شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته أجمعين.
الأستاذات والأساتذة الأكارم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرحب الليلة بفارس من فرسان الكلمة الوضيئة والبحث الرصين، جمع بين رحابة الإبداع وطلاقته، وبين المنهج الأكاديمي ودقته، فجاءت مؤلفاته الثرية تسعى بين مروة الفكر، وصفاء الوجدان، وقد أشرعت أجنحتها تحليقاً في سماوات قصية، ثم عادت حفية بالتراث والمعاصرة، سعادة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، الناقد الأدبي المعروف، رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً، شاكرين ومقدرين استجابته لهذا اللقاء الماتع.
لضيفنا الكريم الكثير من الدراسات الأدبية المقارنة، وإن غامرت في فضاء التنظير حول أدب المهجر، إلا أنها افتتحت جغرافيا جديدة في هذا المنحى، فأضاف ضيفنا الكريم للمهاجر تخوماً ذهنية جديدة، من هذا المنطلق جاء كتابه القيم "أدب المهجر الشرقي" بادرة غير مسبوقة في دراسات الأدب المهجري التي تم تصنيفها كنماذج فريدة للآداب العربية خارج حدود العالم العربي، واستطاعت "الاثنينية" أن تنشر الأعمال الكاملة -لآخر أدباء المهجر- ممثلة في نتاج الأستاذ زكي قنصل، الذي عاش في الأرجنتين، وصاغ شعراً عذباً رقيقاً رغم بعده عن جذوره وبيئته العربية، وتوفي في مهجره عام 1994م، كما كرمته "الاثنينية" بتاريخ 02/07/1412هـ الموافق 06/01/1992م.. وظل الانطباع السائد أن "أدب المهجر" كله في الغرب، إلى أن استطاع ضيفنا الكريم تغيير اتجاه البوصلة نحو الشرق، وفتح كنوزاً من العطاء الذي كان مطموراً في غياهب المخطوطات والمطبوعات النادرة.. ولو لم تصدر عنه إلا إضاءة هذه القناديل فحسب في دروب الأدب العربي لاستحق عليها كل الشكر والتقدير.
مما لا شك فيه أن رئاسة ضيفنا الكريم لمجلس إدارة نادي الرياض الأدبي خلال الفترة (1419-1427هـ/1998-2006م) شكلت واحدة من أجمل وأخصب فترات عطائه الموسوم بالنماء والتنوع.. فإدارة أي ناد أدبي شيء مختلف، لأن التعامل مع الوسط الثقافي له نكهة خاصة، ومذاق بطعم الاختلاف أحياناً في تناول الكلمة وأخواتها، والبرامج ومدلولاتها، والأجناس الأدبية وأنصارها، فكلما ارتفع سقف التوقعات الثقافية، زادت نسبة قلق الإدارة بشأن النتائج المرجوة، الأمر الذي يستحلب جهوداً مضاعفة، لإرضاء شرائح أكبر من المهتمين.. وأحسب أن ضيفنا الكريم سدد وقارب، وحقق أماني كثيرة، وفق الميزانيات المعتمدة، والأطر واللوائح والنظم الإدارية التي تحكم عمل النادي الأدبي.. وهي رحلة طويلة أرى أن ضيفنا الكبير أعد العدة لمذكرات تخرج علينا في زينتها قريباً إن شاء الله.
انشغل ضيفنا الكريم بأمور عدة في الفضاء الثقافي، أبرزها قضايا الحوار البيني مع المحيط الإسلامي الواسع، ومن ملاحظاته النابهة في هذا السياق، إشارته إلى العلاقة الوثيقة والأواصر القريبة بين الأدب العربي، وآداب تلك الشعوب الإسلامية، والتي تتبدى في أمور منها وحدة الفكر والثقافة والتاريخ المشترك، وقد عكف على تبيان التأثر والتأثير بين تلك الآداب، وخلص إلى اعتبار أن الأدب العربي هو الدوحة الكبرى وقطب الرحى، والآداب الإسلامية أغصان وفروع تفرّعت عنه، ثم أفادت من البيئة المحلية ومعطيات الزمان والمكان. وفيما يلي تأسيسه النقدي للتعالق بين الخطاب الشعري في المحيط الإسلامي والشعر العربي، رأى أن هناك تقارباً في الشكل الفني والصور الشعرية، استدل بذلك على مقولة أن أغلب عروض الشعر في الآداب الإسلامية مستمدة من العروض العربي، ومن نظام القافية العربي، لم تنحصر العلاقة فقط في الخطاب الإبداعي شعراً ونثراً، بل تعدت ذلك، فيما يرى ضيفنا الكريم إلى اللغة نفسها كناظم جمالي، فقد لاحظ أن هناك علاقة وثيقة بين اللغة العربية الخالدة، ولغات الشعوب الإسلامية، ويتضح ذلك من وجود عدد هائل من الكلمات العربية، في لغات الشعوب الإسلامية قد تتجاوز نصف كلمات بعضها، وقد تنقص عن ذلك، لكن التأثير واضح للعيان، يُضاف إلى ذلك، أن أغلب تلك اللغات تستخدم الحرف العربي، أو كانت تستخدمه، ثم تركته بتأثير الاستعمار الغربي وأعوانه.
سعداء بضيفنا الكريم قامة تستحق التكريم والاحتفاء كفاء ما قدم لوطنه ومواطنيه.. وقبل أن أترك لاقط الصوت أترحم معكم على فقيدنا الغالي الدكتور عبد الرحمن طه بخش، الذي كرمته الاثنينية بتاريخ 01/06/1430هـ الموافق 25/05/2009م، باعتباره واحداً من رواد الطب في المملكة، ومن الرعيل الأول الذي أسهم في توطين مهنة الطب بكل أبعادها الإنسانية، وواكب التطورات العلمية والفنية التي رافقت هذا الحقل المهم، وانعكس ذلك في تأسيسه مجموعة مستشفيات بخش التي أسهمت بدور فاعل في خدمة المواطنين.. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جنانه مع وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَآءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً (النساء: 69). آملاً أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم الأستاذ حجاب يحيى الحازمي، التربوي، والأديب، والكاتب المعروف.. رئيس نادي جيزان الأدبي "سابقاً"، وصاحب عدة مؤلفات في القصة، والنقد، والشعر.. وله مشاركات عديدة في مؤتمرات ولقاءات أدبية داخل وخارج المملكة، وهو من الوجوه الثقافية المرموقة في منطقة جيزان. فإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.. والسلام عليكم ورحمة الله.
مقدم الأمسية: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه على كلمته الضافية، التي احتفى من خلالها بضيفنا هذه الليلة الدكتور محمد بن عبد الرحمن الربيع، السيدات قبل أن ننتقل إلى حديث الإخوة الذين طلبوا المشاركة بكلمات بهذه المناسبة، نظراً للعدد غير المسبوق للذين طلبوا الحديث بهذه المناسبة وهو ستة أشخاص، وهذا يعتبر رقماً قياسياً لأمسية الاثنينية، نرجو أن تكون كلمة المتحدثين في حدود خمس دقائق لكل متحدث، لنعطي الفرصة لضيفنا أيضاً لنستمع منه وإلى حديثه في هذه الأمسية، ثم هناك مجال لطرح الأسئلة بعد أن نستمع لضيفنا، لأن الوقت المخصص للأمسية في حدود الساعة الحادية عشرة إن شاء الله، الآن كلمة لمعالي الدكتور محمد سعد السالم، رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية، وعضو مجلس الشورى، فليتفضل.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :803  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 83 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.