| أَمَلٌ يُدَغْدِغُ مُهْجَةَ العُشَّاقِ |
| في (عيدِهِمْ) بِتَواصُلٍ وتَلاقي |
| عيدِ التَّصافي والمَحَبَّةِ والهَوى |
| وَتَبادُلِ الآهاتِ والأَشْواقِ |
| وَتحَسُّسِ الأَخْبارِ أَيَّامَ النَّوى |
| مِنْ سُهْدِ مُلْتاعٍ وَنارِ فراقِ |
| وَدُموعِ وَجْدِ مِنْ مَسارِبِ أَعْيُنِ |
| كَالشَّوْكِ في مُقَلٍ، وفي أَحْداقِ |
| تَشْكو الهَوَى والنَّفْسُ تَزْهَقُ مِنْ نَوَى |
| يَفْري القُلوبَ بِوَطْئِهِ الحَرَّاقِ |
| جاءَتْ (بِطاقَتُهُ) تَقولُ: تَصَبَّري |
| فَالحُبُّ مَوْتٌ مُفْعَمٌ بِفُواقِ
(1)
|
| وَتَأَكَّدي مِنْ حُبٍّ صَبٍّ صادِقِ |
| يَرْجو الوِصالَ بِمُلتَقَى العُشَّاقِ |
| لا تُهْمِليني، إِنَّني مُتَلَهِّفٌ |
| والقَلْبُ يُكْوَى في لَظَى الأَشْواقِ |
| إِنِّي فَتًى مُتَعَلِّقٌ بِصَبِيَّةٍ |
| كَالشَّمْسِ تُشْرِقُ أَيَّما إِشْراقِ |
| أَنْتِ الَّتي أَهْوَى، وَأُقْسِمُ أَنَّني |
| باقٍ علَى عَهدِ الهَوَى الدَّفَّاقِ |
| أُهْدِي إِلَيْكِ، مع الورودِ، مَشاعِراً |
| لَمْ تُبْقِ مِنْ قَلْبي المُعَنَّى باقِ |
| فَأَجَبْتُهُ: يا سَيِّدي: مَلأَ الهَوَى |
| قَلْبي، وَدَمْعي حارِقٌ لِمَآقِي |
| ما عُدْتُ أُبْصِرُ غَيْرَ طَيْفِكَ ماثِلاً |
| ملأ الفَضاءَ وَحَلَّ في الآفاقِ |
| يا سَيِّدي قَدْ مِتُّ مِنْ غُصَصِ النَّوَى |
| أَنْعِمْ بِبِعْضِ الوَصْلِ والإشْفاقِ |
| فِعْلُ النَّوى قَتْلُ الأَحِبَّةِ، هَمُّهُ |
| سَلْبُ المُتَيَّمِ مُتْعَةَ العُشَّاقِ |
| بِالوَصْلِ، يَسْقيهِ العَذابَ بِفُرْقَةِ |
| يا رَبِّ مَتِّعْ خَافِقي بتَلاقِ |
| يا مَنْ يُغيثُ العاشِقينَ بِرَحْمَةٍ |
| وَيُغيثُ أَفْئِدةً، يَكونُ الواقي |
| مِنْ حُرْقَةٍ، مِنْ مِيتَةٍ مَحْتومَةٍ |
| مِنْ بَحْرِ حُبٍّ هادِرٍ دَفَّاقِ |
| يا عاشِقونَ فُؤَادُ لَيْلَي تائِهٌ |
| في مَوْجِهِ المَفْتونِ بِالإِغْراقِ |
| في مَوْجِهِ مَوْتُ المُعَنَّى واقِعٌ |
| أَمْواجُهُ كَتَلاطُمِ الأَشْواقِ |
| قدْ كانَ قَلْبي في الحِجازِ مُرَفَّهاً |
| بِسلامِهِ، فَإِذا بِهِ بِعِراقِ |
| مُتَأْرْجِحاً بَيْنَ الصَّبابَةِ والنَّوَى |
| يَسْعَى سَقِيماً ما لَهُ مِنْ راقِ
(2)
|
| يَرْقيهِ مِنْ سِحْرِ الحَبيبِ، وَعيدِهِ |
| عِيدٍ يُحَقِقُ قِمَّةَ الإِرْهاقِ |
| قَدْ كانَ لي قَلْبٌ فَمَزَّقَهُ الهَوَى |
| وَأَتَى التَّقاعُدُ فَافْتَرَى بِالباقي |
| يا ناسُ: كُلُّ مَحَبَّةٍ رَهْنُ الفَنا |
| إِلاَّ مَحَبَّةَ رَبِّنا الخَلاَّقِ |
| لا قَيْسُ لا لَيْلَى ولا قَطْرُ النَّدى |
| خَلَدوا سِوَى في صَفْحَةِ الأَوراقِ |
| فَاسْعَوْا لِحُبِّ اللَّهِ، لا ما خَطّطُوا |
| في عيدِهِمْ مِنْ فِتْنَةٍ وَنِفاقِ |
| إِنَّ الحَقيقَ بِحُبِّنا هُوَ رَبُّنا |
| وَمُحَمَّدٌ مُتَمَيِّزُ الأَخْلاقِ |
| هذا يُؤَدِّي للْجِنانِ وَحُضْنِها |
| وَنَعيمِها ولِخَيْرِها الدَّفَّاقِ |
| فاسْعَوْا لِحُبٍّ مِنْ حَبيبٍ دائِمٍ |
| غَمَرَ الأَنامَ بِفَضْلِهِ الغَيْداقِ |
| حُبٍ رَفيعٍ طاهِرٍ بَلْ خالِدٍ |
| يَرْقَى بِآفاقِ المُحِبِّ مَراقي |
| فيهِ الوِصالُ بِقَدْرِ طاعَةِ رَبِّنا |
| وَبِتِلْكَ تَكْمُنُ راحَةُ العُشَّاقِ |