شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مصرع بغداد
بمناسبة احتلالها بذرائع واهية، وادّعاءات أثبتت الأيام أنها زائفة وكاذبة حبلى بالأطماع، وذلك في عام 2002هـ.
أَيْنَ الأحرارُ بِأُمَّتنا
أَيْنَ الأَبْطالُ بِحِطِّينِ؟
أَمْ حَلَّ المَوْتُ فَأَدْركَهُمْ؟
فَخَلَتْ بَغدادُ لنَيْرونِ؟
الشَّرُّ تَناوَلَ أُمَّتَنا
وانْتَشَرَ كَفِعْلِ الطاعونِ
بغدادُ اليَوْمَ غَدتْ جرْحاً
في القَلْبِ كَجرْحِ السِّكَّينِ
جرْحٍ يَمْتَدُّ مِنَ الماضي
لِلْحاضِرِ، يَكْتُبُ تَأْبيني
لِعِراقٍ أَمْسَى مَأْسوراً
يَرْسُفُ في القَيْدِ وفي الطِّينِ
يَحْكُمُهُ سامٌ في صَلَفٍ
يَقْطَعُ بِالغَدْرِ شَراييني
بغْدادُ أَنا أَنْزِفُ، ودَمي
يَجْري في قَفْرِ بَساتيني
الورْدُ بِرَوْضي قُنْبَلةٌ
تَتَفَتَّحُ في كَرْمِ التِّينِ
وجَحافلُ تَنْزعُ مِنْ أَرْضي
نَخْلي، أشْجارَ الزّيْتونِ
تَزْرَعُ في أَرْضي مَذْبَحَةً
تَزْرَعُ لي أزْهارَ الهُونِ
تَسْقيها مِنْ فَيْضِ دِمائي
ودُموعي، وجِراحِ جِنينِ
طاغوتٌ دَمّرَ أَمْلاكي
آثاري، أَمْني وسُكوني
لَوَّثَ أَجْوائي، آفاقي
مائي، أَغْرَقَني وسَفيني
في بَحْرِ الفَوْضَى يَفْتِكُ بي
دجّالٌ يَسْتَهْدِفُ ديني
وحَضَارَةَ قَوْمي مَزَّقَها
حَطَّمَ مَوَروثي وحُصوني
بَغدادُ أَنا، قدْ شَرَّدَني
عِلْجٌ، وتَرَبَّعَ بِعَريني
ولُصوصُ يَهوذا في بَيْتي
سَرقُوا لَوْحاتي، مَخْزوني
مِنْ فَنٍّ، وسجِلِّ حُروفي
مِنْ لُؤْلُؤِ فِكْري المَكْنونِ
مِنْ فَجْرِ التَّاريخِ تَجَلَّى
مِنْ قَبْلِ هَمانَ وقارونِ
كالشَّمْسِ تَجلَّى بِبَهاءِ
واسْأَلْ آثاري، قانوني
قدْ كان بِيَوْمٍ مَدْرَسَةً
مِ الشَّرْقِ الأَدْنَى لِلصِّينِ
بغدادُ أَنا، شَمْسُ الدُّنْيا
مُشْرِقَةٌ في كُلِّ شُؤُوني
العِلْمُ أَنا، والعقْلُ أَنا
تَسْكُنُ أَمْجادي بِعُيوني
وَالشِّعْرُ تَجَلَّى بِرُبوعي
لِقُرونٍ ظَلَّ يُغَذَّيني
بِالنَشْوَةِ وَالحُبّ الراقي
وَحَماسَةِ قَوْمي للدِّينِ
سَطَّرَ أَمْجادي أَلواناً
بِحُروفٍ تَحْضُنُ مَخْزوني
فَغَزاني أَشْرَسُ أَقْوامِ
وَقَراصِنَةٌ قَدْ أَرْدوني
فَقَأُوا عَيْني، عَرُّوا جَسَدي
واجَتاحُوا بَيْتي، اغْتَصَبوني
طَمَسُوا عِلْمي، حَفَروا قَبْري
مِنْ بَعْدِ عَذابٍ وَسُجون
تَركوني لِوُحوشِ الدُّنْيا
تَرْتَعُ في عُمْقِ شَراييني
قَدْ وَلَغَ المُجْرِمُ بِدِمائي
في حِقْدٍ طاغٍ مَجْنونِ
رَسَمَ الأَوْهامَ، وَسَوَّقها
وَبِمَكْرٍ فَظٍّ مَأَفونِ
لِلْعالَمِ، يأْكُلُ أَطْرافي
وَيُمزِّقُ قَلْبِي وَوَتيني
خَلاَّني نَهْباً وَمَشاعاً
بِوَقاحَتِهِ كَمْ يَكُويني
بِاسْمِ الحُرِّيةِ يَأسِرُني
نَمْرودُ العَصْرِ، ويَسْبيني
بِاسْمِ الحُرِّيَّة يَحْصُدُني
يَجْتاحُ جميعَ مَياديني
قدْ كُنْتُ عَروساً زَيَّنَها
حِكْمَةُ وعُلومُ المَأْمونِ
أَتَبَخْتَرُ عِزًّا ودَلاَلاً
وَجَمالي المُبْهِرُ يُغريني
بغدادُ أَنا، صَفْحَةُ وَجْهي
لَطّخَها زَيْفُ شَياطينِ
واخْتَطَفوا منِّي ذاكِرَتي
تاريخي، مَجْدي، وفُنوني
لَمْ يُبْقوا شَيْئاً يَذْكُرُني
عَبْرَ الأَيَّامِ، فَيُحْييني
يُحْيي أَمْجادَ حَضارَتِنا
دَمَّرها غَدْرٌ صُهْيوني
سامٌ ويَهوذا شَرُّهُما
غَطَّى الأَكْوانَ بِطاعونِ
بِالمَوْتِ يُقَهْقِهُ في سَفهٍ
لَمْ يَسْلَمْ مِنْهُ سِوَى ديني
هَلْ يَصْحو قَوْمي؟! أَمْ رَكَنوا
لِلذُّلِّ، وعَذابِ الهُونِ؟!!
بغدادُ أَنا، في قَبْضَتِهِمْ
أَقْبَعُ في سِجْنٍ مَلْعونِ
نيرانُ الحِقْدِ تُلاحِقُني
أعْتَى مِنْ هَجْمَةِ نَيْرونِ
تَأْكُلُ ميراثي، مَكْتَبتي
تاريخ أُروكَ ودَلْمونِ
حَكَمَ المُحتلُّ بإعدامي
والقَوْمُ -بِصَمْتٍ- خانُوني
هولاكو يَفْحَصُ جُمْجُمَتي
ويُداعِبُ فَتَحاتِ عُيون
بِرَصاصِ الغَدْرِ، فَو أَسَفي
لَمْ يَجْرُؤْ أَحَدٌ يَبْكيني
وامُعْتَصِماهُ ذَوَتْ، وغَدَتْ
نَخْوَتُهُ صِفَةَ المَجْنونِ
وصَلاحُ الدِّينِ يُناوِرُ
في زِيِّ المارينْزِ وشارونِ
ضاعَ التَّاريخُ ببَغْدادِ
وتَكَرَّرَ فَقْدُ فِلَسْطينِ
أَخْشَى مِنْ فَقْدِ عَواصِمِنا
تَتْرَى، وبِكَيْدٍ ماسوني
أَخْشَى مِنْ فَقْدِ هويْتِنا
أَخْشَى مِنْ حَمْلَةِ مَأَفونِ
أخْشَى أَمْرَكَةً ناسِفَةً
لِعُروبَةِ قَوْمي ولِديني
فَتَصيرُ كَياناً مَمْسوخاً
رَهْنَ التَّخْطيطِ الكُوهيني
كَرَزايُ هُنا، كَرَزايُ هُنا
كَ، وسَيِّدُهُمْ (تْشيني)
هَلْ نَنْهَضُ يَوْماً، أَمْ نَبْقَى
رَهْنَ المَشْروعِ الشَّاروني؟!!
فَلَعَلْ الصَّدْمَةَ تُوقِظُنا
مِنْ وَهْمِ عَدُوِّ مَلْعونِ
لا عِزَّةَ إِلاَّ عِزَّتُنا
بِاللَّهِ، ودِينٍ مَيْمونِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :515  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 163 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج