أنا في العُمْرِ سِتِّيني |
وفي الإحْساس عِشريني |
فشَيْبُ الرَّأس يَرْدَعُني |
ونبْضُ القلْبِ يُغويني |
بحُبٍّ لسْتُ أدْركُهُ |
لِمَحْبوبٍ ثلاثيني |
وَفي الأعْماق نَظْرَتُهُ |
كَذَبْح بالسّكاكين |
فَيَخْفُقُ في الهَوَى قلْبي |
وَيَسْري لِلشَّرايين |
شَراييني تَدبُّ بها |
دِمائي، والهَوى صِيني |
بضاعَتْهُ مُلَغَّمَةٌ |
بغشّ باتَ يُغْريني |
بأْشْكالٍ مُنَوَّعَةٍ |
بأزْهارِ وَنِسرْين |
وَأطْباقٍ مُلوَّنَةٍ |
بكُلِّ الدَّاء تَرْميني |
وَأَحْسَبُها مُمَيَّزَةً |
وَمِنْ أحْلى مَواعيني |
وَإذْ فيها مُحَصلة |
لأمْراضِ تُغَذّيني |
بآلام مُبْرِّحَةٍ |
لِمُسْتَشْفَى تُداويني |
وتَطْمَعُ في دَنانيري |
وَللإفلاس تَرْميني |
وَهَذا ما جَرَى مِنِّي |
بحُبِّي لِلثَّلاثيني |
يُخادِعُني لِيَمْلِكَني |
وَيَلْعَبَ في مَلاييني |
وَيَجْعَلني أسيرتَهُ |
وَيَقْلِبَ لي مَوازيني |
لَهُ حِيَلٌ مُوَقَّعَة |
بخُبْثِ ظَلَّ يَسْبِيني |
بحُبٍّ زائِفٍ مُغْرٍ |
وفي الأهْدافِ شاروني |
وفي النَظَراتِ يَخْدَعُني |
وَيَحْسب أَنْ سَيُغْويني |
وَأَحْسبُ أنَّني لَيْلى |
وقَيْساً جاءَ يَسْقيني |
هَناءَةَ حُبِّهِ الصَّافي |
فيَسْري في شَراييني |
وَإذْ بالحُبِّ يَجْرَحُنِي |
وَيَطْعَنُنِي بسِكِّين |
أفَقْتُ، وعادَ لي بَصَري |
بُعَيْدَ الضُّرِّ م الصِّيني |
وَقلْتُ: كَفاكَ يا هَذا |
كَفَى يا فَهْدُ تُغْويني |
فأَنْتَ مُزَيَّفٌ أشِرٌ |
بإحْساس الشِّياطين |
وَتَسْعَى لي تُخادِعُني |
لِتَحْظَى بالمَلايين |
وَبَعْدَ (النَّصْبِ) تَهْجُرُني |
وَتَطْرُدُني وَتَرْميني |
بقلْبٍ مُتعَبٍ مُدْمَى |
وجرْح رُبَّ يُرْديني |
فيا مَنْ شَيْبُهُ مِثلي |
يُخادِعُهُ ثلاثيني |
يُغازلُهُ ليَمْلِكَهُ |
وَيَقْتُلُهُ بسكِّين |
حَقيقةُ ما أسَجِّلُهُ |
تَفَشَّى في المَيادين |
قرَأتُ الوَضْعَ في صُحُفٍ |
تُحَذِّرُ مِنْ مَلاعين |
لِذا، ما قُلْتُ تَجْربَةٌ |
لِغَيْري م المَساكين |
مِنَ (الشِّيَّابِ) ظَنَّ بِهِ |
شَباباً وهوَ سِتِّيني |
تَدَبَّرْ ما أُسَطرُهُ |
فَلا يُغْريكَ عِشْريني |
فَنَظْرَتُهُ مُخادِعَةٌ |
بضاعَتْهُ مِنْ الصِّين |
فحاذرْ يا سَمِيَّ العُمْـ |
ـر مِنْ حُبِّ الثّلاثيني |
بذا تَنْجو مِنَ البَلْوى |
وتَحْظَى بالمَلايين |
فَعَلّقْ قلْبَكَ المَشْغو |
فَ بالتَسبْيح والدِّين |
وسامِحْني عَلى قوْلي |
فإنَّ الوَضْعَ يُدْميني |
كَظاهرَةٍ أسَجِّلها |
فأمْرُ النّاس يَعْنيني |
وَإنِّي ناصِحٌ واعٍ |
ولسْتُ بهِ بِمَأفون |
فما يَجْري يُؤَرِّقني |
وهذا بَعْضُ مَكْنوني |
فكَمْ مِنْ (شائِبٍ) أبْكَى |
فؤادي، كَمْ، وَسَبْعيني |
تَعَذّبَ مِنْ مُخادَعَةٍ |
وَ (نَصْبِ) مِنْ مَلاعين |
جَرائِدُنا تُرَدِّدُها |
حكايا، جدٌ -تُبْكيني |
وما بالغْتُ في قوْلي |
وَنُصْحي كُلَّ سِتِّيني |
فهَلْ يا قوْمُ ما أَرْوي |
كَلامٌ؟ مَحْضُ تَخْمين؟ |
ويا بَلْقيسُ، يا سَلْوَى: |
بما أسْلفْتُ، أفتوني |
أأسْكُتُ عَنْ مُكاشفَتي؟ |
وأصْبحُ كَالشَّياطين |
أمَ أنَّ النُّصْحَ مَصْلَحَةٌ |
لِمَنْ أغْواهُ عِشْريني؟ |
وأنَّ النُّصْحَ مَطْلُوبٌ |
مِنَ الأخْلاق والدِّين |
فيا (شُيَّابُ): إيَّاكُمْ |
حَذار، لِذا أطيعوني |
فإنْ لَمْ تَسْمَعوا نُصْحي |
تكونوا م المَجانين |