حساب الأمانة العلمية. |
لقد تخرج على يدي ضيفنا الكبير أجيال من الأساتذة والدكاترة، وأختارته مختلف الجامعات المصرية والعربية عضواً مناقشاً في رسائل الماجستير والدكتوراه، وحكَّمته جامعات عربية كثيرة في فحص النتاج العلمي للمرشحين لوظائف الأستاذية في أقسام الأدب. |
كما أن المحتفى به رئيس لأقدم جمعية ثقافية وأدبية في مصر وهي "رابطة الأدب الحديث" بالقاهرة، التي مضى على إنشائها أكثر من ستين سنة، وقد رأسها أمير الشعراء أحمد شوقي، والدكتور أحمد زكي أبو شادي، والدكتور إبراهيم ناجي، والناقد مصطفى السحرتي.. وقد كتب عن إنتاجه الأدبي بعض المستشرقين، وسجلت رسائل جامعية في مصر وتونس والجزائر والسعودية عنه وعن أدبه. |
وقدم ضيفنا الكبير عدداً ضخماً من مؤلفاته للمكتبة العربية، ولا عجب في ذلك، فهو أديب وناقد، ومؤرخ للأدب العربي، وشاعر له خمسة عشر ديواناً مطبوعاً.. وشملت مؤلفاته عدة أبواب منها الأدب، والنقد، والبلاغة، واللغة، والبحوث الأدبية، والتصوف، والإسلاميات، والتاريخ، ومناهج البحث.. ولعل من المشهور في مؤلفاته ما يشبه السلسلة من قصص الأدب: فقد أتحفنا بقصة الأدب المهجري، وقصة الأدب في الأندلس، وقصة الأدب في مصر، وقصة الأدب في ليبيا، وقصة الأدب في الحجاز، وقصة الأدب المعاصر، وعشرات من الكتب الأخرى بما فيها موسوعة ألفاظ القرآن الكريم، وما حققه من أمهات الكتب، وعيون التراث. |
أيها الأحبة: إننا في حضرة أستاذ عالم فاضل، من بقية الناس.. وكل دقيقة بجواره تمثل قيمة حقيقية، يصعب التقليل من شأنها: وما أحرانا جمعاً أن نتيح له أكبر قدر من الوقت ليحدثنا عن قصته الرائعة، وكفاحه الطويل مع اللغة والتأليف والبيان، لنوثق من خلال هذه الأمسية مسيرته بلسانه، لتكون نبراساً لأجيال من شباب أمتنا العربية، فهم أحوج ما يكونون لترسم خطى مثل هؤلاء الكبار. |
ويسعدني تذكيركم أن ضيفنا القادم سعادة الدكتور زاهر بن عواض الألمعي، الأديب والكاتب المعروف، وعضو مجلس الشورى.. آملاً أن نحظى بلقائكم مجدداً للاحتفاء به.. سعيداً بتشريفكم. |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
|