شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الدكتورة إلهام أبو الجدايل))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
أشكر الشيخ عبد المقصود خوجه على تكريمه لي اليوم في منتدى الاثنينية، جعله الله دوماً مناراً يسلط الضوء على كل مواطن سعودي تميز في مجال العلم أو طلب الفن أو الأدب. جزاك الله عنا كل خير. إخوتي وأخواتي أود أن أشكركم أنتم أيضاً لحضوركم اليوم لأن الاثنينية منكم ولكم.
سيرتي الذاتية:
إلهام محمد صالح أبو الجدايل. من مواليد جدة. ولدتني أمي سعاد عبد المحسن أبو زنادة أطال الله عمرها ليلاً ولم أكن مكتملة النمو فوضعت في حضانة ليكتمل نموي، ومن ثم ربتني أم أمّي صفية باجسير رحمها الله. درست في مدرسة روضة المعارف الأهلية مراحل الحضانة، والابتدائية والإعدادية، وفي دار الحنان أكملت الثانوية.
قرر أبي ابتعاثي إلى بريطانيا لأكمل تعليمي. رحم الله والدي محمد صالح سعيد أبو الجدايل وأدخله جنات الفردوس مع الأنبياء والصالحين. كان رجلاً عظيماً ولا يحتاج إلى تعريف.
حصلت على البكالوريوس من مستشفى ميدل سكس جامعة لندن، ودرجة الدكتوراه في المناعة من جامعة لندن وفي الأمراض المناعية المهاجمة، كما تخصصت أيضاً في علم الخلايا والأنسجة وتعلمت كيف تزرع وتتطور أو ترفض وتهلك. أنا أستعجب من الخلايا؛ فهي مهما كان مصدرها -أي إذا استؤصلت من أشخاص أصحاء، عظماء أم عاديين، أغنياء كانوا أم فقراء- فإنها فهي تقوم بوظائفها بدقة وإتقان وانتظام من دون خلل ولا شغب؛ فهي تنقسم وتتكاثر عند الحاجة وتتطور لتبني الأنسجة والأعضاء من دون شح أو إسراف. فأتساءل لِمَ هذا الشخص مغامر وهذا لا يبالي والآخر تقي والآخر عكس ذلك هذا مؤمن والآخر ملحد. قال تعالى: وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (الشمس: 7-8) صدق الله العظيم، كما قال أيضاً: وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (الأنعام: 98).
حسب فهمي البسيط فإن النفس هي الذات والذات مكونة من قسم حسي وآخر روحي. بالنسبة للروح فعلمها عند ربي، أما الذات الحسية فهي مكوّنة من مليارات من الخلايا المتشابهة وغير المتشابهة شكلياً ووظيفياً إلاّ أنها تتساوى في شيء واحد: كل خلية في جسد الكائن الحي مهما كان لونها أو وظيفتها، عصبية كانت أم جلدية أم مناعية أم قلبية، تحمل المعلومات الوراثية نفسها، لذلك باستطاعتنا نسخ أي كائن حي من أي خلية في جسده. ففي قلب الخلية يكمن الشريط الوراثي وهذا الحمأ المسنون أو الحلزوني يعتبر مستقراً ومستودعاً لمعلومات عن الشخص ذاته، فهي مكوّنة من حروف شبه أبجدية، تقرأ في كل لحظة بطريقة ما، فإذا صادفت قدراً سيئاً فإنها قد تهلك، وإذا صادفت قدراً حسناً فقد تكون من السعداء. وفي نظري العلمي لا أشك في أن الدين الإسلامي قد أنزل لحماية النفس لكي تتطور وتتكاثر وتنشئ الكائنات الحية المختلفة بأسلوب جيد بنظام وميزان. لذلك نجد في كتابنا المجيد ما هو ممنوع وما هو مكروه وما هو حلال للنفس. فالإسراف في الأكل من المكروهات لأنه قد يؤدي إلى مرض السكر وتناول الخمر حرام لأنه يخل بالخلايا العصبية وإفرازاتها ويؤدي إلى تليف الخلايا الكبدية، وحتى تفكك الروابط الأسرية. أما أكل الطيبات من الطعام فحلال لأنه يبقينا على قيد الحياة. حتى الحسد يعتبر من الشرور. لقد اكتشف علماء الأعصاب مؤخراً مجدداً خلايا في مقدمة الرأس وظيفتها كالمرآة تجعل الناظر يؤثر على الشخص الذي ينظر إليه، إما سلباً أو إيجاباً. يسألني زملائي من الملحدين في الخارج لماذا يحتوي الإسلام على قائمة كبيرة من الممنوعات؟ أرد عليهم بصفة علمية وأقول: لكي تنتشر الحياة المختلفة بألوانها وأصنافها وسلالالتها في كل أرجاء المعمورة وتصبح بهذا الجمال. انظر إلى كوكب الأرض كيف هو مفعم بالحياة والألوان. هو الكوكب الوحيد الذي تجد فيه الورد والياسمين، وفصيلة الإنسان. إنه الكوكب الوحيد الذي له أسطورة فريدة في الكون. الإسلام يحمي السلالات ويحفظ البيئة وحتى شعور الإنسان. من دون قائمة الممنوعات هذه الحياة فوضى وعادت كالعرجون القديم. وأرد على زملائي أيضاً وأقول: لماذا لا تنظرون إلى قائمة الحلال عندنا؟
كيف بدأت قصة اكتشافي؟
بدأت قصة اكتشافي بدعوة رمضانية، وأتذكر أنها كانت في العشر الأواخر من رمضان، فطلبت من الله الجهاد في سبيل الأبرياء والضعفاء لكي يرضى عني. في الثلاثينات من العمر يكون فكر المرء ثورياً، لم أكن أفهم مدى طلبي، لكني قرأت بعدها آية الكرسي وآية قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ، لا أكثر من ذلك. لا تفهموني خطأ فأنا أدعو باستمرار، حتى في محطة الأتوبيس في بريطانيا أدعو أن يأتي الله بالأتوبيس في ميعادي، كي لا أتأخر في الوصول إلى عملي، واليوم في جدة دعوت الله أن "لا ينعزق السائق" في طريق المدينة كي أصل إلى الاثنينية في ميعادي. في معظم الأحيان يتأخر الأوتوبيس والسائق وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، ولا تفهموني خطأ فأنا لا أحب قيادة السيارة، ولا أعتبرها منطلقاً أولاً لحريتي. فكيف بدأ اكتشافي؟
خطأ في المعمل:
قررت يوماً في التسعينات من القرن الماضي أن أقوم بتجربة في المعمل، نويت فيها قتل الخلايا السرطانية لكي أفهم لماذا في الأمراض المناعية المهاجمة، تهاجم الخلايا المناعية الأنسجة أو الأعضاء؛ فمثلاً في مرض التصلب اللويحي المتعدد يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب فيتلفها، وفي مرض السكري يهاجم الخلايا الفارزة للأنسولين، وفي أمراض أخرى يتليف الكبد، أو الرئة أو العضلات، أو تتآكل العظام والغضاريف وحتى تكسل الغدد. لماذا جسد الإنسان يهاجم نفسه في هذه الأمراض، ويتصرف الجهاز المناعي للإنسان وكأنه في حرب أهلية؟ لماذا هذا العداء للذات؟
نرجع إلى التجربة: ألصقت بالخلايا مادة حيوية أو بالأحرى أجساماً مضادة ونسيت أن أضيف إليها مادة حيوية أخرى لكي تتم عملية اغتيالها. هذه الحادثة شبيهة بالجندي الذي نسي أن يملأ مسدسه بالرصاص ليقتل عدوّه، فلا جدوى من وجوده في الحرب من أساسه.
أنا إنسانة تعلمت كيف تدافع الخلية عن النفس، أي علم المناعة، لكني لا أؤمن بالحروب ولا بقتل أعدائي. كيف تقتل عدوك وهو جزء لا يتجزأ من صقل شخصيتك؟ إذا مات تخسر منافساً ولا تهتم بتحسين وضعك. صدق الله العظيم عندما قال وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ (البقرة: 191). طبعاً بتحسين وضعي يموت عدوي من الغيظ، لذلك أدعو شباب أمتنا أن يمحوا فكرة عداء الغير، ونسف أجسادهم بالمتفجرات.. حسّن من وضعك وتعلم أن تفكر ثم اقرأ كما فعل نبي أمتنا، لأن ألد عدو للإنسان هو الجهل أو النفس الأمارة بالسوء أو اللوامة.. اختر أن تكون نفساً مطمئنة لأن بقاءك على قيد الحياة هو سر هزيمة خصمك.
نعود إلى التجربة:
بعد فترة من الزمن وعندما حان أوان تحليل الخلايا تحت المجهر وتصنيفها بواسطة صبغها لكي أعرف ماذا جرى، ذهلت عندما وجدت أنها تمت بل تحولت وتطورت إلى خلايا وأنسجة سليمة مختلفة الأشكال والأنواع. سألت نفسي: كيف حدث ذلك؟ إن هذا ضد نظرية التطور للخلايا وحتى تتطور الكائنات الحية فإنه لا يمكن لأي خلية أن تكتسب قدراً آخر غير قدرها بعد أن تميزت وتخلقت، أي لا يمكن للخلايا البيضاء أن تصبح خلايا عصبية والعكس كذلك، لأن عملية التطور أحادي المسار عشوائية كما يقول العالم الشهير داروين. لم أصدق ما رأيت. كررت التجربة مراراً وحصلت على النتيجة نفسها في كل مرة. فبدأت أبحث وأبحث في المجلات العلمية والطبية على أي دليل يشير إلى ذلك ولم أجد أي دليل قاطع. شككت في نظري وفي ذهني وظننت أن عقلي قد اختل. انطويت على نفسي وكنت قليلة الكلام، فكان ردي إلى من حولي مختصراً جداً إما نعم وإما لا. لاحظ زوجي فسألني: ما بك لم تتشاجري معي لفترة وتطالعين هذه الأوراق والتحاليل التي في يديك باستمرار وكأنك تشاهدين شبح، ما المشكلة؟ يجب أن تأخذي إجازة من العمل إذ تبدين مرهقة. أخذ مني الورق ورماه (بطول يده)، عندها غضبت وبدأت أخبره بما حصل. فقال لي: ما فائدة هذا الشيء؟ فقلت له: يمكننا أن نبني بها أي نسيج أو عضو تالف في أجسادنا فمنها تتكوّن الكائنات الحية حتى أنا وأنت وبذلك يمكننا القضاء على الأمراض وحتى الشيخوخة. قال لي ألزمي الصمت. فقلت له لماذا؟ قال: "سنسجله كاختراع حتى لا تسرق هذه الفكرة منك.. لا تنسي حادثة روزلين فرانكلن خريجة جامعتنا كينج كولدج والتي اكتشفت الشريط الوراثي ثم سرق نتائج عملها العالمان كيرك أند واتسن من جامعة كمبريدج، ولم تفز بجائزة نوبل لأنها ماتت قبل منح الجائزة ولو كانت حية لكانت شاركتهما الجائزة.. شاهدي فيلم روزلين فرانكلن. سوف أرسلك إلى بريطانيا لتسجلي هذا الاكتشاف كاختراع لكي تحفظ حقوقك وهناك أيضاً يمكنك تطويره". حصل هذا كله بعد شهرين من دعوتي في رمضان. ثم قال لي: سوف أدعمك مادياً "لا تشيلي هم". عندها ضحكت في نفسي.
غادرت بلدي وعملي في المستشفى العسكري، وتركت أطفالي وأهلي في جدة. ربّت عيالي والدتي "الله يخليها" أنا أحبها جداً.. حتى أختي سحر أبو الجدايل وإخوتي صلاح وسهل وعبد العزيز كانوا عوناً لي جزاهم الله ألف خير. هاجرت إلى بريطانيا وسجلت اختراعي سنة 1993م حيث كتب بجميع اللغات، ثم طورت اختراعي في الرويال لندن هوسبتال، وكينكز كولدج وداوننج كولدج -جامعة كمبردج وأدنبروك هوسبتال -جامعة كمبردج وقسم التشريح -جامعة كمبردج. ثم نشرته في الجرائد الطبية البريطانية. وقد كتبت عن اكتشافي الصحافة البريطانية والأوروبية وظهرتُ أكثر من مرة في الإعلام المرئي.
وفي سنة ألفين أسس زوجي شركة "ترايستم" وجلب المستثمرين وأصبحت أنا رئيسها العلمي والطبي. أسميتها ترايستم لأن لنا ثلاثة أطفال بشار وصفية وفارس. هاجرت إلى أمريكا وقمت بالتجارب ما قبل العلاجية بالتعاون مع جورج واشنطن مديكال سنتر المتخصص في علاج فقدان المناعة وأمراض فشل القلب ومكثت هناك ما يقارب سنتين.
بعد أحداث 11 سبتمبر، اتجهت إلى الهند بالتعاون مع الحكومة الهندية حيث قمت بعلاج مرض نادر وقاتل يسمى بمرض الإيلاستيك أنيميا. في هذا المرض يفشل الجهاز المناعي ويتجرد منه صلب النخاع العظمي، وينتج عن ذلك النزيف وفقر الدم والإصابة بالفيروسات والميكروبات المختلفة، ويموت المصاب بعد 8 شهور من الإصابة بهذا المرض الفتاك.
أول مريض عالجته في الهند كان على حافة الموت. أول سؤال سألته إياه: ما اسمك؟ قال: مجاهد.. فبكيت. قال لي: أنا أبكي على حالي. مجاهد كان ينزف من كل مكان وتغطي جسده الجروح والقروح ويكاد جسمه يتعفن منه، ويبدو لي مصاباً بالكبد الوبائي وما خفي كان أعظم. أخذت زميلي جانباً وقلت له: لا نستطيع أن نأخذ من مجاهد حتى قطرة دم.. انظر إليه إنه في حالة يرثى لها، ويكاد يموت.. أرجعه إلى بيته وقل له لا نستطيع علاجك. كلّم زميلي أهل مجاهد باللغة الهندية طبعاً ليبلغهم الخبر. وإذا بأهل مجاهد يتكلمون بصوت عالٍ حزين. فسألت زميلي أن يترجم ما قالوا. قال: هم يتوسلون إليكِ أن تعالجيه، لقد أرهقهم علاجه مادياً ولا يستطيعون حتى نقل الدم لأنه مكلف. قلت لهم: وإذا مات مجاهد خلال سحب دمه؟ قالوا: هذه قسمته. فهمت هذه الجملة عندما نطقت باللغة الهندية وهي بالأحرى عبارة عربية. قمنا بعلاج مجاهد وفي ظرف أسبوعين عادت الحياة إليه وما عاد مجاهد ينزف أو يدوخ من فقر الدم، واختفت من جسده القروح والجروح وامتلأ وجهه بالدم واختفى صفار عينيه فأصبحتا بيضاوين. الآن مجاهد ومرضى هنود آخرون قد مضى على علاجهم 7 سنوات وما زالوا على قيد الحياة، وخالين من المرض. لقد تزوج مجاهد منذ سنتين وهو يعمل في دكان يبيع فيه أجهزة إلكترونية، ولقد أرسل إليّ صور فرحه.
إلى يومنا هذا لا يزال أول من يهنئني بعيد ميلادي قبل أبنائي ويعايدني في كل عيد ولدى حلول شهر رمضان. عندما شفي مجاهد من مرضه أهداني تحفة صغيرة من البلاستيك في داخلها بيت صغير، وعندما ترج هذه التحفة إذ بحبيبات الجليد تهطل من حوله.. منظر جداً جميل ونادر في بومباي الهند. ما زلت أحتفظ بهدية مجاهد وهي موجودة دائماً على طاولة مكتبي في بريطانيا.
بعد الهند توجهت إلى باكستان، وتعاونت مع الحكومة الباكستانية وهناك جربنا علاج أمراض الأعصاب المختلفة كالتصلب اللويحي والباركنسون و AIS، وأمراض السكر والقلب والفشل الكلوي والتليف الكبدي والرئوي وحتى الاكتئاب غيرها من الأمراض المكتسبة والوراثية كالتلاسيميا والأنيميا المنجلية وقد تكللت هذه المساعي بالنجاح.
في هذه المقالة كتب عام 2004م السيد جون كورويل. وهو متخصص في الأخلاقيات والطب من christ college Cambridge في مجلة الصنداي تايمز عن اكتشافي وقال في عنوانها: "إنها مسألة حياتك أو موتك. هذه الأنبوبة تحمل القدرة على إنقاذ الملايين من الناس وتوفير الملايين من الأموال على وزارة الصحة البريطانية، وتقضي على الأمراض وتجدد الشباب للمسنين.. إنها ليست بزيت الحنش ولا رصاصة سحرية، إنها ما يجعل جسداً ينمو. قد تكون متوفرة في بريطانيا في بضع سنين. لماذا الانتظار؟".
إنه في هذه المقالة يقصد الخلايا الجذعية.
لنعرف علمياً ما هي الخلايا الجذعية، فإن شكلها بسيط جداً لكن أفعالها كبيرة، تنقسم بلا حدود وعندما تقرر أن تتطور تكوّن الأعصاب والعضلات والدم والمناعة، حتى تكوّن كائناً حياً بأكمله. هنا (تشير إلى الصورة) خلايا جذعية كوّنت الجهاز المناعي وجهاز الدم، كما يمكن أيضاً تحويل خلايا الدم البيضاء إلى خلايا جذعية عصبية، كما هو موضح في هذه الصورة، فهذه خلايا عصبية مصبوغة. كيف يتم العلاج بالخلايا الجذعية؟ كما أسلفنا أن الخلايا الجذعية بسيطة الشكل عظيمة الأفعال، تنقسم بلا حدود وتتطور، تنشئ الأنسجة والأعضاء وحتى الكائن الحي عندما تتطور، ويتم ذلك بواسطة التميز الارتجاعي أو التحفيز للخلايا المسنة كاملة النمو لخلايا الدم البيضاء، تحضير كميات هائلة من الخلايا الجذعية الذاتية ألف أضعاف ما نستأصله من النخاع العظمي، الحبل السري...؟. الأجنة المجهضة، أو جنين طفل الأنابيب. عندما نستخدم دم المريض نفسه لتكوين الخلايا الجذعية فإننا نلغي ظاهرة الرفض واستخدام مثبطات المناعة أو العقاقير الكيماوية. إن تقنية ترايستم تهتم بتكوين خلايا جذعية متخصصة لبناء الأعصاب والعضلات القلبية والهيكلية والبشرة والأوعية الدموية وغيرها من الأنسجة حتى خلايا النطفة، فالإجراءات كما ترون وطريقة العلاج تعتمد التقنية التالية:
أولاً: توضع إبرة واسعة في وريد اليد ويفصل الدم إلى مكوناته الثلاثة -السائل، كريات الدم الحمراء، والكريات البيضاء- بواسطة ماكينة فصل الدم. ترجع الماكينة في الوقت نفسه كريات الدم الحمراء إلى المريض، ما عدا كريات الدم البيضاء التي تجمع في كيس معقم كما في الصورة اليمنى. تحول خلايا الدم البيضاء بتقنية ترايستم إلى خلايا جذعية متعددة التطور. وتحضر الأنسجة بواسطة الماكينة الآلية في هذه الصورة.
هنا صورة نخاع مجاهد (أحد المرضى): النخاع قبل العلاج فارغ من الخلايا المناعية لذلك فهو ينزف ويلتقط الميكروبات، أما بعد زراعة نخاعه بالخلايا تجدها مليئة بالخلايا المناعية والدموية، هنا أيضاً علاج لفقدان المناعة: الصورة إلى اليمين قبل العلاج والصورة إلى اليسار نخاع عظم المريض بعد العلاج وهو يحتوي على كمية وفيرة من خلايا الدم الحمراء بعد حقنه. تستطيع الخلايا الجذعية علاج قرح القدم والقرح الناجمة عن مرض السكري أو التلف النسيجي للأطراف؛ توضح الصورة إلى اليمين حالة شخص مصاب بتقرح في قدمه والصورة إلى اليسار توضح التئام الجرح بعد حقنه بالخلايا الجذعية. تعالج الخلايا الجذعية أمراض الصدفية كما في الصورة إلى اليسار: إنسان مصاب بالصدفية التي تغطي يد المريض قبل العملية، ونلاحظ اختفاء الصدفية من يد المريض بعد حقنه بالخلايا الجذعية في وريد اليد. يمكن أن نعالج الخلايا العصبية التالفة بسبب مرض أو حادث عبر تكوين خلايا جذعية عصبية من دم المريض؛ فمثلاً يمكن الآن معالجة مرض التصلب اللويحي المتعدد: الصور إلى اليسار لما قبل العلاج، فنجد كما يظهر الرنين المغنطيسي بؤراً سوداء وبيضاء تدل على تلف الدماغ، بعد العلاج الصور إلى اليمين توضح أن الخلايا الجذعية تستطيع أن تبني البؤر والتلف في دماغ المريض. هنا أيضاً حبل شوكي مصاب بالضغط قبل العلاج، ونجد أن البؤرة بعد العلاج قد اختفت. نستخدم الخلايا الجذعية كذلك لشد البشرة؛ الصورة في الأعلى توضح ارتخاء جفون العين قبل الخلايا الجذعية، ويمكننا شد جفون العين بعد حقنها حسب تقنية ترايستم.
وأخيراً أود أن أشكركم للإصغاء إلي وشكراً للشيخ عبد المقصود خوجه ودكتورة سميرة وللأخت نازك ولكم جميعاً.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2151  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 78 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الشعرية والنثرية الكاملة للأستاذ محمد إسماعيل جوهرجي

[الجزء الخامس - التقطيع العروضي الحرفي للمعلقات العشر: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج