شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((استئناف الحوار مع المحتفى به))
السيدة نازك: السؤال من الأخت دينا أسعد، قنصلية لبنان بجدة، فلتتفضل.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وأسبغ ثوب الصحة والعافية على شيخ هذه الاثنينية، السؤال: لغة (الفيسبوك)، التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم، ما هو مستقبل اللغات بجوارها رغماً عن إنها فرضت نفسها علينا فرضاً وشكراً.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: طبعاً (الفيسبوك) مثل الأدوات التي اخترعها الإنسان جميعها، لا صلة لها باللغة، هي لغة مستقلة عن الأدوات التي تنفذ عن طريق هذه الوسائل، ربما الخوف على اللغة من (الفيسبوك) بأنه سوف يدخل عليها كثيراً من الأنماط اللغوية لا يقبلها النحويون، لكنها هي وسيلة وليس أكثر.
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ صالح بن خميس الزهراني، كاتب وصحفي.
مساكم الله بالخير، سعداء بهذه الطلة الجميلة وهذه الكوكبة من الأساتذة الكرام في هذه الأمسية الطيبة، ونسأل الله أن يعيد لنا راعيها وهو في صحة وعافية بإذن البارئ، جلت قدرته، أستاذي الكريم: كنت أرغب أن أكون معك، في مواجهات الرسالة معك، ولكنني آثرت ذلك لبعض الزملاء فقد يكونوا أفضل مني، على تقديم محاورها أكثر حتى تقدمها لنا بصورة أكبر، لكنني سأسألك سؤالاً لأنك أستاذ في اللغويات: ما هي التغييرات التي طرأت على اللغة العربية بعد أن أدخل على حروفها التنقيط والحركات؟ شكراً.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: أنا لست أبا الأسود الدؤلي فهذه مسألة قديمة، الكتابة وسيلة من وسائل تمثيل اللغة فليس هناك صلة بين تركيب اللغة وقضية الإصلاحات التي أدخلت على الكتابة، فالكتابة وسيلة من الوسائل مثل الفيسبوك، ومثل الوسائل الأخرى، فلا أظن أن هناك تأثيراً على تركيب اللغة العربية بسبب هذه التغييرات التي حدثت فيما بعد، اللغة منفصلة تماماً عن الوسائل التي تبرزها وهي الوسيلة الكلامية والوسيلة الكتابية والوسائل التصويرية إلى آخره، فلها تركيب مستقل عن هذه الوسائل التي تؤدى بها، هذا على حد علمي.
السيدة نازك: السؤال من الأستاذة الشاعرة بديعة قشقري:
السلام عليكم، أحيي الحضور جميعاً كما أحيي الدكتور حمزة المزيني، وإسهاماته الجميلة والرائعة التي قدمها للمكتبة العربية، واللغة العربية خاصة في الترجمة، سؤالي قد يكون مختلفاً: في إطار الظروف المجتمعية والسياسية والتغييرات المتلاحقة التي فرضت نفسها مؤخراً، كانتفاضات الشعوب في العالم العربي، بدءاً بثورة تونس ثم ثورة مصر، انبثقت لغة ومفردات فرضت نفسها على الساحة الإعلامية أعني مفردات كانت تتكرر طوال الوقت، هذه المفردات هي بعضها ذات منشأ فصيح مثل كلمة الشعب، الشباب، كرامة، إفساد، إصلاح، فساد بالأحرى، وبعضها ذو منشأ محكي أو لهجة مثل مفردة: بلطجة وبلطجية، هذه اللغة أو المفردات التي تكررت مؤخراً: هل تتفق معي دكتور حمزة في أن تضاف هذه المفردات إلى المعجم الدولي، سواء معجم وبستر أو أي معجم آخر، في أي لغة لأنها ساهمت كمفهوم سيميائي في فرض مفهوم جديد منبثق من لغتنا العربية، وأعتقد أن هذا إسهام بلا شك فاللغة كائن متطور، وبتطور الشعوب تفرض اللغة نفسها وتعولم، مثلما تعولمت كلمة بروستريكا أثناء انهيار الاتحاد السوفيتي. وشكراً.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: شكراً أيتها المبدعة بديعة، وسؤالك يثير الأشجان، السؤال هو هل يقبل المعجم العربي، أن يضيف بعض الكلمات العامية، هذا هو السؤال، أما اللغات الأخرى فهي أكثر تسامحاً، والقائمون على بنية أو على تأليف وجمع معاجم اللغات الأخرى مثل الإنجليزية هم أكثر جرأة وتسامحاً من جامعي المعاجم العربية في إضافة الكلمات الجديدة، مثل كلمة انتفاضة، كما تعرفون جميعاً أضيفت بوصفها كلمة أصيلة في اللغة الإنجليزية فهم الآن عندما يتكلمون عن انتفاضة يعرفها الجميع وهي موجودة في أصل المعجم لكننا في الواقع عندما نستعمل المعجم العربي نجد أن ملايين الكلمات التي استخدمت بعد منتصف القرن الثاني الهجري هجرت ولم تضم إلى المعجم العربي حتى الآن، الذين يجمعون المعاجم العربية، يتحرجون في إضافة الكلمات الجديدة، فالسؤال هو: هل يقبل جامعو المعاجم العربية، يتنازلون قليلاً، أو تتفتح أذهانهم قليلاً، لأن هذه الكلمات في الواقع استخدمت، لذا تستحق التسجيل للأجيال القادمة ولمعرفة تاريخ هذه الفترة وشكراً.
عريف الحفل: سؤال مع الدكتور أشرف سامي -باحث وإعلامي.
بسم الله الرحمن الرحيم، د. حمزة رجاء قبل السؤال لو فضلاً وكرماً تعيد علينا اسم الكتاب للمؤلف الهندي الذي يتحدث عن تداخل الهوية: أما عن السؤال: تعلمون سعادتكم أن التصريحات المدوية التي أدان بها الدكتور الغذامي الليبرالية العربية كانت بركاناً زلزل أركان هذا التيار ثقافياً، ثم أتت الأحداث التي تمور بها المنطقة لتؤكد تهافت الأنظمة التي اعتمدت الاستئصال منهجاً فهل تتوقعون سعادتكم أن تكون في المرحلة القادمة نرى بعض المراجعات من الإقصائيين تفرز لنا شجاعة وجرأة وصدق مع النفس مثلما رأينا من بعض الإسلاميين في الفترة الماضية من مراجعات وشكراً.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: شكراً، الكتاب هو الهوية والعنف: المؤلف هو أمارات يسن وهو هندي الأصل -وأظنه يحمل الجنسية البريطانية ويدرس في الجامعات الأوروبية جميعها وفي البريطانية والأمريكية خصوصاً، وهو مشهور جداً بكتبه ومقالاته العميقة، الكتاب اسمه "الهوية والعنف" (identity and violence) بالإنجليزية وترجم ونشر في سلسلة عالم المعرفة قبل عامين ولم أكن أعرف أنه في سبيله إلى الترجمة ولذلك تورطت في ترجمته، لكنني استفدت على الأقل من هذه الترجمة التي لم تنشر إلى الآن، بالنسبة لمحاضرة الغذامي وهذه المعركة مع أركان كيان الليبرالية في السعودية هذا يفترض أن هناك كيان، لكن ليس هناك كيان ولذلك لم يهتز شيء، بالنسبة للمراجعات الإسلامية ما نسميهم الإسلاميين في الواقع استعمال كلمة إسلاميين يجب أن نراجع أنفسنا فيه فهو كلنا مسلمون إلا إذا قصد بالإسلاميين الحزبيين، الذين لهم أهداف سياسية وهذا دائماً ما يستعمل له المصطلح وقد تبين أن مراجعاتهم لم تأتي من فراغ إنما اكتشفوا أن القضايا الأساسية التي شغلوا الناس بها منذ ثمانين عاماً ليست هي من القضايا الحقيقية للشعوب العربية، للشعوب العربية قضايا الديمقراطية، الكرامة، المشاركة في تقرير الشؤون التي تخصها ولذلك -هذا التيار- شغل الناس عن قضاياهم الأساسية، طويلاً والحمد لله فإن ما حدث مؤخراً، أثبت لهؤلاء أنهم في الواقع يجب أن يعيدوا حساباتهم وأن وهذا واضح جداً -من خلال تصريحات راشد الغنوشي الذي يريد دولة ديمقراطية ولا يريد دولة إسلامية ورد الأخوان المسلمين على تصريحات مرشد الثورة الإسلامية الذي قال إن هذا وعد بوجود شرق إسلامي، فقالوا: إن ثورتنا ليست إسلامية بل ديمقراطية ووجدوا أنهم لا يمثلون إلا شريحة من شرائح المجتمع، ولذلك فإن هذه المراجعات واضحة وواقعية وتحمد لهم هذه المراجعة والاعتراف بأنهم لا يمثلون إلا شريحة من شرائح المجتمع، فانتهت وصايتهم الآن ولا أحد يقبل منهم وصاية أحد على أحد مهما كان التيار، التيارات كلها لا وصاية لأحد منها على الآخرين، فالمهم لهذه التيارات أن تجد الأشياء المشتركة بينها وليس الهيمنة على الآخرين. شكراً.
عريف الحفل: حقيقة، نظراً لانتهاء الوقت المخصص للأمسية ستكتفي بسؤال من قسم السيدات، وسؤال من قسم الرجال، ونعتذر لمن لم نتمكن من إلقاء أسئلتهم نظراً لانتهاء الوقت فقط، سؤال قسم السيدات، الأخير. تفضلي نازك.
السيدة نازك: السؤال الأخير مني أنا شخصياً.
ما الدور الذي قام به النقاد العرب في رعاية الناشئة من الأدباء والسؤال طبعاً يشمل أساتذة الجامعات. شكراً لكم.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: شكراً أستاذة نازك وشكراً ثانية لإدارتك للنقاش من الضفة الأخرى، ما الدور الذي قام به النقاد هذا، لدينا العديد منهم هنا يوجه لهم السؤال أنا لست ناقداً، ولذلك إن هذا السؤال يجب أن يحاسب النقاد عليه ويطالبون بالإجابة عنه، وشكراً.
عريف الحفل: السؤال من الأستاذ الكاتب الصحفي أحمد عائل فقيهي.
مساء الخير، يلاحظ أن المسيرة الفكرية والثقافية للدكتور حمزة المزيني، تكاد تتلاقى مع مسيرة نعوم شومسكي، شومسكي انتقل من اللسانيات وعالم اللغة إلى نقد السياسة، حمزة المزيني انتقل أيضاً من عالم اللغة واللسانيات إلى نقد الفكر الديني السائد وقضايا الشأن العام، سؤالي للدكتور حمزة: ألا تلاحظ أن هناك عزلة للمثقف السعودي وأستاذ الجامعة عن مناقشة القضايا الوطنية؟ وقضايا الشأن العام خاصة في ظل التحولات الضخمة التي يمر بها العالم العربي الآن؟ أين دور المثقف السعودي في هذه المرحلة؟ وشكراً.
الدكتور حمزة بن قبلان المزيني: شكراً للمبدع الزميل أستاذ أحمد، دائماً يقال إن شومسكي انتقل من اللسانيات إلى النقد السياسي والفكري وهو لم ينتقل في الواقع فإن هذين الاهتمامين يسيران جنباً إلى جنب، منذ الخمسينات الميلادية، من الطريف أنه سأل عن ما العلاقة بين نشاطك السياسي ونشاطك البحثي العلمي في اللسانيات؟ كانت إجابته طريفة وهي: إنه لو كانت هناك صلة فهي صلة سيئة لأن اللسانيات، يقول، شغلتني عن الاهتمام بالشأن العام، فهو يقول إن المهمة الأولى للمثقف ليست هي في تخصصه بل هي في مناقشة الشأن العام، وهو دائماً يقارن بين أينشتين، عالم الفيزياء المشهور والعالم البريطاني راسل، فهو يقول إن راسل على تمكنه وقيادته للحقل الذي تخصص فيه لكنه كان يقود المظاهرات المطالبة بحقوق الشعوب وهو ينتقد القوى المهيمنة في المجتمع وفي العالم، بينما أينشتين في معمله في جامعة "ييل" يدخن غليونه ويكتفي بنشاطه العلمي وهو يفضل راسل على أينشتين كثيراً لذلك فإن قضية الاهتمام بالشأن العام، وهذا ما يركز عليه أيضاً شومسكي، ليست منة يقوم بها المثقف إنما هي دور يجب عليه أن يقوم به، لا يستطيع الفرد مطالبة الناس جميعاً بأن يعملوا شيئاً لا يقتنعون به من تلقاء أنفسهم، لا تستطيع أن تقول إن من واجبك أيها الأستاذ (أ) أن تقوم بكذا وكذا، هذه أشياء تنبع من قناعات الإنسان، ولا يمكن أن تفرض، وإذا فرضت فهو لن يؤدي الدور كما يجب أن يكون. شكراً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :540  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 115 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج