القوم قومكِ والبنون بنوك |
والطامحون إلى العلا أهلوك |
إن جدَّ جِدُّ الأمر يا "سورية" |
فهم الذين جنودُهم تحميك |
وإذا الوغى قد صاح صائحُها فلا |
تدعو الوغى إلاّ وقد جاءوك |
للقدِمُون ولم يكن بالمُمترى |
في بأسهم كلاًّ ولا المشكوك |
الحافظون ذِمارَ أمةِ يعرب |
وطنيةً بجلالها وسموك |
* * * |
(جَيْرون) يا دار الأعزة والألى |
بين الممالك في الذُّرى رفعوك |
كم في الحوادثِ من مآثرَ جمة |
للنابهين النابغين بَنيك |
والعبقريةُ والحماسةُ والنُّهى |
صَدَقَ الذين بهن قد وصفوك |
* * * |
المُلك مُلكُ بني أمية ناطقٌ |
عن أَمْسِكَ الزاهي وعن ماضيك |
والسؤددُ العربيُّ والتاريخ قد |
شهد المحاسنَ في رُبَى واديك |
والمشرفيةُ قد رَوَت وتحدَّثتْ |
عن عِزة قعساءَ تكمنُ فيك |
صفحتك الغراءُ كم قد أنبأت |
عن مجدِ أقيالٍ وعِز ملوكٍ |
أدمشق يا بلدَ الكرام ومَعقل الـ |
أبطال في يوم القنا المشبوك |
يا موطن الأحرارِ والسادات مِن |
من أهلِ الوفاء إذا دعا داعيك |
يا مطمحَ الآمال للعَرَب الألى |
بحَنانهم وبعَطفهم رَمقوك |
أنت الفريدةُ بالسماحةِ والندى |
بالفضلِ والعلياء قد عَرفُوك |
إن هبَّ في أرض الجزيرة مَعشر |
فالسابقون إلى الأمام ذووك |
أو ثار من بين الأعارب ثائرٌ |
فالثائرون الأَولون بنوك |
* * * |
اليوم أظهرتِ الفخار مُجدَّداً |
لزعانفِ الغَرْبِ الأُلى ساءوك |
أبناء (أطرشَ) صيَّروها نهضةً |
عربية عرباء في ناديك |
الذائدون عن الحياض همُو ومَنْ |
يوم اللقاء جموعُهم تحميك |
الموطِنُ القوميُّ ليس شعارهُ |
ينْسَى وليس حماه بالمتروك |
كيفَ السبيلُ إلى تحامي فتنةٍ |
هم يا دمشقُ بسهمها رشقوك |
المعجبون بعصرهم قد أرهقوا |
والوارثون العدلَ قد خانوك |
ظلموك يا فخرَ المدائنِ إنهم |
لو أنصفوا الوجدانَ ما ظلموك |
ظلموك يا أرض الكماةِ وما دروا |
أن الحميةَ في نفوس بنيك |
* * * |
أين الحضارة والتمدنُ ينظرا |
ن بأرض (جِلّقَ) للدم المسفوك؟ |
أين الحضارة والتمدنُ يحكما |
ن حيال هذا المنهج المسلوك؟ |
* * * |
نيرون
(2)
هذا العصرَ ويحك ما الذي |
قد رُمْتَ حين سلكتَ شر سلوك |
أحسبت أنك قد مُنحت تحكماً |
كتحكم الملاك بالمملوك |
الشام يا (ساراي) ما ضَمْتْ سوى |
نَدْبٍ تسامى في الورى ومَليكِ |
الشام يا (ساراي) مَعقلُ أمة |
بنيانُه ما كانَ بالمدكوك |
* * * |
يا شام حسبك مفخراً في الشرق أنَّ (م) |
بنيك قد نهضوا لكي يرضوك |
إنْ الرجال اليوم أقبَل جمعُهم |
متهافتين لكل مَنْ يرميك |
الناثرون أيا دمشقُ شعارُهم: |
"الحزمُ والإقدامُ" مُذْ جاءوك |
* * * |
كلُّ الأماني فيك يا سورية |
هيهاتَ نحن العرب أن نَلوك |
* * * |