شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ترنيمة الغفران
لكلٍ جراحاتُه
فانتظرْ أيها الوقتُ
حتى تُعيدَ لنا الشمسُ
ما فاتَ
من عافياتِ البلاد!
لكلٍ جراحاتُه
فانتبه أيها الوقتُ
فالنيلُ لن يُخلفَ العامَ موعدَه
سوف يجبرُ خاطرَ من علّقوا حُلمَهم
بالحصاد!
لكلٍ جراحاتُه
أيها الوطنُ المُبتلى بالمحبّينَ
والحانقينَ
وبالعاشقينَ
وبالمشفقينَ
وبالشامتينَ
وكلٌّ له ما يقولُ
فربِّت عليهم جميعاً
فقد أسرفوا
في النوى ربما
في الجوى ربما
في الهوى ربما
ربما في العناد!
فربِّت عليهم جميعاً
ففي آخرِ السخطِ حبٌّ
وفي آخرِ الحنقِ عشقٌ
فلا تبتئس سيدي
إنهم عاشقوك!
لكلٍ جراحاتُه
أيها الوطنُ المثخنُ الروحِ
من طولِ ما هدّمت صبرَه الحادثاتُ
فباتَ يُرمّمُ أحلامَه
يَجُرُّ على الشوكِ أقدامَه
يُخبّئ في الصبرِ أسقامَه
ويرفعُ للريحِ أعلامَه
يصيحُ إذا طاشَ سهمُ العُقوق فأدمى مُحيّاه:
-لكنهم هم بنيّ.
أجل سيدي إنهم هم بنوك!!
فحتّامَ يا أيها الأسمرُ الواثبُ الواثق المطمئنُ
المَهيضُ المُبعثرُ
يا ثاقبَ الحدْسِ
ترقبُنا صابراً
إذ نُبعثرُ للريحِ كلّ خزائِنك الغاليات
وننثرُ للنارِ كلّ نفائِسك النادرات
نُسلّمُ للكاذبينَ تواريخَ صدقِك يا وطني
نُشَوِهُ بالعجزِ سِفرَ المرواءتِ
كم أنتَ شهمٌ
مهيبٌ وضيءٌ عظيمٌ
ولكنهم لم يروك!
لكلٍ جراحاتُه
لكلٍ حكاياتُه
فاحتملنا جميعاً
أتستطيعُ؟
يا أيها المُثقلُ الروحِ
من طولِ ما احتملتَ من عذاب
أزِحْ كل أسمالِ هذا التجملِ
فاجئ عقوقَ المحبين بالجرحِ
يرعَى به الدودُ حدَّ العظام
وأنتَ
تُغالبُ مُستعلياً
تتجمّلُ محتملاً
آه يا وطني
يا مَهيبَ الجنَاب
تعالَ
لكي نغسلَ الآنَ أقدامَك الحافيات
لكَ اللهُ كم ركَضَتْ هذه الأرجلُ المُتعَبات
قليلٌ من الملحِ والدمعِ والصبرِ يا وطني
قد يُريح
قليلٌ من الصدق
قد يرتقُ الآنَ كلّ الجروح
فنادِ علينا
تعالوا لكي نتغافرَ
ننسى
نُرّبي ذواكرَنا من جديد
تعالوا لكي نتغافرَ
نأوي إلى ربوةٍ من رضا
ونغفرُ
للنيلِ
للشمسِ
للأرضِ
للناسِ
ننسى
فما من سبيلٍ إلى غدِنا
غيرُ هذا السبيل!!
أقرأ واحداً من النصوص الأخيرة، بعنوان "أعصي امتثالي للكلام".
 
طباعة

تعليق

 القراءات :993  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 58 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الدكتور واسيني الأعرج

الروائي الجزائري الفرنسي المعروف الذي يعمل حالياً أستاذ كرسي في جامعة الجزائر المركزية وجامعة السوربون في باريس، له 21 رواية، قادماً خصيصاً من باريس للاثنينية.