عطشَى وهذا البحرُ لي!! |
حيرى |
وأعرفُ كلَّ نجمٍ آفلٍ في الأفقِ ضال |
أمشي |
وهذا الوقتُ يشربُ إلفةَ الكلماتِ في روحي |
ويُهدي وحشتي هذا الكلال! |
وتصيحُ بي الغُرُباتُ |
تسألُني الهويةَ |
أنتِ مَنْ؟؟ |
أنَا....... |
والمدى متفرجٌ |
يُحصِي خطوطَ الحزنِ في وجهي |
ويهربُ بالسؤالِ من السؤال |
وحدي أُرمِّمُ ما تعلّقَ من جسورِ بلاغتي |
لأقولني صدقاً |
فما يُجدي المقال |
لغةٌ تَآمَرُ ضدَّ صوتي |
تشتري ظمئي بآل |
لغةٌ تَمَاهَى |
بالذين تقمّصوا أحوالَها |
سدّوا عليَّ دروبَ إيغالي إلى المعنى |
ولكني أُصِرُّ ولا أزالُ |
أجري بقيدي في فضاء مزاجِها |
أحتالُ للمعنى بكيدي كله |
وأعودُ أجتَرُّ الذي |
قد عَافَه يوماً نزوعي للمثال!! |
لغةٌ تَنَاسَى |
أننا في البدءِ قد كُنّا معاً |
نبني خلايانا |
نُسمي كلّ شيءٍ باسمِهِ |
ومعاً تَهجّينا حروفَ الأرضِ |
تمتَمنَا |
لثِغنَا |
وابتدأنا الخطوةَ الأولى |
تعّثرنَا بِظلَّيْنا |
نهضنَا واتحدنا بالظلال |
ومعاً |
تأرجحْنا على حبلِ الكناياتِ |
استعرنا بعضَنَا بعضاً |
ضحكنا |
مثل أي صغيرتَينِ |
تُجدّلانِ ضفيرتَينِ من الوصال |
لغةٌ تَنَاثرُ |
كلمّا جمَّعتُ أشتاتي |
احتشدتُ لمقدّمِ المعنى |
تفلّتَ |
وارتدى صمتي |
وعجَّز القادراتِ على السجال |
كم عُدتُ تحملني جِراري |
سالَ معناها على كتفي |
لأسقي حنطتي |
تتشّققُ الأرضُ الغريبةُ |
تستحيلُ إلى رمال |
هذي شِراكي |
لم تَصِدْ معناي |
لم تتلبّسِ الوجَعَ البعيدَ يجوسُ في نفسي |
كذئبٍ جائعٍ أرغى وصَال |
لغةٌ تَنَكّرُ لي |
وتسألُ مَنْ أنا |
الآنَ أدخلُ من ثقوبِ فراغِها |
أعصي فروضَ ولائِها |
وأُرتّبُ الأحوالَ وفقَ بداهتي حالاً فَحَال |
الآنَ أنزعُ تاجَ تنويني |
أثبِّتُه على رأسي |
وأمشي في دلال |
لي يا سفورَ الحرفِ حين أشاءُ من لغتي حجاب |
لي يا حجابَ الحرفِ حين أشاءُ من لغتي سفور |
فأنا اخترعتُ بهاءَها |
وصفاءَها |
علَّمتُها صبري |
على غزلِ الثواني والدقائق والسويعاتِ الطوال |
وهنا سأنصبُ خيمتي |
وأعيدُ للمعنى أنوثتَه |
وأركضُ في مدى الكلماتِ |
أركضُ حرةً |
وجمالُ روحي أنها روحُ الجمال! |