شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
مفارقات
لفتت انتباهي ظاهرة اجتماعية بدأت تلوح في الأفق، وأشير إليها في بعض الصحف، (زواج كبار السن بالصغيرات، وزواج المسنّات بالصغار) فأوحتْ لي بهذه الأبيات:
أنا في العُمْرِ سِتِّيني
وفي الإحْساس عِشريني
فشَيْبُ الرَّأس يَرْدَعُني
ونبْضُ القلْبِ يُغويني
بحُبٍّ لسْتُ أدْركُهُ
لِمَحْبوبٍ ثلاثيني
وَفي الأعْماق نَظْرَتُهُ
كَذَبْح بالسّكاكين
فَيَخْفُقُ في الهَوَى قلْبي
وَيَسْري لِلشَّرايين
شَراييني تَدبُّ بها
دِمائي، والهَوى صِيني
بضاعَتْهُ مُلَغَّمَةٌ
بغشّ باتَ يُغْريني
بأْشْكالٍ مُنَوَّعَةٍ
بأزْهارِ وَنِسرْين
وَأطْباقٍ مُلوَّنَةٍ
بكُلِّ الدَّاء تَرْميني
وَأَحْسَبُها مُمَيَّزَةً
وَمِنْ أحْلى مَواعيني
وَإذْ فيها مُحَصلة
لأمْراضِ تُغَذّيني
بآلام مُبْرِّحَةٍ
لِمُسْتَشْفَى تُداويني
وتَطْمَعُ في دَنانيري
وَللإفلاس تَرْميني
وَهَذا ما جَرَى مِنِّي
بحُبِّي لِلثَّلاثيني
يُخادِعُني لِيَمْلِكَني
وَيَلْعَبَ في مَلاييني
وَيَجْعَلني أسيرتَهُ
وَيَقْلِبَ لي مَوازيني
لَهُ حِيَلٌ مُوَقَّعَة
بخُبْثِ ظَلَّ يَسْبِيني
بحُبٍّ زائِفٍ مُغْرٍ
وفي الأهْدافِ شاروني
وفي النَظَراتِ يَخْدَعُني
وَيَحْسب أَنْ سَيُغْويني
وَأَحْسبُ أنَّني لَيْلى
وقَيْساً جاءَ يَسْقيني
هَناءَةَ حُبِّهِ الصَّافي
فيَسْري في شَراييني
وَإذْ بالحُبِّ يَجْرَحُنِي
وَيَطْعَنُنِي بسِكِّين
أفَقْتُ، وعادَ لي بَصَري
بُعَيْدَ الضُّرِّ م الصِّيني
وَقلْتُ: كَفاكَ يا هَذا
كَفَى يا فَهْدُ تُغْويني
فأَنْتَ مُزَيَّفٌ أشِرٌ
بإحْساس الشِّياطين
وَتَسْعَى لي تُخادِعُني
لِتَحْظَى بالمَلايين
وَبَعْدَ (النَّصْبِ) تَهْجُرُني
وَتَطْرُدُني وَتَرْميني
بقلْبٍ مُتعَبٍ مُدْمَى
وجرْح رُبَّ يُرْديني
فيا مَنْ شَيْبُهُ مِثلي
يُخادِعُهُ ثلاثيني
يُغازلُهُ ليَمْلِكَهُ
وَيَقْتُلُهُ بسكِّين
حَقيقةُ ما أسَجِّلُهُ
تَفَشَّى في المَيادين
قرَأتُ الوَضْعَ في صُحُفٍ
تُحَذِّرُ مِنْ مَلاعين
لِذا، ما قُلْتُ تَجْربَةٌ
لِغَيْري م المَساكين
مِنَ (الشِّيَّابِ) ظَنَّ بِهِ
شَباباً وهوَ سِتِّيني
تَدَبَّرْ ما أُسَطرُهُ
فَلا يُغْريكَ عِشْريني
فَنَظْرَتُهُ مُخادِعَةٌ
بضاعَتْهُ مِنْ الصِّين
فحاذرْ يا سَمِيَّ العُمْـ
ـر مِنْ حُبِّ الثّلاثيني
بذا تَنْجو مِنَ البَلْوى
وتَحْظَى بالمَلايين
فَعَلّقْ قلْبَكَ المَشْغو
فَ بالتَسبْيح والدِّين
وسامِحْني عَلى قوْلي
فإنَّ الوَضْعَ يُدْميني
كَظاهرَةٍ أسَجِّلها
فأمْرُ النّاس يَعْنيني
وَإنِّي ناصِحٌ واعٍ
ولسْتُ بهِ بِمَأفون
فما يَجْري يُؤَرِّقني
وهذا بَعْضُ مَكْنوني
فكَمْ مِنْ (شائِبٍ) أبْكَى
فؤادي، كَمْ، وَسَبْعيني
تَعَذّبَ مِنْ مُخادَعَةٍ
وَ (نَصْبِ) مِنْ مَلاعين
جَرائِدُنا تُرَدِّدُها
حكايا، جدٌ -تُبْكيني
وما بالغْتُ في قوْلي
وَنُصْحي كُلَّ سِتِّيني
فهَلْ يا قوْمُ ما أَرْوي
كَلامٌ؟ مَحْضُ تَخْمين؟
ويا بَلْقيسُ، يا سَلْوَى:
بما أسْلفْتُ، أفتوني
أأسْكُتُ عَنْ مُكاشفَتي؟
وأصْبحُ كَالشَّياطين
أمَ أنَّ النُّصْحَ مَصْلَحَةٌ
لِمَنْ أغْواهُ عِشْريني؟
وأنَّ النُّصْحَ مَطْلُوبٌ
مِنَ الأخْلاق والدِّين
فيا (شُيَّابُ): إيَّاكُمْ
حَذار، لِذا أطيعوني
فإنْ لَمْ تَسْمَعوا نُصْحي
تكونوا م المَجانين
 
طباعة

تعليق

 القراءات :516  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 161 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

يت الفنانين التشكيليين بجدة

الذي لعب دوراً في خارطة العمل الإبداعي، وشجع كثيراً من المواهب الفنية.