شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
في غار حِراء (من مَزْدَوَج الرَّجَز)
عادَ الأَمِينُ يَرْجُفُ الفُؤادُ
مِنْهُ كما تَمَكّنَ الإِجْهادُ
لِزَوْجِهِ خَديجَةَ المُطَهَّرَة
والأسْرةِ الكريمةِ الموقَّرَهْ
أكْرَمَهُ الرّحمنُ ذو الإِحْسانِ
بالخَمْسِ آياتٍ مِنَ القُرْآنِ
الرُّوح قد جاءَ إلى حِراءِ
إلى حَبيبِ اللَّهِ في الضَّحاءِ (1)
في مَلْبَسِ الشَّيْخِ الجَميلِ الصُّوَرهْ
والهَيْئَةِ الجَليلةِ الوَقورة
فَاجَأهُ في مَوْطِنِ العِبادَهْ
والخَلْوةِ العَظِيمَةِ السَّعادهْ
فتارَةً عَشْرٌ من اللَّيالي
وتارةً شَهْرٌ على الكَمال
قال لَهُ إنّي أَنا جِبْرِيلُ
وأنت يا محمّدُ الرَّسولُ
في قُوَّةٍ قد ضَمَّهُ وأَرْسَلَهْ
كي يُدْرك الخَيْرَ الّذي قد سيقَ لهُ
قَالَ لَهُ اقْرأْ قال ما أُجِيدُ
فَضَمّهُ في قُوَّةٍ تَزِيدُ
قالَ لَهُ اقرأْ مرّةً أَخِيرهْ
وغَطِّهُ في آخِرِ الْمسِيرَهْ (2)
قال لَهُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبٍّ خالقِ
لِلْعَبْدِ مِنْ ماسٍ نَقيٍّ دافِقِ
قَدْ نُقشَتْ آيُ الكِتابِ الْمنْزَلِ
في صَدْرِ خَيْرِ مصطفىً ومُرْسَلِ
وفي الطّرِيق أَبْصَرَ الأَمينا
وقد أبان سِرَّهُ الدَّفِينا
الشَّكْلُ مِنْهُ سَدَّ كلَّ ناحِيَهْ
فما تَرَى لِلشَّمْسِ أيَّ ناصِيَهْ
وهذه المَسِيرةُ الجَلِيلهْ
قد تَوَّجَتْها لَفْتَةٌ جَمِيلَهْ
جِبْرِيلُ مَرْسولٌ مِنَ السَّماءِ
إلى رَسولِ اللَّهِ في حِراءِ
هُنا الرّسولُ الأَشْرَفُ الكريمُ
هُنا النَّبِيُّ الخاتِم العَظيمُ
ما أَجْمَلَ الأَقْوالَ قد تناغَمَتْ
وأَكْرَمَ الأَفْعالَ قد تَعاظَمتْ
تَمَكَّنَ الخَوْفُ مِنَ الحَبِيبِ
إنّ الّذي تَمَّ مِنَ العَجِيب
ما أَبَعَد الشُّقّةَ بين الغارِ
لِلْخائِفِ الماشِي وبين الدّارِ
أتى الحبيبُ السَّفْحَ بعد كَدِّ
أتى الحبيبُ الدّارَ بعد جُهْدِ
طال انتظارُ الزَّوْجةِ الكريمة
كُلُّ عَظِيمٍ خَلْفَهُ عَظِيمَهْ
اِسْتَقْبَلَتْ خَدِيجةُ الوفيّهْ
محمّداً في رَحْمَةٍ بَهِيَّهْ
قالت لَهُ قد طال يا ابْنَ عَمّي
خَوْفِي عليكَ واستَبَدَّ هَمِّي
اضْطَرَبَ الجِسْمُ من النَّبِيِّ
كالرِّيشَةِ اجْتِيحَتْ مِنَ الأَتِيِّ (3)
يقول للأَحْبابِ دثّروني
مِنْ أَخْمَصِي إلى ذُرا قُروني (4)
وبعد أن حَلّتْ به السَّكِينَهْ
أبان ما في النَّفْسِ من دفِينهْ (5)
أَفْضَى إلى خديجةَ الحكِيمَهْ
بالقِصَّةِ الفَرِيدَةِ اليَتِيمَهْ (6)
وقال إنّي مِنْ فَواتِ حِسِّي
لقد خَشِيتُ ووَفاةِ نَفْسي
قالت لَهُ واللَّهِ يا محمّدُ
دَوْماً من الرّحمن سوف تُحَمْدُ
كلُّ النُّعُوتِ الفَخْمَةِ المجيَدهْ
فاضَتْ بها صِفاتُكَ الحَمِيدَهْ
أَخْلاقُكَ العَظِيمَةُ الفَرِيَدهْ
قد طَوَّقَتْ مِنَ الزَّمانِ جِيدَهْ
أنت الَّذي قد واصَلَ الأَرْحاما
وقَدَّمَ الشَّرابَ والطَّعاما
وخَفَّ في نَوائِبِ السِّنينا
يُساعِدُ الضَّعِيفَ والمِسْكِينا
ويَصْدُقُ الحَدِيثَ والوُعودَا
والْعَهْدَ والمِيثَاقَ والعُقودا
فليس لِلشَّيْطانِ مِنْ سَبِيلِ
عليك يا ذا الخُلُقِ النَّبيلِ
كأنْ رَبَّ الأَرْضِ والسَّماءِ
قد اصْطَفاكَ شافياً لِلدّاءِ
إنّي لأَرْجُو أن تَزُولَ الغُمَّهْ
وأن تكون المُجْتَبَى لِلأُمَّهْ
اِنطَلَقَتْ خديجةُ الوقورَة
بِزَوْجِها ذي الهِمَّةِ الكَبيرَهْ
إلى ابْن عَمٍّ كان قد تَدَبَّرا
لسابِقَ الوَحْيِ وقد تَنَصَّرا
كان كَبِيراً طاعِناً في السِّنِّ
لَكنَّهُ يَقْرَأُ كُلّ فَنِّ
وَيَنْقُلُ المَكْتُوبَ بِالعِبْراني
إلى اللِّسانِ المُشْرقِ البَيانِ
وكان ذا تَجْرِبَةٍ كَبِيَرهْ
فإنّهُ طالَتْ بِهِ المَسِيَرهْ
قالت له يا عَمِّ ذا محمّدُ
وابنُ أخِيكَ فَضْلُهُ لا يُجْحَدُ
مَرَّتْ به تَجْربةٌ كَبيرهْ
وقِصَّةٌ مثيرَةٌ خَطيرَهْ
يُرِيدُ أن يَقُصَّها عَلَيْكا
ويَفْهَمَ المَغْزَى الّذي لَدَيْكا
اِنْصَرَفَ الشَّيْخُ الكَبِيرُ الأَعْمَى
بِسَمْعِهِ إلى الرَّسُولِ الأَسْمَى
أراد أن يَفْهَمَ مِنْهُ القَوْلا
وما تراءى أن يكون الهَوْلا
وكان ذا عِلْمٍ عن الأَمِينِ
قد ارتَقَى لِمُسْتَوى اليقِينِ
بأنّهُ خيْرُ قُرَيْشٍ حَسَبا
وخَيْرُهُمْ أَمانةً ونَسَبا
وخَيْرُ مَنْ يَنْطِقُ قَوْلَ الفَصْلِ
فليس ما يَقُولُهُ بالهَزْلِ (7)
تَدَبَّرَ الشَّيْخُ الوَقُورُ الأَمْرا
وكَبَّه وَجْهاً وأُخْرى ظَهْرا
وقال للأَمِينِ في سُرورِ
وفي سَكِينَةٍ وفي حُبورِ (8)
إنّ الّذي لاقَيْتَ في حِراءِ
ذاكَ أمينُ اللَّه في السّماءِ
مِنْ قَبْلُ قد كان رآه مُوسى
وبَعْدَه كان رآهُ عيسى
أَبْشِرْ فأنت المصطفى المُخْتارُ
واصْبِر فَمَنْ في أَرْضِنا كُفّارُ
عمّا قَرِيبٍ أنت سوف تُهْجَرُ
وكلُّ مَعْروفٍ لديك يُنْكَرُ
وسوف يُقْصيكَ من الدِّيارِ
كلُ عُتُلٍّ مُعْتَدٍ جَبّارِ (9)
في لهجةِ الْمُنْكِرِ للعِداءِ
رَغْمَ عَظِيمِ البَذْلِ والسَّخاءِ
قال الأَمِينُ مُكبِراً لِلدّاءِ
أَمُخْرِجي مِنْ بَلْدَتي أعدائي!
أَجَابهُ الشَّيْخُ الكبيرُ الفَهْمِ
لِمَا حَوَتْ أَسْفارهُ مِنْ عِلْم
بأنّ إِخْراجَ النَّبِيِّ الهادي
سُنّةُ ربِّ الكَوْنِ والعِباد
المُرْسَلونَ المُصْطَفَوْنَ البَرَرَهْ
يَخْتَصُّهُمْ بالسُّوءِ كُلُّ الكَفَرَهْ
لو أنّ ربّ العَرَش شاءَ غَيْرَهُ
إذن أعادَ لِلْكَفُورِ شَرَّهُ
أو صَرَفَ الشَّرَّ إلى الأَشْرارِ
وَكُلَّ إيذاءِ إلى الفُجّارِ
لكنّهُ شاءَ لأَنْ يُطَهِّرا
قُلُوبَهُمْ وأَجْرَهُمْ يُكَثّرا
عاد الأمينُ مَعَهُ الأَمِينَهْ
بالدُّرَّةِ الغالِيَةِ الثّمينهْ
قد صَحَّ رَأْيُ الزّوْجَةِ الوَفِيَّهْ
وما تراءى أَنَّهُ أُمْنِيَّهْ
محمّدٌ خَيْرُ الوَرَى سَجِيّهْ
وأَطْيَبُ النّاسِ الكِرامِ نِيَّهْ (10)
قد أَكْرمَ اللَّهُ به الأَناما
فكان دِينُ المصطفى الإِسْلاما (11)
كل عظيم خلفه عظيمة، وعندنا السيدة خديجة رضي الله تعالى عنها، هي أعظم النساء في تاريخ البشرية، ومن أكبر النعم التي يكرم الله سبحانه وتعالى بها المسلم أن يرزقه زوجة صالحة فأنا بفضل الله تعالى رزقني الله هذه الزوجة وبفضل الله تعالى ثم لزوجتي بشأن هذه الأعمال التي قمت بها، وربما أشرت إلى أن كتاب الوحدة الموضوعية أهديته إلى زوجتي لأني كنت غارقاً في العلم وهي في المنزل تربي الأولاد والبنات وواصلتْ الدراسة وحتى نالت الدكتوراه وأستاذ مشارك، وهي رئيسة جمعية تحفيظ القرآن الكريم في مكة المكرمة، وهي عميدة معهد الدراسات القرآنية للبنات في مكة المكرمة، والوقف الخيري لزوجتي ولي بفضل الله سبحانه وتعالى. أنا أود الآن أن أقرأ بعض الأبيات وهي من قصيدة بعنوان البعثة المحمدية سوف أكتفي ببعض الأبيات من بعض القصائد. عنوان هذه القصيدة "البعثة المحمدية" كيف أكرم الله سبحانه وتعالى هذه الأمة بأعظم شخص خلقه الله سبحانه وتعالى. هذه حقيقة فكيف كان العرب قبل الإسلام، وكيف أصبحوا بعد ذلك.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :474  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 126 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج