لكلٍ جراحاتُه |
فانتظرْ أيها الوقتُ |
حتى تُعيدَ لنا الشمسُ |
ما فاتَ |
من عافياتِ البلاد! |
لكلٍ جراحاتُه |
فانتبه أيها الوقتُ |
فالنيلُ لن يُخلفَ العامَ موعدَه |
سوف يجبرُ خاطرَ من علّقوا حُلمَهم |
بالحصاد! |
لكلٍ جراحاتُه |
أيها الوطنُ المُبتلى بالمحبّينَ |
والحانقينَ |
وبالعاشقينَ |
وبالمشفقينَ |
وبالشامتينَ |
وكلٌّ له ما يقولُ |
فربِّت عليهم جميعاً |
فقد أسرفوا |
في النوى ربما |
في الجوى ربما |
في الهوى ربما |
ربما في العناد! |
فربِّت عليهم جميعاً |
ففي آخرِ السخطِ حبٌّ |
وفي آخرِ الحنقِ عشقٌ |
فلا تبتئس سيدي |
إنهم عاشقوك! |
لكلٍ جراحاتُه |
أيها الوطنُ المثخنُ الروحِ |
من طولِ ما هدّمت صبرَه الحادثاتُ |
فباتَ يُرمّمُ أحلامَه |
يَجُرُّ على الشوكِ أقدامَه |
يُخبّئ في الصبرِ أسقامَه |
ويرفعُ للريحِ أعلامَه |
يصيحُ إذا طاشَ سهمُ العُقوق فأدمى مُحيّاه: |
-لكنهم هم بنيّ. |
أجل سيدي إنهم هم بنوك!! |
فحتّامَ يا أيها الأسمرُ الواثبُ الواثق المطمئنُ |
المَهيضُ المُبعثرُ |
يا ثاقبَ الحدْسِ |
ترقبُنا صابراً |
إذ نُبعثرُ للريحِ كلّ خزائِنك الغاليات |
وننثرُ للنارِ كلّ نفائِسك النادرات |
نُسلّمُ للكاذبينَ تواريخَ صدقِك يا وطني |
نُشَوِهُ بالعجزِ سِفرَ المرواءتِ |
كم أنتَ شهمٌ |
مهيبٌ وضيءٌ عظيمٌ |
ولكنهم لم يروك! |
لكلٍ جراحاتُه |
لكلٍ حكاياتُه |
فاحتملنا جميعاً |
أتستطيعُ؟ |
يا أيها المُثقلُ الروحِ |
من طولِ ما احتملتَ من عذاب |
أزِحْ كل أسمالِ هذا التجملِ |
فاجئ عقوقَ المحبين بالجرحِ |
يرعَى به الدودُ حدَّ العظام |
وأنتَ |
تُغالبُ مُستعلياً |
تتجمّلُ محتملاً |
آه يا وطني |
يا مَهيبَ الجنَاب |
تعالَ |
لكي نغسلَ الآنَ أقدامَك الحافيات |
لكَ اللهُ كم ركَضَتْ هذه الأرجلُ المُتعَبات |
قليلٌ من الملحِ والدمعِ والصبرِ يا وطني |
قد يُريح |
قليلٌ من الصدق |
قد يرتقُ الآنَ كلّ الجروح |
فنادِ علينا |
تعالوا لكي نتغافرَ |
ننسى |
نُرّبي ذواكرَنا من جديد |
تعالوا لكي نتغافرَ |
نأوي إلى ربوةٍ من رضا |
ونغفرُ |
للنيلِ |
للشمسِ |
للأرضِ |
للناسِ |
ننسى |
فما من سبيلٍ إلى غدِنا |
غيرُ هذا السبيل!! |