شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتور عبد الله الحيدري))
بسم الله الرحمن الرحيم، كنت أهيئ نفسي أن أكون المتحدث الأخير، ولا أدري كيف تقدمت، ولكن على أي حال أساتذتي الذين سيتحدثون بعدي هم تاج فوق رأسي.
أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ويطيب لي في المستهل تقديم الشكر والتقدير لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على تفضله بتوجيه الدعوة لشخصي الضعيف، للمشاركة في تكريم أستاذي وصديقي العزيز الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، وآمل أن أوفق في تقديم كلمات تليق بمكانته السامقة في نفسي.
تقترب خدمة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع من نصف قرن، قضاها متقلباً في أعمال جليلة خدم بها وطنه، وأمته العربية والإسلامية في سيرة يمتزج فيها الكفاح مع الصبر والإصرار على النجاح والإنجاز، متدرجاً من معلم يحمل الشهادة الجامعية في عام 1388هـ، إلى أن تبوأ منصب وكيل جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في عام 1416 وحتى عام 1425هـ، ثم رئيساً لمجلس إدارة النادي الأدبي بالرياض لمدة أربع سنوات من عام 1422 إلى عام 1426هـ.
وهذا المنجز أيها الإخوة والأخوات، لم يأت عفواً دون عمل جاد متواصل وتطلع لصنع مستقبل مختلف؛ لذا رأيناه يصعد السلم بتدرج منطقي، معلماً في المعاهد العلمية، ثم مسؤولاً عن إدارة الدراسات والمعلومات في جامعة الإمام، ثم مديراً للبعثات، فمديراً لمركز البحوث، ثم عميداً للبحث العلمي، ثم وكيلاً للجامعة لمدة تسع سنوات، وخلال هذه المدة الطويلة مارس أعمال الأستاذ الجامعي بكل تفاصيلها: معلماً في المرحلتين الجامعية والدراسات العليا، ومشرفاً على الرسائل، ومناقشاً لها في داخل الجامعة وفي خارجها، بل وفي خارج المملكة أيضاً، ومحكّماً للبحوث، ومنخرطاً في اللجان والاجتماعات، ومشاركاً مع زملائه بالرأي والمشورة في جلسات القسم العلمية.
وهنا تحسن الإشارةُ إلى أن الدكتور محمد الربيِّع وبعضَ رفاقه من جيله عانوا الأمرَّين في سبيل الحصول على شهادتي الماجستير والدكتوراه؛ لأن الدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها وقتذاك لم تكن موجودةً في الجامعات السعودية، فاضطروا إلى مواصلةِ دراساتهم خارج المملكة وعلى حسابهم الخاص، مستغلين أوقات الإجازات الصيفية للبحث والسفر، مع ظروفٍ سياسية كادت أن تعصف بأحلامهم وتطلعاتهم.
وأما الكتابة في الصحف والمجلات فقد كانت مجالاً رحباً للدكتور الربيِّع منذ أن كان طالباً، وتحتفظ جريدة "الجزيرة" له ببعض المقالات التي كتبها قبل التخرج في الجامعة، ومنها مقالتاه: حديثٌ في الالتزام، والواقعية في الأدب، اللتان نُشرتا في العددين 87 و 92 من الجزيرة عام 1386هـ/1966م؛ مما يدل على اهتمامٍ مبكر جداً بالأدب ورغبة في ممارسة الكتابة.
وله مقالاتٌ أخرى عديدة نشرها في مرآةِ الجامعة، وفي جريدة "البلاد"، وفي جريدة "الرياض"، وفي مطبوعات أخرى، وأحاديث إذاعية كثيرة سجلها في إذاعة "الرياض".
والمتأمل لسيرة الدكتور محمد الربيع، والمراقب لها عن قرب بسبب عمل مشترك معه، أو ملازمة وصداقة له، يجد أنه لم يقتصر في يوم من الأيام على عمله الرسمي الروتيني، أستاذاً ومسؤولاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وإنما امتد نشاطه إلى معظم المنافذ الثقافية في المملكة والعالم العربي، فشارك في معظم دورات المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية منذ عام 1405هـ حتى الآن، وارتبط بتعاونٍ واسع مع وزارة الثقافة والإعلام: مشاركاً في البرامج الإذاعية، ومستشاراً في إدارة المطبوعات، وعضواً في الهيئة الاستشارية، ورئيساً للجنة العلمية في مؤتمر الأدباء السعوديين عام 1430هـ، وبتعاون وثيق الصلة مع دارة الملك عبد العزيز مشرفاً ومشاركاً في العديد من المشروعات الثقافية برئاسته للجنة العلمية لجائزة ومنحة الأمير سلمان، وإشرافه على قاموس الأدب والأدباء في المملكة العربية السعودية، وعلى موسوعة الملك عبد العزيز للشعر العربي، وعلى برنامج أعلام المملكة، بالإضافة إلى عمله الفاعل مع جهات أخرى مثل: مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ومكتبة الملك فهد الوطنية، ومجمع اللغة العربية في القاهرة، وجمعية لسان العرب بالقاهرة أيضاً.
ويبقى عمله المميز الذي استحق بموجبه وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى، هو عمله رئيساً لمؤتمر المملكة العربية السعودية في مائة عام الذي نُفذ على مستوى المملكة في احتفالية كبرى في عام 1419هـ.
وإذا كانت بعض الشخصيات البارزة تركن للراحة بعد التقاعد الرسمي، فإن الدكتور الربيع لا يؤمن بالراحة، ويرى سعادته في العمل بإخلاصٍ وتفانٍ من أجل الوطن، ولذلك فهو منذ تقاعده عام 1426هـ وهو عضو أو رئيس للعديد من اللجان والمهام، وآخرها اختياره عضواً في مجلس أمناء مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، وهو مجال أثير إلى نفسه إذا عرفنا أنه عضوٌ في مجمع الخالدين منذ عام 1415هـ.
هذا التفاعل الفاعل مع المجتمع والاندماج فيه والمشاركة في صنع النشاط الثقافي وتنميته يحمل بعدَين:
الأول: أن الأستاذ الجامعي -وقد أُتيح له الحصولُ على أعلى الشهادات الجامعية- ينبغي ألاّ يقتصرَ عمله على ما يسند إليه رسمياً من محاضرات ومناقشات واجتماعات، وإنما يحسن أن يمد يدَه إلى المجتمع مشاركاً ومساهماً بعلمه وبخبراته وتجاربه بقدر طاقته ووقته، وأن يخرجَ من إطار الجامعة الضيّق إلى فضاءِ المجتمع الأرحب.
الثاني: أن صنيعَ الدكتور محمد الربيِّع هذا يُمثل تطبيقاً عملياً فعلياً لرسالة الجامعة (أي جامعة) التي تقوم على ثلاثةِ محاور رئيسية، وهي: التعليم، والبحث، وخدمة المجتمع.
وبوصفي واحداً من الذين يعتزّون بالقرب من الدكتور محمد الربيِّع وملازمته وصداقته والعمل معه، فقد كنت أفكر منذ سنوات خلت أن أخص أستاذي بكتاب، لكني لم أجد الفرصة مناسبة، ثم ما لبثت الفكرة أن تبلورت حينما أصدرت عنه المجلةُ الثقافية بجريدة "الجزيرة" في رجب 1431هـ ملفاً في ثماني صفحات، ثم تأكدت فكرة تأليف الكتاب بشكل أوضح عندما علمت باعتزام الشيخ عبد المقصود خوجه تكريمه في اثنينيته الشهيرة بجدة، ويسّر الله عزّ وجلّ إنجازَ كتابٍ عنه عنوانه "محمد الربيع العالم والإداري والإنسان: ملامح من سيرته.. وصورته في عيون أصدقائه"، وسيتم الاحتفاء بتوزيعه الليلة بإذن الله.
وبعد، فأبارك لأستاذي الدكتور محمد الربيِّع تكريمه المستحق في اثنينية الشيخ عبد المقصود خوجه، وتحية للشيخ عبد المقصود واثنينيته التي ما فتئت تواصلُ تقديرها واحتفاءها بالمخلصين العاملين من أبناء الأمة العربية والإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مقدم الأمسية: شكراً للدكتور عبد الله الحيدري عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أيها السادة والسيدات ننقل الكلمة الآن للدكتور عبد المحسن القحطاني رئيس المجلس الثقافي الأدبي بمحافظة جدة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :483  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 86 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .