الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

(( كلمة لسعادة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الهدلق

عميد كلية الدراسات العليا بجامعة الملك سعود ))

- بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله، شكراً جزيلاً لراعي هذا الحفل الأستاذ المفضال عبد المقصود خوجه على هذا التكريم الذي يقوم به في الاثنينية التي طارت شهرتها في شرق المملكة وغربها وشمالها وجنوبها.. وأظن أننا لو استقبلنا من أمرنا ما استدبرنا نحن الذين جئنا من الرياض فإنه كان ينبغي لنا أن نتصارح، وأن يسأل كل واحد منا صاحبه عما يريد أن يقوله عن الدكتور الضبيب، أقول هذا لأن ما سأقوله قد تعرض له كثيرون، والذي أحرق الورقة التي سأقدمها هو عريف هذا الحفل لأنه قد قرأ عليكم سيرته الذاتية وهي التي غرفنا منها جميعاً.. أقول ما أن يُذكر معالي الدكتور أحمد بن محمد الضبيب في مجلس من المجالس حتى ينصرف الذهن رأساً إلى العلم وإلى الجامعة وما يتصل بها من أمور أكاديمية وأدبية فهو رجل قد عشق العلم منذ الصغر رباه والده على حب العلم وعلى الجد والمثابرة وربطه بالكتب منذ أن كان في عمر ينصرف فيه عادة من هو في مثل سنه عن الكتب وما اتصل بها إلى أمور هي أكثر إغراء وأخف على النفس، لقد كانت لوالده رحمة الله عليه مكتبة منزلية تضم عدداً طيباً من المصادر الشرعية والأدبية نشأ ابنه على التزود منها، والنهل من معينها، ومن هنا نشأ الدكتور الضبيب عاشقاً للتراث مهتماً بدراسته ورصده.

- وتتبع السيرة الذاتية والأدبية للأستاذ الدكتور أحمد الضبيب أمر يطول شرحه لو حاولنا الوقوف عند تفاصيلها ولهذا فإننا سنكتفي بإشارات موجزة لعلها تكون مناسبة لمثل لقائنا في هذه الليلة المباركة.. وأغفروا لي أيها الأخوة الكرام إن أنا كررت شيئاً ولو كان كثيراً مما قاله الزملاء فإن للتكرار في اللغة العربية دلالة وهو أنه يؤكد ما اجتمعنا لنقوله.. الدكتور الضبيب التحق في مطلع شبابه بالمعهد العلمي السعودي بالمدينة المنورة وهناك بدأت تتفتح مواهبه حيث نجده يبدأ في قرض الشعر ويساهم به في الحفلات التي كان يقيمها المعهد العلمي بالمدينة فقد ذكرت صحيفة البلاد السعودية أنه قد ألقى قصيدة في حفل مشترك أقامه المعهد العلمي والمدرسة الثانوية في عام 1374هـ.. وبعد تخرجه من المعهد العلمي التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة، ومن هناك أخذ يبعث بمقالات عن أبي الطيب المتنبي إلى صحيفة الرائد السعودية التي كان يرأس تحريرها الأديب عبد الفتاح أبو مدين .. وبعد عودته من البعثة في مصر عين معيداً بكلية الآداب بجامعة الملك سعود في عام 1380هـ، ثم ابتعث إلى ليدز ببريطانيا حيث حصل منها على الدكتوراه عام 1386هـ كما قيل، وكان موضوع الرسالة هو ما سمعتموه من عريف الحفل، وبعد عودته عمل مدرساً بقسم اللغة بكلية الآداب وتدرج في السلم الأكاديمي حتى حصل على درجة الأستاذية كما أنه تدرج في السلم الإداري بقسم اللغة العربية إلى عميد شؤون المكتبات، فوكيلاً للجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي، ثم مديراً للجامعة، وقد شغلته الأعمال الإدارية كثيراً ولكنها لم تستطع أن تصرفه عن البحث العملي والكتابة الأدبية فقد كان يسترق الوقت ليخلو بنفسه في مكتبته العامرة يؤلف ويبحث، حتى أخرج للناس كتباً علمية رائدة في مجالاتها، من هذه الكتب ما ذكره العريف، كتاب الأمثال لأبي فيد مؤرج العمر السدوسي، وقد ترجم إلى العربية كتاب الدكتور جوستون "دراسات في لهجات شرقي الجزيرة العربية" ونشرته له جامعة الملك سعود، وأيضاً آثار الشيخ محمد بن عبد الوهاب سجل ببلوجرافي، كما نشر مؤلفات على مرافئ التراث، وهو يحتوي على عدد من الأبحاث التي نشرها فيما يتعلق بعدد من الموضوعات الأدبية، وله كتاب خفيف الظل جداً وهو الأعمش الظريف، لأنه يتحدث عن هذه الشخصية الفكهة المرحة الذكية اللماحة، وأيضاً له كتاب عن بواكير الطباعة والمطبوعات في بلاد الحرمين، وله أوراق رياضية.. وهناك كتب أخرى يقوم الدكتور الضبيب بإعدادها للنشر من ضمنها إخراج نسخة محققة تحقيقاً علمياً لكتاب مجمع الأمثال للميداني، هذا كتاب قد حُقق من قبل لكنه حققه تحقيقاً جديداً، وله كتاب عن حركة إحياء التراث في المملكة العربية السعودية.

والأستاذ الدكتور الضبيب مثل ما ذكر صديقنا الأستاذ الدكتور الحازمي صاحب أولويات وريادات، صدقوني لم أكن قد اطلعت على ورقة الدكتور منصور.. اتفقنا على أن له أوليات فقد أسس بعد عودته مباشرة من البعثة جمعية اللهجات، وأيضاً متحف التراث، وأهلته شهرته الأكاديمية والأدبية لأن يصبح أول أمين عام لجائزة الملك فيصل منذ إنشائها عام 1379هـ إلى أن أصبح وكيلاً للجامعة في عام 1406هـ كما أهلته منزلته الأكاديمية لأن يصبح عضواً في عدد من المجالس واللجان من بينها مجلس الآثار والمجلس الأعلى للإعلام وهو عضو في أكاديمية المملكة المغربية منذ إنشائها في عام 80 عضو مؤازر في المجمع العلمي العراقي وعضو المجلس الاستشاري بمركز الدراسات العربية في جامعة جورج تاون بواشنطن.. والأستاذ الدكتور الضبيب يحمل ميدالية الاستحقاق من الدرجة الأولى من المملكة العربية السعودية، هذه نبذة مختصرة عن السيرة العلمية والإدارية للأستاذ الدكتور الضبيب أما الجوانب الأخرى في حياته وعلاقاته بزملائه وطلابه فالحديث عنها ممتع وشيق وأنا وإن لم أكن من زملائه في فترة الدراسة فإني قد عرفته منذ ما يقرب من إحدى وثلاثين سنة، وهذا الحديث الشيق يحتاج إلى وقت طويل لا تتسع له هذه المساهمة القصيرة في هذه المناسبة الكريمة.

متعك الله بالصحة والعافية يا أبا عمرو، وباسم هذه الوجوه الكريمة الحاضرة في هذه الليلة أحييك وبارك الله في من دعا إلى هذا الاحتفال الرائع وشكراً له من الأعماق احتفاءه بأهل الأدب والفضل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

طباعة

تعليق

القراءات :809

التعليقات :0

صفحة 40 من 146

من ألبوم الصور

المزيد >>

من أمسيات هذا الموسم

بتاريخ: 11/05/1436ھ الموافق: 03/02/2015م

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.

المزيد >>