شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ عبد الله خياط))
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. سيداتي سادتي. لقد فاجأني الشيخ عبد المقصود خوجه، عندما وضع اسمي بين المتكلمين، وليس لي علم بذلك، لم أكن أنوي الحضور وذلك لأسباب خاصة، ففاجأني بها من دون أن أعد أي كلمة تتناسب والمناسبة. إضافة إلى ذلك، لست من المتعاملين مع المايكروفون عبر حياتي، يمكنني أن أكتب كتب مقول أو غير مقول، لكنني لم أتعامل مع المايكروفون إلا عندما أتورط مثل هذه الورطة التي وضعني فيها الشيخ عبد المقصود خوجه. على كل حال في تقديري أن شاعرنا الكبير الأستاذ حمزة شحاتة عليه رحمة الله، عملاق في الشعر، عملاق في النثر، عملاق حتى في لعب الكرة. وأول ما التقيت به في مطابع الأصفهاني، كنت يومها سكرتير تحرير جريدة البلاد وجاء هو بقامته الشامخة ليزور أصدقاءه، ومنهم الشبكشي، وعبد القدوس الأنصاري، وآخرين. تعرفت إليه ودعاني في حينها الأستاذ عزيز ضياء رحمة الله عليه، لحضور حفل العشاء الذي أقامه، أو الذي كان سيقيمه تلك الليلة، وكان الأستاذ حمزة شحاتة عليه رحمة الله وعلى امتداد ثلاث ساعات يتكلم عن الفرق بين المدنية والحضارة، ولأختصر الساعات الثلاث التي تحدث بها وأرجو ألا أخل بالمعنى أو بالمضمون نقول إن المدنية هي أن نستعمل المايكروفون ونستورد السيارة والمكيف، وإلى آخره من حاجيات العصر، أما الحضارة فهي تاريخ وعراقة وثقافة وعلم. هذا خلاصة ما كان يتكلم به على مدى ثلاث ساعات بحضور أساتذتنا زيدان وعزيز ضياء وآخرين لا تحضرني أسماؤهم الآن. لكن الغريب في الأمر: إن نطق هذا الكأس نطق أحدهم، اعترض أو أضاف أو أنقص، كلهم كانوا يستمعون إليه كما كنا تلاميذاً نستمع إلى أستاذنا في الفصل، وغادرنا وكانت ليلة جميلة جداً. ومضت الأيام والتقينا ثانية في قصر الطاهرة على مائدة العشاء عندما زار الملك فيصل الرئيس عبد الناصر، وأقاموا له حفلاً، وكان من عادة الزعماء في أي زيارة أن يقيم الضيف أو المضيف ليلة تكريم ويقيم في الليلة التالية الضيف لمضيفه حفلاً. حدث أنه في تلك الليلتين كنت أجلس إلى جانب الأستاذ زياد رجب الشبكشي وحاولت أن أتفق مع الأستاذ زياد رجب ومع الأستاذ شحاتة عليهما رحمة الله في أن يوافيا جريدة (عكاظ) التي كنت أرأس تحريرها آنذاك، بمقالات أو أشعار تنشرها (عكاظ). الأستاذ زياد رجب وافى، أما الأستاذ شحاتة فقال لي نتقابل غداً في مكتب الأستاذ محمد صالح باخطمه الذي كان يومها قنصلاً للسعودية في مصر. التقينا في اليوم التالي وعرضت عليه أن أنشر مجموعة أشعاره في كتاب، فرفض. فحاولت فرفض. فقلت له: إن في شعرك ما يجب أن يحتفظ به وينشر ليطالعه القراء. قال: "ما في شي يسوى يعني. وليش ننكد على الناس حياتهم". وقال لي: "هات أفضل قصيدة في نظرك وأنا أقيم لك الشعر فيها"، وهذا بتعبيره هو. فرأى الأخ محمد صالح باخطمه وهو موجود الحمد لله أن أترك موضوع الديوان على أن يوافيني بقصائد من شعر الأستاذ شحاتة لننشرها في (عكاظ) وقد كان. في كل أسبوع أو أسبوعين كنا ننشر قصيدة وهكذا، ونشرت مجموعة من القصائد أعتقد أنها مجموعة موجودة في الديوان. الأستاذ شحاتة رحمة الله عليه، كان يحب (المنازلة) -كانت باللغة العامية ولا أعرف ما هي باللغة العربية- لكنه مرة في حياته كما روى لنا -كما أن الأستاذ محمد عمر أيد هذا الكلام- "ذهب إلى الطائف ونزل عند أصدقائه محمد خوجه ومحيي الدين خوجه، والد معالي وزير الإعلام، ومكث أول يوم، وثاني يوم، وثالث يوم، ورابع يوم وفي اليوم الخامس ذهب محمد خوجه ليقضي بعض الأشياء، ورجع ليكتشف أن الأستاذ شحاتة (لملم) أغراضه ويريد أن يمشي، سأله لماذا تفعل هذا؟ فأجابه: أريد أن أمشي، سأله: هل ضايقناك؟ هل أزعجناك؟ فأجاب: يا أخي وهل أنت زوجتي، أقول لكم أريد ملوخية تطهون ملوخية، أريد بامياء تطهون بامياء، أما كان يمكن أن تقولوا لي لا؟ أنا مغادر"، وفعلاً غادر، ولم يصلني منه خبر بعد ذلك إلا لتشييع جنازته عليه رحمة الله. نسأل الله له الرحمة، وأن ينفع بما خلف، وأرجو ألا أكون قد أخطأت في ما قلت.
عريفة الحفل: شكراً لسعادة الأستاذ عبد الله خياط الذي قدم لنا وقفات مع الراحل حمزة شحاتة. والآن الكلمة الأخيرة لسعادة الأستاذ السيد الشريف عبد الله فراج وكلمة عن أثر الحكمة والفلسفة في أدب حمزة شحاتة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 204 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج