((استئناف الحوار مع المحتفى به))
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: لست متابعاً للثقافة السعودية حتى أستطيع أن أعلق.(سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه معقباً: على كلٍ كانت الكلمة عبارة عن مداخلة صغيرة تخص الصالونات الأدبية وليست سؤالاً). |
سؤال من مدرّسة اللغة العربية منال محمد فاروق البطل: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وجزاك الله خيراً. ما هي أحب قصيدة إلى قلبك، وهل بإمكانك أن تسمعنا قصيدة عن الحنين إلى الوطن؟ وشكراً لك.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: لا أستطيع أن أزعم أن ثمة قصيدة بعينها هي أحب إلي من غيرها، فكل القصائد عندي أعتبرها كما يقال: كل الأعمال الأدبية هي أبنائي. أما بخصوص قصيدة عن الحنين إلى الوطن، فقد كتبت بعض القصائد لكن بعضها طويل وأكثرها لم آت به، لم آت بشعر الآن إلى هنا ليقرأ في هذه الأمسية، فأعتذر عن عدم تمكني من هذا، وإذا ما صادفني في ظرف آخر فقد أنشر شيئاً في هذا المجال إن شاء الله تعالى. |
عريف الحفل: هناك سؤال مشابه أيضاً من الدكتور محمد سداد عقاد يقول فيه: |
لو تتكرم بإسماعنا جزءاً من القصيدة الرائعة التي عنوانها "الظل والحرور".. هو يطلب منك إلقاء جزء منها.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: لم أحضر معي قصائد للقراءة، لذلك كما قلت لدي بعض النصوص الطويلة لكن ليست هي التي يسأل عنها. |
الأستاذة نازك الإمام: السؤال من الجميع: |
كتبت نشيداً للاثنينية ولحن من قبل مجموعة من الشباب على أمل أن يكون في مقدمة الاثنينية، هل يمكننا أن نسمع بعضاً من هذه الكلمات، أو بعضاً من هذا النشيد. شكراً لكم.
|
سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه: آسف يا أستاذة نازك، تكلم معي سعادة الأخ الكريم عن النشيد ورأيت أنه من المناسب أن ينظر في هذا الأمر مجلس الرعاة، فلذلك أرجو أن تقدري هذا الظرف، ولئلا تكون مفاجأة لهم، إلى أن يعرض عليهم، وأن أسمع منهم ما يرون، مع تقديري لهم وشكري الكبير للأستاذ عبد الله عيسى السلامة. |
سؤال للكاتب الأستاذ يحيى الحسن الطاهر: |
مساء جميل للجميع. عفواً تنتمي سيدي حسب قولك إلى المدرسة الوظيفية في الشعر، وبعيداً عن السجال النقدي الواسع والعريض حول الفضاء المفاهيمي والدلالي للفعل الإبداعي في عمومه، ألا ترى أن القصيدة الوظيفية تبتعد عن العفوية والبراءة والمجانية التي هي الأس المركزي للشعرية وتقترب من ثم بالذهني الخالص والتقننة الفكرية. شكراً جزيلاً لكم.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: لا أدري لعل غيري يكتب لك القصيدة بشكل عفوي هكذا... فتنساب القصيدة أربعين أو خمسين بيتاً من فمه دون أن يُجري فيها تصويراً أو تصليحاً أو يقيم في ذهنه أوزاناً معينة، ولا يفرق بين بحر طويل أو بسيط، وكلها تأتي في بحر واحد.. إن هذه العقلية لا أؤمن بها. أقول الشعر صنعة وصنعة معقدة وشديدة التعقيد، وهو من أعقد الفنون على الإطلاق، وأستطيع أن أجزم أنه أعقد من صياغة الذهب. الآن عندك الحركة والسكون والشدة والفتحة والضمة، أي خلل بسيط هكذا بحرف واحد يكسر لك البيت، أي خلل بسيط بحرف يفسد لك المعنى. فمن يزعم لك أن الشعر عفوي هكذا، فربما تجد قراء من هذا النموذج، وأنا لست من هذه المدرسة ولا أستطيع ولا أجرؤ أن أزعم مثل هذا الزعم، وقد تبقى القصيدة عندي سنتين أو ثلاثاً أو خمساً قبل أن أنشرها، وفي كل مرة عندما أعيد النظر فيها قد يعن لي رأي في بعض أبياتها أو في بعض كلماتها فأعدلها أو أطورها حتى تخرج أفضل ما أرغب به، أو ما أستطيع أن أقدمه للناس. |
سؤال من الأخت رانيا بانافع بكالوريوس اقتصاد منزلي: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. هل أنت مع تميز الشعر الأنثوي؟ ولماذا لا يزال العالم العربي يفتقر إلى وجود شاعرات عربيات سواء في الداخل أم على المستوى العربي؟
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: الشعر موهبة؛ قد توجد هذه الموهبة عند الرجل وقد توجد عند المرأة. والخنساء معروفة قصتها في عكاظ وهي شاعرة بزّت كثيراً من الرجال، وكذلك في العصر الحديث هناك شاعرات مجيدات، وأنا أطرح السؤال نفسه: لماذا حتى في الدول الغربية المتقدمة، النساء أقل من الرجال في الوزارات والبرلمانات بنسبة 1 من عشرة مثلاً؟ لكل طبيعته. طبيعة المرأة تختلف عن طبيعة الرجل، ولا أعرف ربما هذا تدخل فيه عوامل أخرى كالعوامل الفيزيولوجية التي لا أعرفها، لكني أستطيع أن أقول إن هناك شاعرات مجيدات، والشاعرة فدوى طوقان مثلاً مجيدة حقيقة وهي أجادت، لكن كم شاعرة عندنا مثل فدوى طوقان؟ أعتقد أنهن قلائل، لذلك لا أستطيع أن أجيب عن ذلك بكل تفصيل (عريف الحفل: هناك نازك الملائكة وفي عصرنا الحاضر روضة الحاج من السودان أيضاً). هناك أسماء كثيرة، لكن ربما تجد خمسين شاعراً تقابلهم خمس شاعرات، وهذا هو السبب.. لماذا هنا أكثر؟ فأنا لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال لأنه ربما يدخل في بحث اجتماعي طويل عريض. |
سؤال من طالب في اثنينية الخوجه شهاب الزهران: |
بسم الله والصلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين.
|
مرحى مرحى أحبتي |
أنا اثنينية الخوجه |
وطن سيد ورع وقلبي |
بحر يأخذني من موجة إلى موجة. |
في رحاب الشعر غير أني |
أملك ألف خوجه وخوجه |
لا التلفاز تلفازي ولا المذياع مذياعي |
فقط اسبحوا معي في نهر هذه الموجة |
أسائل الضيف الكريم كيف أملك |
بيت شعر وأولاداً وزوجة |
|
اسمي شهاب طالب في اثنينية الخوجه تاريخ 16/4/1432هـ. |
سؤال من الأستاذ عبد الغني حاووط مهندس معماري: |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ما قولكم في مقولة إن أجمل الشعر أكذبه؟ أو أعذب الشعر أكذبه؟
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: يا سيدي هذا قول قديم وأنا لست من هذه المدرسة. على العكس أعتقد أن الشعر قد يكون الصدق فيه فنياً، وقد يكون موضوعياً، أما أكذبه فأنا أحب الشعر الصادق، أما أن يكون الشعر كاذباً، فالكلمة هي هي إن كانت شعراً أم نثراً ويحاسب عليها صاحبها. فالذي يكذب في النثر كالذي يكذب في الشعر، أما أن يحسن بعض المسائل فهذا أمر مطروق، وأن يبالغ في تهويل أمر ما للتخويف منه، أو للتعذير منه، فهذا طيب ومطلوب، أن يضم صفات من البخل أو الجبن أو كذا، ويبالغ فيه فهذا أمر طيب ومطلوب، أما أعذب الشعر أكذبه فهذه قولة قالها أحدهم يوماً ما وسجلتها كتب التاريخ وانتشرت هكذا وأنا لست من هذه المدرسة. |
سؤال من قسم السيدات من الأستاذة منى مراد: |
عبد الله السلامة الذي ينتمي إلى شعراء الجيل الجميل كيف تجد واقع الشعر العربي اليوم؟ وهل في رأيك أننا لا نزال في حاجة إلى تطويره؟
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: يعني ما أطلع عليه أحياناً من مهرجانات الشعر أفاجأ به ويدهشني. اطلعت على بعض القصائد، عشرات القصائد وربما أكثر من ذلك في بعض المسابقات، فعندما تصفحت كتاب "بابطين" الذي أورد فيه حوالي 800 قصيدة، وجدت فيه عشرات الشعراء من المبرزين والرائعين. أما مسابقة أمير الشعراء فوجدت فيها شعراء مبدعين حقيقة، أجيال العشرينات والثلاثينات أي كل من هم دون الخمسة وأربعين عاماً، فبين الثلاثين والخمسة وأربعين تسابق فيها شعراء كبار حقيقة ومبدعون، فأنا لا أعتقد أن ثمة جدباً في الشعر. طبعاً هناك أناس يكتبون الشعر تقليداً ولا يجدون وزناً ولا لغة وينشر لهم بعض الناشرين في بعض وسائل الإعلام، لا فأنا لا أتحدث عن هؤلاء بل أتحدث عن الشعراء المبدعين فعلاً، وهذه المسابقة التي في كل عام يسمعها الكثيرون في بعض القنوات، مسابقة رائعة الحقيقة. ذكر الأخ قبل قليل روضة الحاج على سبيل المثال، وهناك تميم البرغوثي.. شعراء مجيدون حقيقة ولا أعتقد أن الساحة تخلو من الشعراء. |
سؤال من القنصل الجزائري العام المساعد درهاب محمد. |
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين. أولاً: نحيي ونشكر الشكر الجزيل الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه الذي رجع بنا في هذه الأمسيات إلى عز الأدب في العصر العباسي والأندلسي، والصالونات الأدبية فهذا الحضور الكريم نشكره شكراً جزيلاً على اللقاء الذي وفر لنا فرصة أن نلتقي بهذه الوجوه الكريمة وأن نتعرف إلى الحراك الثقافي السعودي والعربي. فعلاً لا أجد الكلمات التي أشكر بها الأستاذ عبد المقصود محمد سعيد خوجه وأتمنى من الله سبحانه وتعالى كل الخير. وأريد أن أحيي أيضاً الأستاذ عبد الله عيسى السلامة الأديب العربي المبدع على هذا التألق وأريد أن أستفيد منه وأن أستفيد من هذه الفرصة، أريد أن أسأله السؤال التالي: الحكمة في الشعر العربي المعاصر وتوظيف التراث الإسلامي قد انتفى تقريباً الآن، فما أريد أن أسأله عن توظيف التراث في الشعر والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: لا بد لتراثنا الإسلامي أن يظهر في شعرنا، فنحن ننتمي إلى هذه الأمة، أما إذا كانت القضية موضوع الحكمة، فأنا أعتبر الحكمة قمة الشعر، وأتقرب من الله عز وجل عندما أقول بيتاً فيه شيء من الحكمة، فلعل هذا في التوفيق في سجل أعماله يوم القيامة، لأن الشعر بالنسبة إلي دعوة، دعوة إلى الله سبحانه وتعالى فأحرص على ألا أسجل في صفحتي إلا ما يقرأ الناس من حكمة أو غيرها إن شاء الله. |
سؤال من قسم السيدات، من حرم الأستاذ عبد الله عيسى السلامة، الأستاذة فدوى محمد جاموس لغة عربية من جامعة حلب. |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأستاذ عبد الله عيسى السلامة. استضافتك الاثنينية شاعراً وروائياً، ولم نسمع طيلة الأمسية شيئاً من الشعر، فهلاّ أسمعتنا شيئاً منه؟ والحضور هنا يلّحَ على سماع شيء من شعرك، ولكم الخيار في موضوع القصيدة.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة:
|
هات أيها الساري إلى روض الحبيب |
هاتِ لي من ضوعه رقصة طيب |
|
|