شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور أبو بكر باقادر))
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على كل الأنبياء والمرسلين، وبعد:
عرفت الزميلة الدكتورة فرايتاج -وأسميها (باجمعة) لأن فرايتاج معناها جمعة- في التسعينيات، على هامش رابطة دارسي الشرق الأوسط في الولايات المتحدة الأمريكية، وفوجئت بأنها تتحدث عن حضرموت، وعن بعض الأسر ومنها آل عمودي وأنا من آل العمودي، فكان هذا حرياً بنا أن ندخل في نقاشات طويلة، قادت الدكتورة فرايتاج إلى أن تأتي إلى جدة للتعرف إلى بعض المؤرخين الحضارمة الذين يسكنون جدة، وقد التقت في أثناء قدومها المؤرخ الحضرمي الكبير نزيل جدة الشيخ عبد الله الناخبي رحمة الله عليه، وكانت تلك انطلاقة مهمة جداً في بحوثها عن حضرموت التي بدأتها بندوة كبرى في جامعة لندن، من خلال مدرسة الدراسات الأفريقية والآسيوية، وكانت نواة هذه الندوة، أن برز عديد من الباحثين ممن تناولوا الحضارمة في مهاجرهم بوصفهم رجال سياسة وتجاراً ومهاجرين من العلماء، ولقد كانت تعمل على كتاب أصدرته لاحقاً من مكتبة لايدن عن تكوّن الدولة أو مفهوم الدولة للمهاجرين الحضارمة في المحيط الهندي، إذ كما تعلمون أن الحضارمة في القرن التاسع عشر وجزء كبير من القرن العشرين كادوا أن يكونوا العنصر الأساسي المحرك في تجارة المحيط الهندي برمته، وهذا استرعى الاهتمام، خصوصاً أنها حينما ذهبت إلى بريطانيا كان الاهتمام من طرف بريطانيا لما يسمى بإعادة كتابة التاريخ الإمبراطوري الإنجليزي، في هذا السياق، قادتها -كما قلت- الأقدار للتعرف إلى المؤرخين الذين استوطنوا مدينة جدة، ويبدو أن من يأتي إلى جدة، ينصرف عن غيرها من الموضوعات ليتعلق بها، وقد بدأت دراساتها في الأساس بالتاريخ السوري، ثم بعد ذلك أتت الصدفة لأن تتخصص بحضرموت وتاريخ حضرموت، فإذا بها حينما جاءت في جدة، عشقت جدة فهي مثلك يا دكتور عبد الله من عشاق جدة، وتراكم هذا بأن وقع لها تعاون مع جامعة عفت، وحضر الطلاب بالفعل لأكثر من سنة، وقد سنحت لي الفرصة بمقابلة هؤلاء الشباب الذين كان لكل واحد منهم اهتمام خاص انتهى بهذا الإصدار الذي جاء ذكره من طرف الشيخ، وهو عبارة عن بحوث لطلبة من الجامعة الحرة ومركز دراسات الشرق الإسلامي. في هذا الخصوص أود أن أتحدث عن الأستاذة فرايتاج باعتبارها جسراً مهماً للدراسات العربية الإسلامية في ألمانيا الحديثة؛ إذ كما هو معروف بأن الدارسين الألمان، وبالذات في جامعتي توبنغن وفرايبورغ وغيرها من الجامعات -لكن هاتين الجامعتين كانت لهما قصب السبق- ولايبسغ في ألمانيا الشرقية، كانوا يهتمون حتى مرحلة متأخرة جداً بالدراسة الدراسات العربية والإسلامية القديمة، ولا يهتمون بالدراسات الحديثة، لكننا نشهد في هذه المرحلة بدء اهتمام بالدراسات العربية المعاصرة، ويعتبر مركز دراسات الشرق الحديث أحد المراكز المهمة في هذا المجال، ود. فرايتاج حقيقة بوصفها مديرة لهذا المركز وبوصفها تنتمي أيضاً إلى الجامعة الحرة في برلين، تشكل قنطرة أعتقد غاية في الأهمية وإني لسعيد جداً لتكرر زياراتها ولبدء اهتمامها واهتمام فريق كبير من الطلاب بدراسة المملكة العربية السعودية، والجميع يعرف بأن الدراسات الألمانية دراسات عميقة جادة قد تكون في بعض جوانبها غير مريحة لنا لأنها دراسات نقدية، إلا أن بدء هذا النوع من الدراسات سيشكل من دون شك إسهاماً كبيراً. إن مطبوعات ومنشورات المركز ليست فقط باللغة الألمانية وإنما بعضها باللغة الإنجليزية، وبعض الإصدارات منها بالعربية، إذ صدرت عنه دراسة عن قيم الشباب في العالم العربي بالعربية.. أنا أعتقد بأن مشروع كلية عفت مشروع رؤية ومشروع مستقبلي، وأتمنى أن تتسع هذه الجسور وأرحب بالزميلة والصديقة والباحثة الجادة التي ما فتئنا في كل زيارة نجلس إليها ويعرض كل منا ما لديه من بضاعة جديدة. أحيي الدكتورة فرايتاج وأعرف بأن الأيام حبلى بأشياء كثيرة. أيضاً أود أن أقول وهذا شيء مهم: أتمنى أن تتمكن من إرساء باخرتها أو مركبها، فهي قلقة متنقلة متحركة اهتمت بسوريا واهتمت بحضرموت لكن نتمنى أن تشغلها جدة والمملكة العربية السعودية لفترة طويلة فهي لا تمثل فقط نفسها وإنما كما ذكرت هي رئيسة مركز ومركز مهم وحديث له تطلعات، وهي تشرف أيضاً على عدد كبير من الطلاب. أيضاً أتمنى أن يكون المركز مكاناً لاستقبال عدد كبير من الباحثين السعوديين وبالذات في المجالات التاريخية والمجالات الأدبية والسمعية والبصرية. كنت قد اقترحت -وأنا أذكر هذا الاقتراح على الهواء لعله يجد صدى- اقترحت على الدكتورة بأن تكون هناك جائزة للتاريخ المحلي للعالم العربي، مثل تاريخ جدة، أو تاريخ زقاق في مدينة حيث درست في ألمانيا مثلاً حي الميدان في دمشق.. هذا النوع من التواريخ المحلية غاية في الأهمية أتمنى أن ينبري أحد النبلاء من أبناء المملكة العربية السعودية بعمل جائزة سنوية بالاتفاق مع المركز، تكون رمزية، بحيث لا تزيد عن عشرة آلاف يورو، من شأنها أن توسع النظر في دراسة الموروث التاريخي الحديث في منطقتنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريفة الحفل: شكراً للأستاذ الدكتور أبو بكر باقادر، أستاذ علم الاجتماع. الآن مع الأستاذ الدكتور محمد خضر عريف، ثم ننتقل إلى كلمة ضيفتنا والمحتفى بها. تفضل دكتور.
الشيخ: أستاذنا عريف، أنت لست في البرنامج ولكننا سنعطيك فرصة خمس دقائق فقط.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :454  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 137 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج