شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الإسلام والعصر الحديث
تأليف الأستاذ وحيد الدين خان
ترجمة الأستاذ ظفر الإسلام خان
مؤلف هذا الكتاب مفكر إسلامي معروف.. صدرت له عدة كتب قيمة في السنوات الأخيرة.. كان لها أوسع صدى.
من هذه الكتب: "الإسلام يتحدى" و "الماركسية التي رفضها التاريخ" و "المسلمون بين الماضي والحاضر"؛ و "الليبرالية في العالم الإسلامي".
يشتمل الكتاب على أربعة فصول رئيسية.. عنوان الفصل الأول منها: "الثورة الفكرية قبل الثورة التشريعية" والثاني بعنوان: "إمكانيات لم يستخدمها العالم الإسلامي"، والفصل الثالث عنوانه: "الإيمان والحركة الإيمانية"، أما الفصل الرابع والأخير فعنوانه: "نحو بعث إسلامي".
في الفصل الأول، يركز المؤلف على وجوب إيجاد حركة فكرية إسلامية -يصفها بالثورة- توقظ العقول الإسلامية الهامدة الراقدة من ناحية.. وتخلق جواً عالمياً من ناحية أخرى لتقبل فكرة حكومة إسلامية في المجتمع الدولي..
ولا يفوته أن يشير من خلال فصول الكتاب بصورة عامة إلى أن الإسلام لا يواجه أعداء من الخارج فحسب.. بل هناك جيش من الطابور الخامس داخل صفوفنا يهدم أسسنا الدينية والفكرية والحضارية والأخلاقية بمعاول هدم استعارها من مستعمري الغرب، ومستشرقيه.. إن هؤلاء المتغربين أو المتفرنجين يصرون على تحديث الإسلام وتغييره في ضوء مفاهيمهم ومناهجهم المستوردة.
وفي الكتاب آراء نيرة وملاحظات سديدة.. ومقترحات جديرة بالعناية والاهتمام، وإمعان النظر.. وفي هذا العرض نتناول بعض الفصول:
شاءت البلدان الإسلامية، عقب تخلصها من الاستعمار الغربي أن تحصل على نصيبها من النهضة الحضارية.. ولا نريد أن نناقش هنا أهمية هذه النهضة في الإسلام.. بل نشير إلى أن هناك سبيلين للدخول إلى هذه النهضة، أحدهما يكمن في أنموذج الصين، والثاني في الأنموذج الياباني..
بالنسبة للأنموذج الياباني.. يقول المؤلف: ".. دفعت اليابان ثمن ضعفها بل تحطمت على أيدي الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، ثم واجهت قضية الدخول إلى ميدان النهضة التمدنية، وكانت اليابان مضطرة إلى الاستمرار في علاقاتها مع أميركا، وقد استخدمت اليابان هذا الاضطرار بأن حاولت النهوض بصناعاتها وتعليمها إلى أعلى المستويات.. ولم تنظر اليابان إلى الدولارات الأمريكية المتدفقة عليها أنها وسيلة لشراء الترف من الخارج.. بل سخرت كل قوة البلاد لإنهاض العلوم والصناعة والتكنولوجيا اليابانية.
وقد استغرق تنفيذ هذه الخطة عشرين سنة في اليابان..
وفي هذين العقدين من الزمن حول اليابانيون بلادهم إلى يابان جديدة تختلف اختلافاً كبيراً عن التي دمرتها القنابل الأمريكية..
وإمكانيات اليابان اليوم، تتحدى أمريكا نفسها.. والمراقبون الذين كانوا قد أصدروا وثيقة الموت لليابان قبل ربع قرن فقط يتنبأون اليوم بأن القرن الحادي والعشرين سيكون قرن اليابان.. مثلما اقترن هذا القرن بأمريكا والاتحاد السوفييتي.
لقد تمكنت اليابان من تحقيق التفوق التجاري على أمريكا، وهي لا تزال خاضعة لها.. وبدأت الصحف الأمريكية تنشر مقالات تتساءل فيها: كيف نواجه الحملة اليابانية التجارية؟".
وماذا عن العالم الإسلامي
.. أما العالم الإسلامي.. فقد حصل على السنوات العشرين نفسها التي حصلت عليها اليابان، ولكن النهضة التمدنية في العالم الإسلامي لا تعني سوى استيراد سيارات الغرب وتزيين بيوتنا بمواد مستوردة.. ونحن نصر على المضي على هذا المنوال ولو أصبح الاقتصاد الوطني مرهوناً لدى الأعداء.. إلى أن يقول:
إن التاريخ قد أتاح للعالم الإسلامي إمكانات جديدة.
إن دراسة العالم المعاصر تدلنا على أن فيضان النهضة المادية قد وصل إلى آخر مداه، وأنها غير قادرة على إعطاء السكينة لقلب الإنسان..
إن موجة من انعدام الثقة والطمأنينة النفسية تغزو كل العالم.
إن الدين ينهض اليوم من جديد في روسيا بعد نصف قرن من القهر وحركات الشباب الفوضوية في الغرب نتيجة لانعدام الطمأنينة.. ويطلق شباب اليابان اسم (ثقافة التجار) على ثقافتهم التي لا توافق سوى جزء من حاجة الوجود البشري.. إن داء القلق وانعدام الثقة قد غزا الجيل الجديد في العالم كله.
ثم يقول: إن هذه الأحوال تتيح فرصة ذهبية لحاملي دين الفطرة لإرواء عطش العالم.. وإظهار دين الله.. إنها أعظم فرصة أتيحت في التاريخ كله لنشر دين الله.. فنحن من ناحية نتمتع اليوم بأضخم وسائل الإعلام والاتصال.. ومن ناحية أخرى يبحث الإنسان المعاصر عن دين يستجيب لجميع مقتضيات وجوده.. بعد ضياع طويل في متاهات المادة.
ثم يقول: إن أقرب الطرق لظهور المسلمين في هذا العالم يمر بالدعوة وتبليغ كلمة الله، إنه الطريق الذي لن نحتاج فيه لفتح جبروت فارس والروم، بل إن كل أدوات الجبروت ستسلم أمرها للداعي طواعية..
إن قوة المسلم كائنة في الدين الكامل الذي أرسله إليه رب الكون ولو نهض المسلمون يدعون البشر إلى دين الله لاستسلم العالم كله لهم.. ليت الدول الإسلامية تتفهم هذا السر؟ وتبحث عن مواقع النفوذ لدين الله، بينما تبحث الدول الأخرى عن مواقع النفوذ بالدولارات ومن أجلها.. "إن قافلة الأمة الإسلامية المحطمة تبحث عن مستقبلها بمختلف الطرق"..
ولكن العجيب أنها لم تسلك بعد طريق الدعوة.. إن المستقبل الذي تبحث عنه الأمة الإسلامية لا يمكن الوصول إليه إلاّ عن طريق الدعوة..
نحو نهضة إسلامية
المسلمون مغلوبون على أمرهم في كل مكان.. وهم ضحايا الاستغلال في كل بلد..
ما الذي انتهى بالمسلمين إلى هذه الحالة المؤلمة؟
وهم الذين يملكون ألمع دين حضاري.. ويشكلون الآن ثاني أغلبية دينية في العالم؟
إن ألسنتنا مشغولة بتوجيه التهم إلى الآخرين..
ولكن السؤال الملح هنا: لم حدث هذا؟
لقد حكم المسلمون العالم أكثر من ألف سنة، فكيف وصل بهم الأمر إلى هذا الهوان الذي يعيشونه في عالم اليوم؟
إن الحقيقة الكبرى في كارثتنا هي أن ضعف المسلمين هو المسؤول عن فشلهم وسقوطهم.
إن هذا العالم عالم صراع ومواجهة.. ولا معنى للتباكي على الفشل، حيث يوجد الصراع والمواجهة.. فالفشل هنا هو النتيجة الحتمية لمن يثبت ضعفه في الصراع، ففي بداية النبوة أصبح العرب والعجم أعداء الدعوة الجديدة، ولكن الإسلام لم يسقط لمجرد عداوة هؤلاء.
إن استمرارنا في العويل والبكاء يعني أننا بصدد تضييع الفرصة الأخيرة -أيضاً- التي منحتنا إياها طبيعة العصر الحديث..
إن توجيهنا الاتهامات للآخرين يكشف عن أننا لسنا نواجه الفشل فحسب.. ولكننا نواجه الحماقة وقلة الحكمة في نفس الوقت؟ ألن يبدل شيئاً من بؤسنا.. إلاّ شيء واحد.. وهو أن نعمل لتقوية أنفسنا فنحن ضعفاء بحق أمام الآخرين.. ولذلك نحن مغلوبون..
وكيف نصبح أقوياء
إن القرآن الكريم يجيب على هذا السؤال:
وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ (الأنفال: 60)..
إن القوة هي القوة المرهبة، والأمر الإلهي يشمل كل سلاح يتصف بصفة "الإرهاب" وطريقنا كما تحدده هذه الآية الكريمة أن نحصل على القوة المرهبة تلك التي يستعيد بها الإسلام مجده وشوكته في هذا العصر.
إن العصر الجديد هو عصر التغيرات.. لقد تغير كل شيء في عالم اليوم، حتى مفهوم القوة نفسه قد تغير فلم تعد الخيول والسيوف والرماح رمز القوة، بل انتقلت قوة الخيل إلى ما يسمونه بقوة "الحصان" لقد أصبح العلم والتكنولوجيا رمزي القوة والتقدم، وفي الماضي كان رجل واحد يحكم.. أما الآن فالأمر قد تغير.. وتوجد أنماط مختلفة للحكم تلعب قوى متعددة دوراً هاماً في توجيهها.
.. إن نكستنا الراهنة ترجع إلى تجاهلنا التغيرات التي طرأت على العصر وإلى عدم امتلاكنا القوى الجديدة التي تمخضت عن هذه التغيرات، وعلى سبيل المثال: فإن جميع حركات النهضة التي قامت على امتداد العالم الإسلامي خلال المائة سنة الماضية لم تهدف إلاّ إلى هدف واحد -وقد أنفقنا في سبيل هذه الغاية ما لا يحصى من الوقت والمال والتضحيات، ولقد توصلنا تقريباً إلى هذا الهدف اليوم.. ولكن هل يتمتع المسلمون اليوم بنفس المكانة التي تمناها مجاهدو الحرية في أحلامهم بالأمس ولا جواب لهذا السؤال إلاّ بالنفي المؤكد..
... وخلاصة ما أريد أن أقوله: هو أن واقع الدول الإسلامية لم يتغير رغم كل التغيرات.. فنحن رغم انتزاعنا الحرية لم نتمتع بها في حقيقة الأمر.. والغرب -شرقيه وغربيه- لا يزال يحتوي دولنا الإسلامية، بفضل علمه وصناعته المتفوقة، وهو يفعل ما يريد لدرجة إبقاء حكوماتها أو تغييرها إن اقتضت مخططاته ذلك!
وهنا نأتي بمثال من معسكر غير معسكرنا يكشف خطأ برامجنا..
لقد تحطمت اليابان تحطماً كاملاً في الحرب العالمية الثانية، ودكت قنابل الحلفاء معالم "ناجازاكي" و "هيروشيما" و "طوكيو". والمدن اليابانية الأخرى.. ثم احتلت الجيوش الأمريكية أرض اليابان.. وهي لا تزال تحتل جزيرة "أوكيناوا" ولا تزال أمريكا هي المسؤولة الأساسية عن الدفاع عن اليابان بناء على المعاهدة التي أبرمت بين الدولتين بعد الحرب، وبدأت اليابان حياة جديدة بعد الحرب.. ولقد كان المزاج الشرقي العادي يقتضي إثارة حملة سياسية ضد الوجود الأمريكي لأن السياسيين عندنا يقولون: "جلاء الأجنبي المستعمر بداية لكل خير وطني".. ولكن اليابان اختارت طريقاً آخر.
لقد تجاهلت وجود الاحتلال الأمريكي وركزت كل جهودها على بناء الوطن من جديد وزادت من أهمية التعليم حتى أعطت المدرسين مرتبات الوزراء.. ومنحتهم صلاحيات وكلاء النيابة.. وكانت النتيجة أن أصبحت اليابان في عقدين اثنين من أكثر البلاد تقدماً في التعليم.. واليابان لا توجد فيها مناجم الحديد ولكن الشعب الذي تعلم لم يعد يضيع قطعة واحدة من حديد شفرة حلاقة أو مسمار مكسور فكل قطعة حديد تأخذ طريقها نحو المصنع لكي تظهر في صورة جديدة نافعة، وسار البناء قدماً بطريقة منظمة حتى أصبحت المدن المحطمة من أكبر مراكز الصناعة والتجارة في العالم وتقدمت الصناعة، والعلم، والتكنولوجيا حتى أصبحت منتجات اليابان تنافس المصنوعات الأمريكية في أسواق التجارة الحرة..
واستغلت اليابان نكبة الاحتلال الأمريكي أحسن استغلال كمظلة دفاعية ووجهت كل إمكاناتها نحو تعمير الوطن، وكانت النتيجة أن أصبحت اليابان خلال ربع قرن من أكثر بلدان العالم علماً وتقدماً وقوة في الاقتصاد.
وبعد أن تم لها كل هذا بدأت الحوار مع أمريكا. فكانت المطالبة اليابانية تقريراً لحق سبق فيه الحكم لصالح اليابان لأنها استخدمت في ذلك كل قوة وإمكانية أتاحها الزمن والعصر لها، ففوجيء العالم في أكتوبر الماضي بوزير خارجية اليابان يزور "أوكيناوا" لأول مرة ويعلن أن القوات الأمريكية ستجلو قريباً عن أراضي اليابان.
وهذا النموذج الياباني:
.. يؤكد معرفة رجالها معرفة كاملة بروح العصر الجديد.. بينما نموذجنا يخلو تماماً من تلك المعرفة بروح العصر..
وهذا هو السر في أننا لم نحتل مكاننا المناسب على خريطة العالم.. لقد أحرزت اليابان في ربع قرن من الجهاد الذاتي المكانة التي نجهد أنفسنا منذ ما يزيد على قرن في سبيلها دون الوصول إلى نتائج..
إن نموذج اليابان وظروفها مماثلة لكل الدول التي توجد فيها أغلبية المسلمين، فبينما تمكن اليابانيون من النهوض، والوقوف فوق أرض صلبة بتسخيرهم لكل إمكاناتهم المتاحة لهم ذاتياً.. بينما هذا.. ظللنا نحن عجزة متوكلين على عصا غيرنا.. ولم تزد بطولتنا عن أننا أصبحنا مجتمعاً استهلاكياً لكل ما ينتجه الغرب من آلات وأفكار!!
المسلمون.. وطبيعة العصر
... لقد تخلف المسلمون في كل مكان لأنهم أخطأوا في تفهم طبيعة العصر.. ولم يهيأوا أنفسهم مطلقاً كما تتطلبه روح العصر الجديدة هذه من انفساح.. ومنذ قرن كامل وثمة ضجة تثار في أرجاء العالم الإسلامي حول ما يسمونه "إحياء الإسلام" لكن الصخب الشديد قد انتهى بنا إلى حيث نحن الآن ملقون في غار الذل والعار.. ومما يزيد من عمق تعاستنا أن كل هذا الفشل لم يؤد إلى خلق شعور لدى المسلمين وإعادة الفكر فيما يجب عمله وفي الأسلوب الذي يجب اتباعه، وكل الشعارات والنعارات التي ثبت فشلها النهائي -بحكم شهادة التاريخ- لا زلنا نسمعها من حين لآخر في كلمة جديدة أو ثوب جديد!
... وفي البلاد الإسلامية المستقلة يوجد آلاف الأعمال التي يعتبر النهوض بها هو الرقي بالشعب، والارتفاع إلى مستوى القوة العصرية المطلوبة، ولكن حال هذه الأعمال يرثى له.. فإن جيوش هذه البلاد مشغولة بفتح بلدانها هي.. وما يمضي يوم إلاّ ونسمع في هذه البلاد عن محاولة جرت من جانب الجيش للاستيلاء على السلطة وتنتهي المحاولة "سلباً أو إيجاباً" بإراقة دماء مئات من الشخصيات التي كان يجب ادخارها لتعمير الأمة وبناء الوطن، وهناك إمكانات مدهشة لنشر الدعوة الإسلامية وتوسيع رقعة العالم الإسلامي.. واستغلال هذه الإمكانات الجديدة من نوعها في التاريخ يمكننا من دفع عجلة الإسلام إلى الأمام في نجاح لا يمكن تخيل أبعاده الآن لكن هذا الميدان الحساس للعمل الإسلامي لا يزال غير مطروق على الإطلاق..
وهذه الإمكانات التي سلف ذكرها تقتضي إحياء كفاح جديد في عالم الإسلام لتعطي لأجيالنا الجديدة الشعور الحقيقي بمعنى وجودهم: من هم؟ وفي أي عصر يعيشون؟ وماذا يجب أن يفعلوا حتى يحددوا مكانتهم اللائقة بهم في عالم اليوم؟
مركز إسلامي عصري
يتحدث المؤلف عن وجوب إقامة مركز إسلامي على نطاق عظيم، يكون مجهزاً بجميع الوسائل العصرية لنشر الأفكار حتى يصبح هذا المركز مصدر الطاقة المتفجرة للحركة الإسلامية العالمية بحيث يكون هذا المركز إسلامياً وعالمياً وعصرياً في نفس الوقت..
ثم يقول:
وسوف يقام هذا المركز بحيث يسوده جو إسلامي خالص، وهذا يعني أن يضم مسجداً ومكاتب وغرفاً للباحثين.
ونوجز فيما يلي الأعمال التي سيعنى بها هذا المركز:
1- إصدار مجلات عربية وأردية وإنجليزية وغيرها وهي مجلات لن تعنى بالأخبار، وإنما ستكون مجال الفكر الذي سيربط جهودنا المختلفة لتعريف أجيالنا بروح العصر ومتطلباته حتى نستطيع عن طريقها نشر الوعي للقيام بعمل جاد لبناء الأمة.
2- نشر الكتب الإسلامية إلى اللغات الأجنبية.
وعلى سبيل المثال فإننا نريد نشر طبعة للقرآن الكريم تجمع بين الترجمة والتفسير حتى يتمكن الرجل العادي من استيعابه في يسر وتسلسل.. ونريد نشر هذه الطبعة الميسرة بكل لغات العالم مثل طبعات الإنجيل المنتشرة في كل مكان بثمن رمزي.
وكذلك نريد نشر ترجمة للأحاديث النبوية على هذا النحو، ونريد أيضاً نشر كتاب في السيرة النبوية يكون بمثابة كتاب هاد للمثقف العادي خصوصاً من غير المسلمين.
3- نشر كتب تتناول قضايا العصر من وجهة النظر الإسلامية، وتعالج مبادئ الإسلام بعقلية غير مبهورة بالغرب.
وهذا النوع من الكتب يمكن رؤية نموذج له في كتابنا "الإسلام يتحدى" ومن الواجب أن نتوسع في تقديم أعمال من هذا الطراز على أوسع نطاق، وفي كل لغات العالم.
4- إعداد جيل إسلامي مثقف وعلى علم بكل اللغات القديمة والحديثة وبالحضارات والأديان وتدريبه على البحث حتى يمكنه نشر الدعوة الإسلامية في مختلف البيئات، وفي إمكانه في هذه الأثناء الحصول على درجات جامعية عليا في مختلف فروع المعرفة.
5- وسيضم المركز لذلك غرفاً للباحثين والطلبة المسلمين الذين يتمتعون بقدر من الامتياز والذين يختارهم المركز لتنشئتهم نشأة إسلامية صحيحة.
6- تبادل زيارات المفكرين والكتّاب الإسلاميين بين مختلف البلدان لا سيما بين بلدان العالم الإسلامي لتهيئة مناخ إسلامي عالمي يساعد على تنشيط العقول الإسلامية الهامدة.
7- ستنشأ داخل هذا المركز بيئة إسلامية تكون فرصة لغير المسلمين كي يشاهدوا الحياة الإسلامية في صورتها الحية الطبيعية.
8- سيضم في هذا المركز معرض يضم لوحات ورسومات عن التاريخ والحضارة الإسلامية في مختلف المراحل.. وكذلك سيضم المعرض آثاراً إسلامية ويكون من شأن هذا المعرض إعداد وعرض أفلام عن الإسلام.
9- ينهج المركز نهجاً يؤدي إلى توعية المسلمين وإيقاظهم من سباتهم المميت تمهيداً لانطلاقهم في ميدان التعليم والاقتصاد اللذين يعتبران بحق مفتاح العصر الحديث..
وسيكون من شأن هذا القسم إنشاء صندوق لتعليم الممتازين من الطلاب المسلمين، وكذلك إنشاء وكالة أنباء إسلامية دولية يكون عملها ربط جهود المسلمين عبر القارات، وإرشادهم في نواحي الاقتصاد بصفة خاصة ولإثارة مشاكلهم وقضاياهم وأخبارهم بصفة دائمة.
10- إنشاء مكتبة وقاعة درس ومحاضرات داخل المركز، ويكون من شأن هذا القسم التسهيل على طالبي البحث، والإمداد بالمعلومات عن الشؤون الإسلامية ودعوة مفكري العالم الإسلامي وغيرهم لإلقاء المحاضرات والندوات الثقافية.
* * *
إنه لمن الواضح أن اقتراح المركز الإسلامي الدولي، سيبدو للكثيرين حلماً وخيالاً لأنه لا يمكن إنشاؤه على النحو المطلوب إلاّ بوسائل اقتصادية ضخمة، ونحن نعلم جيداً مدى اهتمام أمتنا بالمشروعات الإسلامية الجادة.
ولكن على الرغم من كل الظلام الحالك فإن هناك بصيص نور.. هو أنني مقتنع من الوجهتين الشرعية والعقلية بأنه لا شيء يجدي لإحياء الإسلام -في هذه الظروف المتاحة الآن ولإعطاء المسلمين دورهم المناسب- إلاّ بدء مشروع فكري من هذا النوع.
وإني لا أشك في أن عناية الله تستطيع أن تفتح قلوب بعض المسلمين.. حتى تتاح الفرصة والوسائل اللازمة لبدء هذا العمل الهام الذي لا بد منه.. وما ذلك على الله بعزيز..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1168  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 56
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل بن عبد العزيز

نائبة رئيس مجلس مؤسسي ومجلس أمناء جامعة عفت، متحدثة رئيسية عن الجامعة، كما يشرف الحفل صاحب السمو الملكي الأمير عمرو الفيصل