شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الأستاذ الدكتور عاصم حمدان))
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. الشكر لله ثم للشيخ عبد المقصود الذي جعلنا نلتقي بهذه القامة الشامخة من أرض البحرين العزيزة علينا. وأمتعنا ضيفنا الكريم في حديثه عن المفاصل في حياته التي يتداخل فيها الفكر بالثقافة بالأدب. لعلك ذكرت -سيدي- بحثك، أو دراستك "الحياة الأدبية في قلب الجزيرة العربية". وللأسف الشديد أنه لا يوجد بيننا في العالم العربي ذلك التواصل الشديد، وقد كتب شيخ النقاد السعوديين الأستاذ الكبير عبد الله عبد الجبار، في الخمسينيات الميلادية كتابه "التيارات الأدبية في قلب الجزيرة العربية"، وأصل الكتاب محاضرات لطلبة الدراسات العليا في جامعة القاهرة ولكنه صدر عام 1959 لكنه كتب قبل هذه الفترة. تحدثت عن فترة مجهولة وهي القرن الثاني عشر والثالث عشر هجريين، وأود أن أقول لك كما اكتشفت شاعراً مكياً ذكرته، لقد كانت هناك مدارس أدبية في تلك الفترة، وهي مدرسة جعفر البيتي، في القرن الثاني عشر، ومدرسة ابن برادة، وإبراهيم الأسكوبي، وعبد الواحد الأشرم، في المدينة المنورة ومكة المكرمة، وكانت هناك مدارس أخرى أيضاً في بقية أرجاء الجزيرة العربية. النقطة الأخرى التي أريد أن أعلق عليها وهو المسرح بمفهومه الغربي، بدءاً من الأدب اليوناني الذي يعتبر مرجعاً لآداب الشعوب الغربية المعاصرة. واستوحى أدباء الغرب كثيراً من أعمال تلك الحقبة. فمثلاً في الأدب العربي لم تنشأ الملحمة بمفهوم epic التي فيها مقدمة وعقدة ونتيجة. وتعتبر الرواية هي حفيدة للملحمة في الأدب اليوناني الذي استوحى أدباء الغرب في العصر الحاضر كثيراً من مفاهيمه النقدية منه، بل إن العرب وعندما ترجموا أرسطو، لم يترجموا الإلياذة وذلك لأسباب دينية وربما حضارية، ولم يترجمها إلاَّ سليم البستاني في العصر الحديث، وكانت الإلياذة بعيدة عن المتناول. المسرح ملحمة نتجت في الأدب اليوناني ثم تطورت لاحقاً في فنون عدة في الأدب الغربي، لأن السياق الحضاري والأدبي والفكري في الغرب هو غير السياق الحضاري والفكري والأدبي في الأدب العربي، بل أضيف لسعادة أستاذنا الكريم وهو الأعلم بهذا أن العرب وحتى عندما ترجموا كتاب أرسطو، أخطأوا في ترجمة comedy و tragedy ترجموها بالرثاء والغنائية على التوالي. وهذا طبعاً بعيد كل البعد، والسبب في ذلك أن البيئة في سياقها الحضاري والفكري تنتج فنوناً وذلك ليس عيباً في الأدب العربي في ملحمة لكن ملحمة بمعنى الشعر الحماسي، نجد أحمد عبد ربه، وابن المعتز وغيرهم في الشعر الحماسي الجاهلي، لكنها لم تقارب الملحمة بمفهومها الغربي الذي يطلق عليه epic في القاموس الأدبي الغربي، وبالتالي السؤال: هل يمكن للسياق الحضاري العربي بكل تأولاته أن يستوعب ما يسمى المسرح، أرجو أن أستمع إلى شيء من إجابتك الكريمة وشكراً لك، وللسادة الحضور أجمعين.
الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم: شكراً على هذه المداخلة الطيبة إن هذا السؤال مهم وحيوي وقد طرح منذ مارون النقاش ولم يزل هذا السؤال قائماً حتى هذه اللحظة. ومن الندوات الأخيرة التي عقدت وشاركت أنا في تصميم هذه الندوات بعضها طرحت مجدداً إمكانية أن يعاد النظر في هذا السؤال، هل يمكن أن يكون لنا مسرح عربي خاص بنا؟ وقد كان مارون النقاش يستخدم عبارة ويقول "استخرج من الذهب الفرنسي، سبكاً عربياً" كان يقول في مقدمته الشهيرة لمسرحية البخيل إنه يحاول أن يستخرج من الذهب الفرنسي سبكاً عربياً. ومشى على هذا السياق رواد المسرح العربي إلى أن ظهر يوسف إدريس، وسعد الله ونوس وكتاب من المغرب وجماعات احتفلت بالإجابة على هذا السؤال، ولكن الحقيقة كانت التجربة التي يمكن التعليق عليها اليوم هي أن كل ما وضع في هذا السياق كان محاولة لتقديم الصيغة التراثية لفكرة المسرح في هذه التجارب وأعني بالصيغة التراثية أن كتابنا هؤلاء وجدوا في قصص ألف ليلة وليلة وفي الملاحم وفي التاريخ العربي ونحو ذلك، مادة أو حبكة يمكن أن يكونوا من خلالها مسرحاً، أو هكذا توهموا، لكنهم ودون استثناء وضعوا المادة الخام، ولكن البناء والقيم المسرحية ظلت قيماً تنتمي إلى المؤسسة المسرحية الغربية، أو إلى النموذج المسرحي الغربي. ولا يعيب ذلك الظاهرة المسرحية العربية على الإطلاق، لأن المسرح وحتى في نموذجه الغربي ليس حكراً على عرق أو جنس من الأجناس، هو إبداع مفتوح لكل الناس ولكل مبدع ولذلك، أعتقد أن كتّابنا العرب أبدعوا، في تجارب مهمة استطاعت أن تستوعب التقاليد المسرحية الإغريقية والغربية الحديثة، والأمثلة في ذلك كثيرة منها توفيق الحكيم، ومنها سعد الله ونوس، وصلاح عبد الصبور، وغيرهم رغم أنهم أخذوا قوالب مسرحية غربية. هذا إشكال طويل ويحتاج إلى ندوة طويلة جداً فحاولت فقط أن أعطي لمسة بسيطة فيه.
السيدة نازك: بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أصحاب السعادة، الحضور الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
لا يجادل اثنان في أن الثقافة في مملكة البحرين تعتبر رافداً مهماً من روافد الثقافة العربية والإسلامية، فيمتزج فيها الكثير من المعارف واللغات والآداب وفنون العديد من الأمم التي تفاعلت معها سلباً وإيجاباً وهذا جعلها تتبوأ مكانة خاصة بالغة الأهمية، مما تراكم من خبرات وتجارب كانت نتائج لخطى فردية وجماعية. وضيف أمسيتنا الليلة أحد هذه الجهود الفردية التي انطلقت منه الشرارة الأولى، بانطلاق حركة تأسيس العديد من الأندية الثقافية والجمعيات والفرق المسرحية الأهلية، إنه سعادة الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم عميد كلية الآداب بجامعة البحرين والناقد والمتخصص والخبير الأكاديمي في التجربة المسرحية. فأهلاً وسهلاً بسعادته بيننا اليوم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :485  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 70 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ترجمة حياة محمد حسن فقي

[السنوات الأولى: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج