شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله مناع))
أسعد الله مساءكم بكل خير.
لقد مضى أكثر من ثلاثين عاماً... وما زلنا نشكو من التواصل، وعدم ارتقائه إلى ذلك المستوى المرجو. لقد فاجأني في الحقيقة إلى جانب ما أشار إليه الشيخ عبد المقصود في السيرة الذاتية للدكتور أحمد جعفر عبد الملك وهذا الكم الهائل من الإبداع الذي كان ملفتاً، ومن بين ما يلفت النظر فيه أو يلفت الاستماع إليه رسالة أو لا أدري والله إن كانت هي رسالة أو شعر "المعري يعود بصيراً". لفت نظري أيضاً "أحضان المنافي" وهي رواية. وفي الحقيقة أنني لم أطلع على "المعري يعود بصيراً" وقد كنت أتمنى لو أنني اطلعت على هذا النص. ولا على "أحضان المنافي" لأن العنوان يوحي بأنه جميل، ولكنني لم أطلع عليهما. الحقيقة أن التواصل يكاد أن يكون معدوماً. أنا لا أدري إذا كان عدم التواصل هو ما بين المدن الرئيسية في المملكة -الرياض وجدة فقط أو هو أيضاً ممتد حتى ما بين الدول المتلاصقة -البحرين والشارقة- إلى آخر هذه المدن المتلاصقة مع بعضها البعض. لكن الحقيقة المؤسفة أيضاً أن بعد ثلاثين عاماً مما يسمى بمجلس التعاون هذا فإننا ما زلنا لا نتواصل حتى ولو بقطار. لو أنشأ الإنسان قطاراً يصل ما بين هذه الدول الست لربما كان ذلك أكثر فائدة من كل هذه الاجتماعات وكل هذه اللقاءات السنوية ونصف السنوية وربع السنوية التي نسمع عنها كثيراً، لكننا لا نرى من نتائجها أي شيء. عدم التواصل هذا جانب، أما الجانب الآخر فهو أننا أمضينا هذه السنوات الطوال كمجلس تعاون لكننا في الحقيقة أنتجنا كماً هائلاً من الورق، وكماً هائلاً من القرارات، وكماً هائلاً من الملفات، عن التعاون وأدواته ووسائله، إلاّ أن الحقيقة التي تتحقق على أرض الواقع تكاد لا تزيد على خمسة إلى عشرة في المائة من كل تلك الأكوام من الأوراق، وكل تلك الأكوام من الملفات، ومؤسف أن تكون هذه هي النتيجة، لكننا نتطلع إلى المستقبل، ونأمل أن نجتاز هذه المرحلة من عدم التواصل إلى مرحلة يحدث فيها تواصل، وأنا أعتقد أن أولى خطوات هذا التواصل، هو خط حديد يضم دول مجلس التعاون بعضها إلى بعض. أنا أعتقد أن أول خط بري بين الدول الست أقامته المملكة هدية لدول مجلس التعاون، ولكن بعد ذلك الخط البري لم يحدث أي شيء آخر وبقينا دولاً ستاً، نعم تحت مظلة مجلس التعاون، نعم مواثيق، نعم قرارات لكن على أرض الواقع لا نزال دولاً شتى تجمعها فكرة التعاون. على أية حال أشار الأستاذ عبد المقصود خوجه في كلمته الجميلة إلى الشيخ أحمد باشماخ، والشيخ أحمد باشماخ ليس كاتباً، وليس مبدعاً، وليس شاعراً، ولكنه مثقف كبير. تجارته الكتب، رأسماله الكتب، فهو يقرأ الكتب، ويشتري الكتب، ويتزود من الكتب حتى قالوا له ماذا ستفعل بهذه الكتب؟ الحقيقة أن الأستاذ باشماخ وقد فقدناه منذ أيام رحمه الله هو صديق للشيخ عبد الله بلخير، وبالتأكيد كما قال الشيخ عبد المقصود هو صديق لوالده أي للراحل الشيخ محمد سعيد خوجه. الشيخ باشماخ كانت تجارته كتباً، وكانت ممتلكاته كتباً، وكان رأسماله كتباً. عندما حضرت عزاءه، سألت الإخوان ما إذا كان قد كتب شيئاً، أو بعض ذكرياته، أو على الأقل هذه العلاقة بينه وبين الكتب ماذا قال عنها، وما الذي أحدثته في نفسه، وفي أفكاره، هل كتب شيئاً؟ هل قال شيئاً؟ فلم أجد شيئاً، ولكني أتطلع إلى أن يكون قد كتب شيئاً من الذكريات على الأقل في رحلته مع الكتب، ومع سحاحير الكتب التي تشكل ثروته. قالوا إنه لم يتزوج، وقالوا إنه ليس له أبناء ولا بنات، ولكنه ترك هذه الكتب ليستفيد الناس منها بقدر ما يستطيعون... رحم الله الشيخ، وأهلاً بالدكتور أحمد جعفر عبد الملك، ومعذرة لأني لم أقرأ له نصاً من نصوصه، لكنه أيضاً فاجأني في هذا اللقاء اليوم بأنه أجرى معي حديثاً إذاعياً أو تلفزيونياً منذ أكثر من ثلاثين عاماً. أعتقد أننا نتأسى أكثر من ثلاثين عاماً بما كان يقوله الشيخ عبد العزيز الرفاعي. أما زاد عن الثلاثين عاماً، فلا يذكر لأنه يعني فضيحة ويصح التجاوز عنها وليس كشفها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :468  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 175 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.