شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
البعثة المحمّديّة (من البسيط)
لَقَدْ أَتَى عن خَطيرِ الشِّرْكِ أنباءُ
يَشيبُ مِنْ هَوْلِها في الْمَهْدِ أَبْناءُ
أَلَيْسَ في الأَرْضِ رُكْنٌ واحدٌ سَلِمَتْ
به العَقِيدةُ لم يَلْحَقْهُ إيذاء
مَهْدُ العُروبَة حَيْثُ البَيْتُ شَيَّدَهُ
أبو النَّبيِّينَ قد نالَتْهُ أَرْزاء (1)
أليس ذا البيتُ في التَّوْحِيدِ مَغْرِسُهُ
فكيف هَبَّتْ على ذا البيت نَكْباء (2)
بِكُلّ دارٍ بِمَهْدِ العُرْبِ داهيةٌ
قِوامُها صَنَمُ للشِّرْكِ بَنّاء (3)
وقد أحاطَ ببَيْتِ اللَّهِ آلهةٌ
مَزْعُومةٌ حَسْبَ سُخْفِ القومِ شَوْهاء (4)
تَوارَثَ القَوْمُ أَصْناماً لَهُمْ عُبِدَتْ
مِنْ عَهْدِ نُوحٍ وزادَ الجُرْحُ والدّاء (5)
وإن عَجِبْتَ فَمِنْ أَصْنامِهِمْ وَضَعُوا
بِداخِلِ البَيْتِ، بئْسَ الفِعْلُ ما جاءوا
أبو النَّبيِّينَ إبْراهِيمُ جاءَ بها
نَقِيَّةً لَيْلُها نُورٌ وأضْواء
فكيف عادَ بِها أبناؤُهُ سَفَهاً
مَشُوبةً فكأنّ الصُّبْحَ إِمْساء!
قِدْماً هُمُ احتَفَظُوا مِنْ إرْثِ جَدِّهمُ
بما وَعاهُ مِنَ الحقِّ الأَلِبَّاء (6)
فَلَيْتَ وَعَيْهُمُ كان ارتَقَى صُعُداً
فكانَ مِنْهُمْ على التَّوْحِيد إبْقاء
وأيُّ فَخْرٍ لِمَجْدٍ قد نَمَا وَسَمَا
إذا يكونُ لِدينِ اللَّهِ إقْصاء
أَيَخْدَعُ اللُّبَّ ألْواحٌ مُسنَّدةٌ
تَرُوقُ عَيْناً وفي الأَعْماقِ أَدْواء (7)
هُمْ يَعْلَمُونَ عن الدُّنْيا وزِينَتِها
وعَيْنُهُمْ عن صَحيحِ الدِّينِ عَمْياء
مَهْدُ العُروبَةِ هَزَّ الشِّرْكُ دَوْحَتَهُ
وعاثَ في ساحِهِ رِيحٌ وأَنْواء (8)
وليس يُدرِكُ أبناءٌ لَهُ خَطَلاً
وكيف يُبْصِر من أعَمَتْهُ ظَلْماء (9)
بِكُلّ أَرْضٍ يَحُلُّ العُرْبُ ساحَتَها
نُصْبٌ يَجِيءُ ويَمْضِي وَقْتَمَا شاءوا (10)
ورُبَّما كانَتِ الأَحْجارُ مَعْدِنَهُ
ورُبَّما صاغَهُ تَمْرٌ وَحَلْواء (11)
ما أَعْظَمَ التَّمْرَ والْحَلْواءَ يَأكُلُها
إذا يَجُوُعُ أَبٌ والأُمُّ حَوَّاء
ورُبَّما فاقَ نُصْبٌ في الجَمالِ أخاً
ضَرِيبَةُ القُبْحِ إذلالٌ وإِجْلاء
هي الأَثافِي يكونُ النُّصْبُ ثالثَها
طَبِيعَةُ القُبْحِ عند الفَحْصِ سَوْداء (12)
وعَنْ قَرِيبٍ جَمالُ النُّصْب يَهْجُرُهُ
وسوف يَهْجُرُهُ حُبٌّ وإدْناء
بِمَزْجَرِ الكَلْبِ يَلْقى النُّصْبُ مَوْضِعَهُ
مَكانَةُ الكَلْبِ إقْصاءٌ وإقْعاء (13)
مَهْدَ الْعُروبةِ ماذا قد دهاك ضُحًى
لا العُرْبُ عُرْبٌ ولا العَرْباء عَرْباء (14)
مكانُكَ الذَّيْلُ لكِنْ لا غَناءَ بِهِ
وقد يكونُ لِبْعضِ الذْيْلِ إغْناء (15)
جَعَلْتَ هَمَّك في إنْشادِ قافية
تُشَنِّفُ الأُذْنَ لكنْ ذاكَ إِنْشاء (16)
وكم تقومُ على الإنْشادِ رائعةٌ
يَفْنَى الزَّمانُ وتَبْقَى وَهْي عَصْماء
هُمْ فَجَّرُوا طاقَةَ الأَقَوامِ قَدْ شُرِحَتْ
صُدُورُهُمْ فَلِدين اللَّه قد فاءُوا (17)
قد بادَلَ القَوْمَ إحْساناً بِسابِقِهِ
فكان منهم لدِينِ اللَّهِ إرْساء
وكان مِنْهُم بإخْلاصٍ وتَضْحِيَةٍ
بِناءُ صَرَحِ فَخارٍ ما بِه ناءُوا (18)
سَمِعْتَ عن طارِقٍ مِنْ أُمَّةٍ كَرُمَتْ
وطارِقِ الفَتْحِ حَرْفٌ ما لهُ باء (19)
كذاك رائِحَةُ التُّفَاح مُذْ عَبِقَتْ
تَبَخْتَرَتْ فِيهِ أفْعالٌ وأسْماء (20)
وفي الْحَدِيثِ البُخارِي فاقَ جامِعُهُ
هو الأمِيرُ به التَفَّ الأَحِبَّاء (21)
اللَّه أَكْبَرُ هذا الْمَجْدُ شَيَّدهُ
أتباعُ طهَ وهل للشَّمْسِ إخْفاء!
بِحُبِّه وبِحُبِّ الوَحْي جاءَ بِهِ
يُطْوَى الفضاءُ ويُطْوَى البَرُ والماء
كي أتيح الفرصة للأسئلة سنتجاوز في الحقيقة مقطوعات وأشياء تتعلق بالأمصار وهجرة النبي صلى الله عليه وسلم. وآخر قصيدة في هذا السفر تحتوي على خمسمئة بيت، واسمحوا لي أن اقرأ بضعة أبيات في مدح الأنصار. أكتفي بخمسة أبيات من القصيدة التي تثني على الأنصار وكذلك أختم حينما بايع الرسول صلى الله عليه وسلم الأنصار على القتال، فماذا نقول:
 
طباعة

تعليق

 القراءات :489  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 127 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج