مكانك ما بين العلى والمكارم |
وذكرك نضح العود يا فخر حازمِ |
سما بك فكر ثاقب وروية |
ورأي يجلّي نوره كل قاتمِ... |
فما لي أراك اليوم يا خلُّ واجماً |
كأنك ما أشرعت أنساً لواجمِ |
أبا حسنٍ، لا تأس أعلم أن في |
إهابكَ ما يزري بنقمة ناقمِ |
بنيتَ فأعليت البناء ولم تزل |
تحومُ على بانٍ حفيظة هادمِ |
فلا تأسَ، لا يأس ذوو الفضل إنما |
همُ في انشراح دائم متعاظمِ |
ويأسى المقلّون الأولى قعدَتْ بهم |
سفاسفهم عن نيل قعس الغرائمِ |
ولا بأس إما هاب دربَك ذو ونى |
فما كل مصقول الحديد بصارمِ |
وما كل قلب أبصر الحسن عاشق |
وما غزوات الصقر مثل الحمائمِ |
أتعدل في الميزان همةُ خاسر |
ثوى مخلداً للأرض همة غانمِ |
أبا حسن، يكفيك إشعال شعلة |
أنارَتْ لهذا الجيل غُرَّ المعالمِ |
جلوتَ الصدا عن تبر ديوان شاعر |
وأبرزت مكنوناتِ أصدافِ عالمِ |
وأبدعت في سردٍ وشعرٍ فأينعت |
ثمارُ حقول أو زهور ردائمِ |
فللَّه در الفكر يبني ليزدهي |
به وطن المجد القوي الدعائمِ |
ودم سالماً يا سيدي، إنّكَ السنى |
ولا زال من يقلو السنى غير سالمِ |