شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة الأستاذ الدكتور محمد مريسي الحارثي))
بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه، رئيس الاثنينية، ورائدها والوجه الذي يلتقي ضيوفه ومريديه وزواره بتلك البشاشة، اللطيفة الجميلة، سعادة الأستاذ الدكتور حمزة بن قبلان المزيني المحتفى به في هذه الأمسية، أيها المشهد الكريم.
عودتنا هذه الاثنينية على الاحتفال والاحتفاء بمن أسهم بعلمه وبفكره وبجهده الإنساني في مجالات الحياة جميعها وها نحن الليلة نحتفي بشخصية لها استقلالية من نوع ما، الأستاذ الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، أتوافق معه في السن وفي بداية التحصيل العلمي وفي الحصول على الدرجات العلى، العليا، وفي التقاعد، وفي كل ما ذكر عن سيرته العطرة، ولكني أختلف معه في امتلاك الروح الديناميكية الحركية الحية التي حباها الله سبحانه وتعالى لهذه الشخصية، ليستقل بها في مواجهة مشروعه العلمي، فمنذ حصوله على الدرجة العالية، الدكتوراه، وهذه الروح تدفعه دفعاً إلى البحث عن الحقيقة العلمية مع من يتداخل معهم، في علمهم وفي علمه، وكنت أشفق عليه في تلك البدايات التي كان يصب مداخلاته على بعض العلماء، ممن يراهم تقليديين، فكان أول ما بدأ في نقد المؤلفين اللغويين الذين ينظر إليهم بوصفهم تقليديين، من أمثال عبد الصبور شاهين ومن أمثال رمضان عبد التواب الذي خصص له مجموعة كبيرة من المقالات.
وعندما بدأ الأستاذ الدكتور حمزة بهذه الروح الحية، ذات البعد في تحديها للموقف العلمي، لم تكن هذه الروح تفارقه منذ تلك اللحظات التي بدأ فيها مشواره مع المشاكسات العلمية حتى هذه الليلة، هذه الروح التي دفعت الأستاذ حمزة المزيني للتعمق في مشكلات اللغة والتعمق في مشكلات المجتمع، تذكرني إلى حد ما ولربما كان هناك التقاء بينه وبين أفرام شومسكي، عندما تخصص هذا في النحو التوليدي في اللغة ثم انتقل بعد هذا التخصص إلى الخطاب السياسي العام الذي تعرفون أنتم مواقفه في الحضارة الغربية والحضارة العربية والحضارة الإسلامية، لكن هناك بعض الوقفات كان يتطلع إليها من يراقب المتخصصين في اللغويات بأن يسهم هذا التخصص في نقد العبارة الأدبية، لكن تلك الروح الحركية لدى زميلنا الأستاذ الدكتور حمزة، دفعته إلى مناقشة قضايا هي من الفكر بمكان، لأن اللغة فكر، وتلك القضايا والتي لم أستمع في السيرة الذاتية إلى شيء منها قضية حواره في الأهلة مع العلم الفقهي النظري وكيف دفع به هذا الحوار إلى أن يشكل عنده رؤية مع أن قضية الأهلة كان المفترض أن يصرف وقته وهمه وجهده إلى غيرها لأننا نعرف أن القرآن الكريم، عندما كانوا يسألون الرسول صلى الله عليه وسلم عن الأهلة يقول الله سبحانه وتعالى يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ (البقرة: 189) ثم يقول كان هناك -التوجيه القرآني- ما هو أوفر للسؤال عن الأهلة وهي البحث عن مسالك التقوى، من أجل أن يبحث الناس عما يفيد أكثر، لكن هذه الروح ذات التحدي القوي في مقارعة البحث عن الحقيقة، حتى عند علماء الشرع، عند علماء الفقه، وأنا لا أفصل بين سياقات الخطاب العربي في أنساقه المتعددة، لا شرعي ولا سياسي ولا أدبي ولا بلاغي، ولا لغوي، لا أفصل بينها بين هذه الأنساق اللغوية إلا إلى حين، هذه الروح: روح التحدي، روح الحركة، روح الحيوية المستمرة عند المحتفى به هذه الليلة، كانت كفيلة بأن تدفعه إلى ما يمكن أن يسهم به في نقد العبارة الأدبية.
الجانب الآخر قبل أن أترك هذه الجلسة المتاحة لي، الجانب الآخر الذي قد لا يعرفه من يسمع باسم الأستاذ حمزة بن قبلان المزيني هو الجانب الفني في شخصية هذا المتحدي الكبير، في شخصية هذا الرجل الذي كون لشخصيته استقلالية من نوع ما، الجانب الفني في شخصية الأستاذ الدكتور حمزة مزيني، سأفضحه هذه الليلة، إنه رجل محب للأدب، وإنني رجل قصرت معه في كثير من رغباته في هذا الجانب، لأنني كنت أعده بأن أقدم له مادة لبعض من سأل عنهم جزاه الله خيراً، في أن يستمتع بشعرهم، بأدبهم ولكن الظروف أحياناً لا تساعد الإنسان على تحقيق رغبات الراغبين، من الأصدقاء المحبين، فأنا أحبه في الله، وأحبكم جميعاً في الله والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الدكتور محمد مريسي الحارثي، الإخوة والأخوات الكلمة الآن، للأستاذ الدكتور منصور الحازمي، الأديب والكاتب والباحث الأكاديمي المعروف.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :705  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 108 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.