((الحوار مع المحتفى به))
|
الأستاذة نازك الإمام: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أكرم النبيين سيدنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين. |
أصحاب السعادة، الإخوة والأخوات الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نرحب بالأديب الذي جمع بين الشعر والرواية والقصة، وبشاعر العرب عندما فاز بهذا اللقب قبل عامين. كما توج الأول في مسابقة "أم المؤمنين" وحمل بين حنايا صدره الكثير من الأوسمة الأدبية. كتب عنه العديد من الصحف المحلية والعالمية، ونوقشت في الكثير من الدراسات مؤلفاته، أبرزها دراسة من إحدى الجامعات السعودية التي تحدثت عن روايته الثعابيني، وأخرى من إحدى الجامعات المغربية التي ناقشت رواية الكاتب "التاريخ والرواية". كما ناقشت إحدى الباحثات العراقيات رسالتها في الماجستير "البناء السردي في روايات عبد الله عيسى السلامة". وكتبت عنه دراسة أردنية في الرواية الإسلامية المعاصرة بعنوان "الفواعل السردية". هو الأستاذ الشاعر السوري عبد الله عيسى السلامة الفائز بجائزة شاعر عكاظ، وصاحب الشعر العمودي، وشعر التفعيلة، نرحب به وبسعادته الليلة ونبدأ من جانبنا طرح الأسئلة. اسمحوا لي بداية أن أتفضل بسؤال ضيفنا الكريم مني أنا شخصياً نازك الإمام. |
ضيفنا الكريم، ما هي الوسيلة الإعلامية الأولى التي نشرت فيها نتاجك الشعري؟ وحبذا لو تروي لنا موقفاً شعرياً طريفاً أو مؤلماً لا يزال عالقاً في نسيج ذاكرتك.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: بسم الله الرحمن الرحيم. أهم مادة أو أهم وعاء إعلامي كان عندي هو حضارة الإسلام وكتبت فيها لمدة عشر سنوات، بعدئذ بدأت أنشر في صحف أخرى، ومجلات أخرى. أما في ما يتعلق بالموقف المؤلم، فهو لم يكن في الشعر إنما في بحث كتبته ونشرته في مجلة أسبوعية لن أسميها لأني أحبها وأحترمها وأعتبرها مجلة جيدة ما شاء الله تعالى، ولا أريد أن أسيء إليها، لكن الأخ المسؤول عنها، تصرف تصرفاً غير سليم في حينه. نشرت مادة نثرية بعنوان "اللغة السياسية في السلوك السياسي". نشرتها في هذه المجلة ثم بعد ثلاث أو أربع سنوات، كنت أقلب في المجلة فوجدت عنواناً شبيهاً بهذا العنوان "اللغة سلوك" فأعجبني العنوان فقلت إن هذا الرجل يفكر بطريقة مشابهة لطريقتي. فعندما قرأت المادة وجدتها مادتي ووجدت النص نفسه، فقط اختصر العنوان، وأخذ المادة كاملة من ألفها إلى يائها، الدكتور فلان. أرسلت المجلة إلى الأخ المسؤول في حينها وقلت له: يا أخي هذا النص لي ونشر عندكم أنتم بالذات قبل فترة، فاقترحت عليه أن يعلق ويكتب هامشاً صغيراً مثل التعقيب أن هذا النص لفلان فرفض. ثم مرة ثانية وثالثة أكدت عليه يا أخي هذا النص لي ولست مستعداً أن أتخلى عنه، بعد ذلك هددته وأنذرته وقلت له: إما أن تصحح الأمر أو أضعه تحت أسماع أصحاب المجلة وأبصارهم، فاستجاب الرجل جزاه الله خيراً وصحح الموضوع بتصويب بسيط، أن هذا النص لفلان. آلمني هذا السلوك لأنه صدر عن مجلة إسلامية، وطبعاً الجانب الأخلاقي كما نلاحظ بارز في المسألة. من حينها لم ينشر لي هذا الأخ الكريم ولا أي مادة، رغم أني كنت أنشر على الأقل أربع أو خمس مواد في العام الواحد. لم ينشر لي مذاك ولست آسفاً على ذلك. لكن أسفي هو على هذا الموقف الذي حدث، وهذا من الأمور التي حزت في نفسي. |
سؤال من الشيخ محمد علي الصابوني. |
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد. لقد أبدعت يا شيخ عبد الله السلامة سلمك الله ورعاك وروحت النفس، وهيأت القلب إلى سماع الشعر، والشعر إذا لم يكن يحرك الشعور، فليس بشعر وسؤالي هو إليك الآن وإلى السادة الأفاضل: يقولون لكل شاعر شيطان يلهمه في الشعر ويوجهه إلى القريب، فهل شيطانك ذكر أم أنثى؟ هذا سؤالي، ولكن قبل أن تجيبني عليه أذكر لكم أيها السادة هذه الفكاهة التي ذكرها لنا المفسر العظيم الكبير الإمام القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن، وهو كتاب نفيس من عشرة مجلدات أو أكثر. يقولون دخل الفرزدق على الخليفة سليمان بن عبد الملك فأنشده أبياتاً فيها إقذاع ومجون، فيها شيء من المجون للتسلية فقال له الخليفة: "وجب الحد عليك بإقرارك. يا جلاد تعال واجلده مئة جلدة". وكان فيها من الأبيات ما أحفظ منه يقول فيها:
|
فبئن بجانبي مصرعات |
وبت أفض أغلاق الختم |
|
يعني ارتكب جريمة الزنا، فقال له الخليفة: قم واجلدوه. وقع في الحيرة قال: يا إمام المسلمين يا خليفة إن الله درأ الحد عني. قال: كيف درأ الحد عنك؟ قال ألم تسمع الله عز وجل يقول:
وَالشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ
(الشعراء: 224-226). والله ما حللت إزاري على امرأة.
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: جزى الله فضيلة الشيخ خيراً على هذا الكلام الطيب، ورداً على كلمته إن كان شيطاني ذكراً أم أنثى فهذا كلام لأحد الشعراء الذي قال: |
ولكل شاعر من البشر شيطان |
هو أنثى وشيطاني ذكر |
|
فأنا لا أزعم أنه أنثى أو ذكر. |
سؤال من قسم السيدات: |
الأستاذ عبد الله السلامة مرحباً بك في اثنينيتنا. لديك رواية بعنوان "مَن هذا المجرم؟" فهل هو كتاب في تشبيه الشعر؟ أم هي كناية؟ أم أدب؟ في روايتك مَن هذا المجرم؟
|
الأستاذ عبد الله عيسى السلامة: كتبت هذه الرواية وعندما جئت لأنشرها جرى الاتفاق بيني وبين الناشر أن نغير عنوانها إلى "غائص في فردوس الشيطان" وهي تدخل في باب القصة الطويلة أكثر مما تدخل في باب الرواية. هناك روايتان هذه والرواية التي سبقتها "من قتل الرجل الغامض" وكل منهما تعتبر قصة طويلة، أكثر مما تعتبر رواية وإن كانتا تدخلان في باب الرواية. |
|